مرت 8 سنوات منذ اِطلاق موقع تويتر للتدوين المصغر من قِبل جاك دورسي و اِيفان ويليامز، حقق فيها تويتر نجاحات ساحقة على عدة مستويات سنتطرق إليها في هذه المقالة.


لا يخفى على أحد منا أهمية و مرتبة تويتر عالميا، و قد أتبث أنه أيضا اِحدى وسائل التواصل الأكثر تميزا في عالمنا العربي بعد دوره في ثورات الربيع العربي، حملات على تويتر استقطبت اهتمام وسائل الإعلام و شكلت نقطة تواصل بين كل الشباب العرب، هذا بغض النظر عن أهميته في تتبع الأخبار و بسهولة اِنطلاقا من مفهوم صحافة المواطن.

تطور تويتر على مر هذه السنوات ليدعم لغات عديدة من العالم من بينها اللغة العربية، و تطبيقه للهواتف الذكية مع أنه أحيانا يعاني من مشاكل تقنية لكنه ما يزال أحد التطبيقات الأكثر تحميلا و على مختلف أنظمة التشغيل.

اِحصائيات و أرقام :
6.5 مليون مستخدم لموقع تويتر من الشرق الأوسط.
نسبة 51% من مستخدمي تويتر في السعودية هم نشيطون.
34% من المستخدمين في الإمارات العربية نشيطون على تويتر.
232 مليون مستخدم نشط حول العالم.
سنة 2013 فاق عدد التغريدات على تويتر 300 مليار تغريدة.
يتم اِرسال 6000 تغريدة في كل ثانية.

هذا في ما يخص الموقع نفسه، و لا حاجة في ذكر الولايات المتحدة و باقي البلدان فهي تستحوذ أيضا على نسب كبيرة في استخدام تويتر.. لكن ماذا عن تطبيق الهواتف الذكية؟
75% من المستخدمين النشيطين لتويتر يأتون من الهواتف الذكية.
70% من مداخيل تويتر في الاعلانات تأتي من الهواتف و الأجهزة اللوحية.
يوجد 6 ملايين تطبيق هواتف متعلق بتويتر.
تم تحميل التطبيق الرسمي من متجر جوجل حوالي 500 مليون مرة.

هذا حقا يظهر مدى انتشار تويتر و سهولة التعامل معه، فحتى وجود صفحة برمجية له API ساعد في الحصول على عدة مواقع توفر خدمات متكاملة مع تويتر، و بالتالي مزيدا من الإنتشار له بين أرجاء المستخدمين خصوصا على منصات الهواتف الذكية التي هي عنصر مهم لأداء تويتر مهمته الرئيسية.


الاستحواذات :

حتى لو ذكرت أن تويتر لم تحقق أية أرباح كبيرة، إلا أن للموقع خطط مستقبلية في مجال الشبكات الإجتماعية، و قد بدأ أول استحواذات تويتر في سنة 2008 :
الاستحواذ على شركة Summize للأبحاث الإجتماعية.
الاستحواذ على شركة Mixer Labs لمعلومات المواقع الحغرافية.
الاستحواذ على شركة Crachlytics المتخصصة بالتقارير، في صفقة 100 مليون دولار.
الاستحواذ على شركة MoPub لحلول الاعلانات، صفقة هي الأكبر من تويتر بمبلغ 300 مليون دولار.

طبعا هناك عشرات الاستحواذات الأخرى التي كانت تويتر تقوم بها استنادا لدراسة كثيفة للسوق، فكما ترون فهذه الاستحواذات تغطي مجالات مختلفة قد يستعملها تويتر للتقرب أكثر من المستخدم لمعرفة ما يرغب به و ما مكانه في العالم أثناء كتابته تغريدة إلخ.. .

هذا ما يجعل تويتر قابلا للعيش لمدة أكبر، و يزيد من قاعدة مستخدميه التي تمتد من الشخصيات العادية إلى المشهورة و حتى شبكات الإعلام التلفزيونية، من يدري فقد نرى تويتر يقدم خدمات بث مباشر يوما ما ؟

تويتر في البورصة

تويتر دخلت للبورصة الأمريكية في نيويورك سنة 2013 و بطرح 25 دولار للسهم الواحد، كانت هذه اِحدى شركات الإنترنت التي كان الجميع يعتقد أن الاستثمار فيها آت بأرباح خيالية بحكم انتشارها في العالم، و فعلا هذا ما حدث في وقت قصير حيث ارتفع السهم ليحقق 44 دولار في نهاية الجلسة الأولى.

لكن سرعان ما انقلبت السفينة على ربانها، ففي نفس السنة تكبدت تويتر خسائر صافية تقدر بـ 645 مليون دولار و هبوط سعر السهم الواحد إلى 57 دولار، و هذا ما جعل تويتر يستمر في خسائره المالية من دون تحقيق أية أرباح تذكر، و مع ذلك فمازالت الجماهير تشتري في أسهم الشركة و لو كان ذلك بشكل خجول، فقيمة الشركة أصبحت تلامس سقف الـ 36 مليار دولار!


برأيي المتواضع، فأظن أن قيمة الشركة مبالغ فيها بحق، من الصعب جعل تويتر شركة رابحة، فحتى مع هذه الأرقام الهائلة و المداخيل التي تصل إلى ملايين الدولارات سواء من الاعلانات أو بيع البيانات، إلا أن تويتر ماتزال شركة غير متربحة، فكلما حققت نسبة أكبر من المداخيل فنسبة الخسائر تكبر أيضا!


فهل هذا يعني أن البورصة لا تستطيع تقييم شركات الإنترنت؟ أم أنها حقا قيمتها الحقيقية؟

بالمناسبة، لاتنسى متابعة حسابنا !