مجهر - لؤلؤة أوال دقّت أجراس الساعة وأشارت عقاربها على الساعة العاشرة مساءً، حيث لم يتبقَ على موعد مباريات كأس العالم إلّا الوقت القليل، نظر الشاب حسين نجيب عيد ذو الـ21 ربيعًا لساعته وسارع بالاتصال لأصدقائه من أجل الذهاب جميعًا لمشاهدة مباراة تلك الليلة، لم يكن حسين يعلم بمصيره الذي ينتظره، ولم يتوقع أن تكون مثل تلك الليلة هي بداية لفصل جديد في حياته. فقد صادف في تلك الليلة الموافق 23 يونيو / حزيران 2014م استنفار مرتزقة نظام العصابة الخليفية بأعداد كبيرة فارضةً حصار برّي وجوّي بعد تنفيذ تنظيم حزب الله - البحرين عملية استهدفت قوات النظام المتمركزة في منطقة سكن حسين (بلدة النويدرات)، ممّا جعل البلدة تبدو وكأنّها مدينة أشباح تسكنها المرتزقة. بعد هدوء الأوضاع الأمنية قليلًا خرج حسين في سيارته برفقة أصدقائه متوجهًا لمشاهدة المباراة خارج بلدته، حيث اقترن ذهاب حسين وأصدقائه لخارج بلدتهم بالمرور على منزل العميل أحمد كاظم حميد الذي كان جالسًا أمام باب منزله يترصّد المارة ويتفحص وجوههم. لم يدرِ حسين وأصدقاؤه أن مجرد مرورهم أمام هذا العميل سيكلّفهم ثمنًا باهضًا، حيث اقتحمت مرتزقة نظام العصابة الخليفية بلدة النويدرات في الليلة التالية الموافق 24 يونيو / حزيران 2014م وداهمت منازل حسين وأصدقائه، وهو ما أدى لاعتقال حسين وجعل أصدقائه من المطاردين، من الذين لا يهنأون بأي لحظة من حياتهم ويعيشون الترقّب المستمر، وقد استمرت المداهمات على منازلهم على مدى 4 أيام متواصلة دون تمكّن مرتزقة نظام العصابة الخليفية من اعتقال البقية. بعد اعتقال حسين تم نقله إلى مبنى التحقيقات الجنائية المشهور بتعذيب سجناء الرأي بغية نزع اعترافات منه، وقد تفاجأ حسين بأن التحقيق كان يدور حول مروره أمام منزل العميل أحمد كاظم، حيث كان يسأله المعذّب : ليش طايف هني هالحزة؟! رغم أن الوقت كان عند العاشرة مساءً وفي الإجازة الصيفية، ويسأله كذلك: من كان معاك بالسيارة؟ ووين كنتوا رايحين؟ .. اعترف، أخذ حسين يشرح للمعذّب بأنهم كانوا ذاهبين لمشاهدة المباراة كعادتهم، وبأنه لا يد له في ما يحدث ببلدته، لكن العقلية المتوحشة لدى المعذّب أصغر من أن تقبل بهذا الكلام، فلاقى حسين العذاب والويلات رغم إصابته بمرض السكلر الحاد وخضوعه لعملية خطيرة في يده، فلم يشفع له مرضه ولم تخفّف عليه يده، واستمر التعذيب من أجل نزع اعترافات هي كاذبة ولا دليل عليها سوى توقيع مزيف، وكحال الذي تقطعت به السُّبُل لم يجد حسين سبيلًا للخلاص من هذا الجحيم إلّا بتأليف قصة ترضي أسماع المعذّبين لعل وعسى أن يتوقف التعذيب. بالإضافة للمعاناة التي واجهها حسين في المعتقل وخسارته مشواره الجامعي في الفصل الأخير قبل التخرج، فإنه الآن يرقد في مستشفى السلمانية الطبي منذ أسبوعين بعد إصابته بنوبة سكلر حادة سبقتها نوبات أخرى، كما يحاول حسين التأقلم مع الأجواء الصعبة داخل المعتقل والمحافظة على سلامة يده التي التأمت مؤخرًا. مضى الآن على اعتقال حسين 3 أشهر، حيث لا زال يعاني ولا يعلم بما ينتظره في المستقبل، كل ذلك أصابه ويصيبه بسبب عميل خائن ملكته الدنيا وشهواتها.