بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله


في احد مدن شمال غرب المملكة
في حارتنا القديمة ..
لكل بيت قصة .. ولكل شاب حكاية



تجد الفرق بين الفكر والاخلاق
وحتى الضروف المادية تختلف ..
رغم الجدار ملاصق للجدار



هناك الرجل المصلي .. والرجل العاصي
وهناك الخلوق .. وهناك القبيح ..
وهناك الضرير ..وهناك البدوي والحضري ..
وهناك الأصم وهناك البغيض .. وهناك القوي .. وهناك الغني والفقير
وهناك السعودي وهناك الاجنبي وهناك القبلي وهناك الصلبي

تعلمنا منها اشياء كثيرة

وكان من ضمن جيراننا بالطفولة .. كســـاب بن بــــادي


****


يقول كــساب :




كنت في الحارة انا وابو غناتي واعمارنا حوالي ١١ سنة
في يوم من الايام مر من عندنا هندي كبير بالسن ( عامل بلدية ) وكان يجر امامه
برميل اسود كبير اذا لحقتم عليها ذاك الوقت يجمع فيه النفايات
وكما هو معرووف ما سلم منا ومن النبيلات والحجار اللي رميناها عليه
وكل ما رجمناه بالحجر يناظر فينا نظرات طويلة ولايتمتم بأي كلمة
ولا يبدي اي تصرف ..
وكان هندي كبير بالسن له لحية طويلة والتجاعيد تحت عينيه

****

مرت ٨ سنوات ..



وصار عمر كساب ١٩ سنة
وصار معه وايت ماء ( صهريج )
يترزق الله فيه

****


في يوم من الايام طلع مع زبون بنقالي يبي رد ماء في مزارع شمال تبوك
لما وصل للمكان .. كان عباره عن جدار عالي جدا له مدخل واحد
يشبه سجن تبوك سابقا .. فقالوا لكساب وقف برا ولا تدخل الحوش
وفرغ الماء بالخزان الخارجي

فرغ كساب تقريبا ربع الوايت او اقل
وجاه عمال بنقالية ..

قالوا: حنا ساكنين بالحوش وحنا عمال بلدية .. لنا اسبوع ما تروشنا .. بسبب الموية القليلة والخزان الصغير .. فياليت ياكساب تساعدنا لوجه الله تدخل الوايت بالحوش
وتعبي سطولنا ومواعينا وقدورنا ..
وافق كساب جزاه الله خير


فلما دخل الحوش انصدم من اللي شافه .. !!!!!!!!

:f:f:f

مساكنهم عباره عن خشب المتهالك
لا يحمي من البرد ولا الحر ولا من الشمس
القاذورات في كل مكان
وبالزاوية منازل خشب احترقت وبقيت على حالها
والعمال قد غطا وجيههم الذباب

عرف كساب ساعتها انه سكن العمال حقين البلدية
بس ماكان مصدق ان البلدية تسكنهم في ذا المكان
اللي يفتقر الى ادنى مستوى الخدمات او الآمان

يقول حزنت لهم وقلت ما ني ماشي الين ما يخلص الوايت

وجيبوا كاساتكم وانا بطلع فوق الوايت اشغل الماطور



طلع كساب .. وجلس يناظر العمال وزحمته من اجل الحصول
على علبة ماء او قدر او حولها

ومن بين الحشود وزحمة العمال
شاف شايب لحيته بيضاء وجهه مليء بالتجاعيد يقترب منه
وكان يشبه الرجل اللي ضربناه بالحجر واتوقع انه هو
عرف كساب واقترب منه وهو يبكي ويقول لكساب :
(( شوف بلدية .. شوف بلدية .. كم مره اضرب حجر .. كم مره اضرب حجر ))


###

عفى الله عني وعنكم وعن كساب بن بادي



###