إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: شركة تنظيف مكيفات بالدمام (آخر رد :العنود جابر)       :: شركة تركيب كاميرات مراقبة بينبع (آخر رد :rwnaa_1)       :: المنصات عبر الإنترنت من التقنيات المبتكرة (آخر رد :اسماعيل رضا)       :: برامج الحفظ عبر الإنترنت المرونة (آخر رد :اسماعيل رضا)       :: تطبيق كليك كاش click cash (آخر رد :جاسم الماهر)       :: متجر ساكورا للهدايا: تمتع بتجربة تسوق استثنائية (آخر رد :نادية معلم)       :: التداول والأسهم: دليل شامل لعالم الاستثمار (آخر رد :محمد العوضي)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: التسجيل في الضمان المطور: خطوة بسيطة نحو مستقبل آمن (آخر رد :مصطفيي)       :: دراسة جدوى حناء: استثمار مربح في عالم الزراعة (آخر رد :مصطفيي)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-21-2009, 01:20 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا"

ما ان تمر امامي الدراز الا ويكون صوت القرآن مقروءا بصوت الاستاذ محمد جعفر موسى، اول ما يشدني اليها. ربما فصلني عن سماع ذلك الصوت اكثر من ثلاثة عقود، ولكنه ما يزال يقرع سمعي كلما فتحت الذاكرة، وقرأت صفحات من تاريخي الشخصي فيها. الدراز كما تستعيدها الذاكرة كانت تنام في الظلام الدامس، خلا اصوات مؤمنة تنطلق تارة عبر مكبرة الصوت الفريدة من نوعها في مجلس الحاج موسى بن الحاج حسين، وأخرى على لسان الملا عيسى بن أحمد الريس بمجلس الحاج محسن بن الحاج زهير، وثالثة بصوت المرحوم الاستاذ جواد سرور. وهو يقرأ المناجاة الرمضانية. كل ذلك كان في زمن عز فيه دعاة الاسلام، وقل فيه المنتمون اليه خارج الأطر التقليدية. ثلة صغيرة كانت تنطلق من القرآن لتعيشه مشروعا وايديولوجية للعقيدة السياسية والصراع بين الحق والباطل. كان الاستاذ محمد جعفر موسى واحدا من رواد تلك الحقبة التي استيقظت طلائع "الاسلاميين" خلالها، حتى ليبدو ان لحن القرآن المنطلق من حنجرة المدرس الشاب، ناطقا باسم ظلامة المظلومين، فكأنه كان شعارا ضد الظلم، وان بلغة هادئة بعيدة عن "الثورة" و "الاحتجاج". ألا يمكن ان يكون "الاحتجاج الصامت" احيانا خيرا من جعجعة المزايدات في زمن العهر السياسي؟



أشعر وأنا أنعى الاستاذ الكبير، الذي عاش ضمن أطر الايمان متواضعا، شهما، خلوقا، شاهدا على عصره وعلى صراع الحق والباطل، انني بدأت أضيف الى سجلات الراحلين من شخوص تلك الفئة الرائدة، المزيد منهم. احس في داخل ان الجذور التي أنتمى اليها في قريتي، بدأت تتقطع، وأتساءل في نفسي: ما الجديد في ذلك؟ فاذا كان محمد، صاحب الرسالة العظيمة، هو المعني بقوله تعالى: وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد، أفإن مت فهم الخالدون" فما بالنا نحن الوضيعين امامه، المتخاذلين عن رفع رايته، وربما المتواطئين، بدون ان نعلم، مع اعداء رسالته؟ أيحق ان نطمع في الخلود الأبدي؟ لم أكن مسبوقا بمرض الاستاذ الراحل، بسبب البعد والانشغال. وعندما سمعت نبأ رحيله شعرت بالفجيعة، وتوقفت حركة الحياة امامي هنيئة. فبرغم البعاد كنت أمنى نفسي أن أسمع صوته اما وهو يقرأ القرآن في ليلة رمضانية مباركة او يؤذن على مصطبة الاذان بمسجد القدم. وفي الحالين سأشعر انني ما زلت انتمي الى الاصول المتينة في الدين والوطن.

