ورد في السيرة لابن هشامأن النبي صلى الله عليه وسلم بكى : فقالوا :ما يبكيك يا رسول الله؟قال: اشتقت لإخواني قالوا : أولسنا إخوانك يارسول الله؟قال: لا انتم أصحابي اما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولايروني. ... وهذا الحديث وان كان قد ورد في سيرة بن هشام إلا أن له شواهد كما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة ، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أتى المقبرة فقال : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون . وددت أنا قد رأيناإخواننا " .قالوا : أو لسنا إخوانك ، يا رسول الله ؟قال :" أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد " . يود النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن لو رآنا ... ونحن والله أشد شوقاً إلى رؤياك يا رسول الله .. واسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعون هديك وممن أشتقت لرؤيتهم ... ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال " من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " كثير من الناس يقرأ هذا الحديث ويأخذه دون تفسير المراد منه ودون معرفة المقصود به ... فهو حديث صحيح فمن رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بوصفه المعلوم في المنام فكأنه قد رآه حقا فالشيطان لا يمكن أن يتمثل في صورة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحقيقة .. وهذا يعني أنه يمكن للشيطان أن يتمثل بصورة أخرى خلاف صورة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحقيقية ويدعي أنه النبي الكريم ... وعليه لابد للمسلم ان يعرف صفة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحقيقه والتي لا يمكن للشيطان أن يتمثل بها .. ومما ورد في وصف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان ربعة من الرجال .. حسن الصورة .. أبيض مشرب بحمرة .. كث اللحية سوداء وفي آخر حياته حصل فيهاشعرات قليلة من الشيب عليه الصلاة والسلام .. وعليه فإن إدعى شخص أنه رأى رجلاً لا لحية له وأدعى أن النبي الكريم فهذا غير صحيح وانما هذا من تمثل الشيطان ... او لو رأى رجلاً ذو لحية بيضاء وادعى انه النبي الكريم فهذا أيضا من تمثل الشيطان ... ثم بعد هذا كله لابد من بيان نقطة مهمة في هذا الباب وهي النتائج المترتبه على رؤية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. فالكثير يدعي انه قد رأى البي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام ولكن ماذا يترتب على هذه الرؤية؟ لابد للمسلم أن يعلم أن الدين قد كمل فالله قال في كتابه " اليوم أكملت لكم دينكم .. " فرؤيا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تحل حراما ولن تحرم حلالاً ولا يترتب عليها حكم شرعي جديد.. فالشيطان قد يتلبس للإنسان ويأتيه ويقول له انه الرسول الكريم وأنه قد أسقط عنه فريضه الصلاه فيتركها جهلاً منه معتقداً بصحة ما رأى ... وقد ذكر بن حجر في فتح الباري ما يلي " ومِنْ ثَمَّ فقد قالت العلماء: إن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فأمره بحكم يخالف حكم الشرع المستقر في الظاهر أنه لا يكون مشروعًا في حَقِّه، ولا في حق غيره .. " اللهم أجعلنا من شفعاء نبينا الكريم وأجعلنا من صحبه في أعلى الجنان يا أرحم الراحمين ... وتصبحون على خير ...