أكره الأرصفة جدا, أشعر بأنها مكان محدود, مكان لا مكان له, يأخذ حيّز لا فائدة منه, ذات يوم ذهبت إلى الدكان في حارتي الضيقة المزدحمة, أردت أن أمشي على الرصيف " كما الناس المهذبين" فوجدته مليء بالسيارات, لا مكان للسير به, فأصبحت متأرجحة, مرة على الرصيف وأخرى على الشارع, وأيقنت أن البلدية وضعت الأرصفة فقط للسيارات, فيمكننا أن نستفيد من الشارع كما يحلو لنا, فهو ملك للمشاة.
كم هو جميل الشارع, تصعد وتهبط أثناء سيرك, فالخدمة هنا جيدة جدا, حتى أنهم وضعوا بين كل مطب وآخرة حفرة أو إثنتين, وهذا كله لخدمة الشعب, وأنا من الشعب فاستفدت جدا من هذه الخدمة, وأصبحت أمارس لعبتي الجميلة وهي الصعود والهبوط, وشعرت أني في ملاهي " ديزني بارك" أو ربما " ديزني وأدزك" فهنا لا حاجة للذهاب إلى الملاهي, كل شيء في خدمة الشعب, وكل شيء بدون ثمن, يكفي أن تكون مواطن.
إستمتعت جدا بالطريق, حتى أني نسيت أن أبتسم من كثرة الإستمتاع, ونسيت أن معي إبنة أخي التي كانت خلفي, فكنت حينها أريد أن أقطع الطريق بسرعة لكي أشعر بمتعة أكبر, كما في الملاهي يبدأون ببطئ ثم تسرع وهنا تكون المتعة, حين نهبط ونصعد ونصعد ونهبط بسرعة تكاد توقف قلوبنا, ذهبت وقضيت حاجتي من المحال الذي كنت أقصده, ثم خرجت وأمسكت يد إبنة أخي لكي لا تخاف من هذه الملاهي الجميلة, ومشينا بسرعة, رجعت إلى البيت فرحة جدا, حتى أن جبيني عُقد من الفرح, وتمنيت أن أعاود وأحتاج شيء آخر من هذا المكان الجميل ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).