لقاء المعارضة بولي العهد هذا اليوم لما اعلن عنه من" تدارس ايجاد حوار جاد"، تأتي في سياق العادة السنوية التي يخرج بها النظام قبل ذكرى 14 فبراير2011 من كل عام ويسوق لها ولي العهد من أجل تحييد المعارضة الرسمية واشغالها بالاوهام والتمنيات، وترويض الشارع أملا في تسوية ما وذلك من أجل افراغ هذا التاريخ من ذاكرة الشعب ومحاصرة وتحجيم وانهاء أي حراك ميداني ثوري.. وما تلبث أن ينتهي هذا اليوم (يوم 14 فبراير) حتى يعود النظام الى سابق عهده بفرض ما يراه من سياسة ادارة البلاد بالطريقة التي يريدها ويقرها هو.. وتـاتي مناسبة 14 فبراير هذه السنة بعد احكام القبضة الأمنية على الثوار والنشطاء وصولا لتضييق الحريات الدينية على مكون شعبي معين، وكذلك تأتي مع استعدادات اجراء الانتخابات البلدية والبرلمانية، مما يدل على ان النظام اليوم هو في وضع أكثر راحة للمناورة وفرض الحلول من جانب واحد بعيدا عن الضغط والصخب الحركي والاعلامي والسياسي والحقوقي وغيره، وانه ليس مضطرا لتقديم أي تنازلات للمعارضة الرسمية التي ضلت منذ اليوم الأول لثورة 14 فبراير تراهن على أوهام وتركض خلف السراب، حتى أوصلت الشعب الى هذا النفق المظلم بعد أن تمكن النظام من احكام القبضة الامنية والتقاط النشطاء واصطياد الشباب واحدا واحدا..