فقدت شجاعتي لحظة، ووقفت متسائلا والحيرة تملأ الكيان المتعب: أأبكيه ام أبكي نفسي؟ الاستاذ محمد جعفر الذي ودع قبل اسابيع، رفيق درب آخر، هو الاستاذ جواد سرور، رسم دربه وسار عليه، كان هو الآخر رجلا كبيرا حقا. وحجم الانسان في نظري ليس بموقعه الاجتماعي او السياسي او الوظيفي بل بقدر ارتباطه بربه، فمن أكبر منه وهو رجل الدين الذي كان من اوائل المنتمين اليه؟ ومن أكبر منه وهو الذي دعا الناس الى الصلاة اكثر من نصف قرن؟ ومن أكثر منه خدمة وهو الذي ربى اجيالا من خلال مهنة التعليم الذي قضى عمره فيها؟ ومن أوثق منه صلة بالله سبحانه وهو الذي تلى القرآن على مسامع الناس عقودا؟ ومن أتقى منه وهو الذي تعفف عن الدنيا والمنصب والجاه، وقنع بأداء العبادة، ثابتا على درب الايمان، بعيدا عن درب الظالمين والمنحرفين. ومن أكثر منه عطاء وهو الذي احتضن دروس الايمان والفقه والدعاء بمسجد القدم، عندما كان شباب القرية منغمسين في اللهو واللعب؟ ومن أشد منه ثباتا وهو الذي كان يبعث رسالته القرآنية بصوته الرخيم، ليس من الغرف الفارهة والمكيفة، بل من كوخ تارة، و"براحة" محوطة بجذوع النخل خارج منزله ثانية ومجلس متواضع ثالثة. ومن أعمق منه بصيرة وهو الذي اخترق الايمان قلبه فلم يرض عنه بدلا، وسار على هدي دينه وأئمته ففشلت اغراءات الدنيا ان تنال من صدقيته. علم الناس وركب البحر وأقام الأذان، وتلى القرآن، وتلى الدعاء، وصاحب الاخيار، وعطف على الصغار، واحترم الكبار، فما أعظمه، وان جهله الناس، وما أرفع منزلته وان تواضع للآخرين.

قليلون اولئك الذين يتركون معاني الخير والايمان والإباء في نفوس الآخرين. وأشهد امام التاريخ انني ممن استفاد من وجود محمد جعفر موسى حسين، دينا وأدبا وعلما وانتماء وصدقا في ذلك الانتماء. أشهد انني اليوم حزين لانني فقدت به جذرا متينا كان يشدنى الى أصل انتمائي، وأشعر بضعف ينخر في الجسد الطيني المتعب، لان الغربة بدأت تحاصر النفس المعذبة التي أرهقها توديع الأحبة. ما الذي يشد الذاكرة الى الأحبة الاوائل سوى الشعور بقوة رابط الايمان ووحدة المصير؟ ها هو الكيان الخائر يقف مكرها على قارعة الطريق الطويل، يودع أخوة الدرب المتوجهين الى الحضرة الالهية بعد قضاء حياة ايمانية غير مشوبة بمصلحة او خيانة او متحرفة لتقبيل انوف الطغاة. ومن هنا ايضا يبدأ توديع النفوس التي خالجها حب الدنيا، فاستبدلت مبدأ التكليف الشرعي بمقولة المصلحة وقيمها. برحيل رفاق الدرب الى الرفيق الاعلى أشعر بالغربة التي لم أشعر بها على مدى ما يقرب من اربعين عاما من التغرب عن الوطن. يقولون: وماذا عن تربة قريتك ووطنك؟ فأقول انما الوطن بقدر من يضم من الأخيار والصالحين والثابتين والصامدين. فأنا لا أتغنى بالحجر والرمل، بل بالروح الايمانية التي تضمنها جسد علي أحمد الحايكي، وجواد سرور، وفقيدنا الغالي، الاستاذ محمد جعفر موسى حسين.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقال خاص بيوم الشهداء مُنع من النشر للدكتور سعيد الشهابي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-16-2009 10:50 PM
مقال خاص بيوم الشهداء مُنع من النشر للدكتور سعيد الشهابي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-16-2009 10:40 PM
صورة المرحوم سيد محمد صالح وخلفه المرحوم ابن خالته احمد جعفر العرادي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-26-2009 12:20 AM
د.سعيد الشهابي ..ينعى الأستاذ محمد جعفر الدرازي بخاطرة حزينة محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-23-2009 02:40 PM
الاستاذ محمد جعفر موسى حسين في ذمة الله محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-17-2009 04:10 AM


الساعة الآن 11:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML