بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

والصلاةُ و السلام على خير الخلق محمد صلى الله عليه وبارك

وعلى اله وصحبه و من سار على دربه أما بعد :


منذ طفولتي و أنا أسير في دروبٍ كثيرة لعلي أجد نفسي

بحثت عن أشخاص لكي أتقمصهم و أسير على نهجهم

فكان أبي أول من إنتهجتُ تفكيرهُ و معتقداته

و سعدت بها و مع إيجابيتها بدئت تتولد سلبياتها

كنت أفعل مثلما يفعل يدخن أدخن

لا يضحك و أنا لا أضحك

و بدأت أكبر و تصرفات والدي و افكاره تكبر معي أيضاً

ومرت سنون كثيرة و أنا أسير على هذا النهج

وعند بلوغي العشرين إستيقضت عل نفسي

و إذ بي شابٌ في مقتبل العمر يحمل أفكار لا تناسب عمره

ولا تناسب معتقدات عصره و بدأت أبحث عن شخصٍ من عمري

يستوعب عقليتي التاريخية و أفكاري القديمة فلم يستوعبني أحد

لم أجد صديقاً أبوح له ما يجول في خاطري

فأمسكت بقلمٍ و إستنجدت بكراسة فبدأت أبوح بما يجول في خاطري


أشكو معاناة عشتها فقرٌ و حرمانٌ و أضطهاد

وبدأت أبحث عن ذالك الشخص الذي أتمنى أن أكون

أكتب عنواناً و أبني على أثرهِ قصيدة أو رواية أشخص بها ذاتي

أو أكتب كلمات كثيرة وعندما أنتهي أستلخص عنواناً يدل عليها

أما أنا اليوم فلا معنى لي ولوجودي و لا معنى لكاتاباتي

بحثت عن نفسي ولم أجدها

بحثت عن وطنٍ حلمت به كثيراً و يا حسرتاه فبعده قد إزداد

بحثت عن حضن أمي فوجدته مزروع بأشواك لم أدري من أين أتت

بحثت عن إمراة تستوعب عقلي أركن لها و أشتم وجودي من خلالها

و لم أجد بذلت جهدي وبحثت فلم أجد

فقررت أن أربي فتاة مثلما أريد و أعلمها فبدأت معانتي حينها

كنت أضن أن المعاناه هي تلك التي عشتها في الماضي

ولم أدرك بأن الشي الذي وصلت لهُ هو المعاناة بكل ما تحمله الكلمةمن معنى


كانت فتاةٌ تحب الكذب فبدأت أعلمها بأن الصدق أجمل و أرقى

بدأت أحس في الصدق يعلو على كذبها

علمتها كيف تصلي و كيف تحبب نفسها للاخرين

و بين الحين و الاخر أكتشف بها عيباً

و أحاول أن اصلحه

وصلت الى مرحلة يأست من هذه الفتاة البلييدة التي لا أمل منها ولا رجاء

وبدأت إحتمالات تدور في رأسي لم تكن في الحسبان

و كانت العوده أساس خيارتي


إما أن أعود معها إلى الصفر

أو أرفع راية فشلي و أعود و لتكن هزيمة جديدة تضاف إلى كتاب هزائمي

ولم يمضي وقتاً طويل على إتخاذ القرار

وهو منح تلك الفتاة التي تعودت عليها و أن أعود معها الى الصفر

وفشلت من جديد وعدت الى البدايه وفشلت وعدت ففشلت

وقررت عندها أن أدوس على قلبي الذي تيم بها و أشد أمتعتي و أعود

لم تفهمني و حاولت أن افهما و لكن القدر شاء أن تفترق قلوبٌ جمعت على الخير

و فترقت على الخير

و بدأ قلبي يتقطع على حبٍ أحببته و على ماضي هجرته

فقررت أن أعود حينها إلا صديقاي قلمي و كراستي

ولكن إنقلب السحر على الساحر

و إذا بهما يزيدان من ضياعي و يزيدان من معانتي

في الماضي وقفا الى جانبي

وها هم اليوم ينقلبان ضدي

فهل من ملاذ