لؤلؤة أوال - حسين مختار (محلل سياسي بحراني)
أصابتني اللوعة على فقد هوغو تشافيز، لكني نظرت إلى العالم من حولي فوجدت أعين من أمتنا العربية والإسلامية تبكيه، ونظرت فرأيت أعين من جميع أنحاء الأرض تبكيه، فتيقنت أنه هز ضمير الإنسانية لما قام به من دور اخترق كل الحواجز الدينية والإثنية والجغرافية. رجل من أقصى غرب الأرض في جزئها الجنوبي يموت فتلهج بذكره فلسطين ولبنان وسوريا وإيران وتبكيه بلدان قاومت المحتلين وما زالت تأن تحت طائلة ظلمهم وحصارهم، في أمريكا اللاتينية وآسيا وغيرهما، فلماذا؟ وفي نفس الوقت يمثل أمام عيني رجل مسلم عربي ينفق الأموال الطائلة باسم الإنسانية ومقاومة الظالمين، لكن قلبي وعقلي يمجه ويبتعد عنه، فلماذا؟ نعم في هذه المقارنة الغريبة حضر أمامي حمد بن خليفة آل ثاني الذي يتربع على عرش الغاز والنفط والسياسة التشطيرية لكني اعتقد بأن نموذجه يقتل ضمير الإنسانية في قلب كل مخدوع بالمظاهر والأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان.وخطرت في بالي هذه الآية الكريمة التي ضربها الله لجميع الناس كي يتدبروا أمر خلقه وسر توحيده، رجل لا يأت بخير لأنه يطيع أوامر آلهته المتعددة التي تتنازع قراراته، ورجل سليم التوحيد يصيب حيث يقرر {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} الزمر-29.وهنا أيضا تذكرت واحدة من حكم الإمام علي (ع)، فثلج صدري لأنها قدمت لي حلاً لا تشوبه الشوائب وأوضحت لي طريقا يؤدي بأصحابه إلى جم الفوائد، إنه قول الإمام علي (ع) أبو الفصاحة والكلام: "الأصدقاء ثلاثة: صديقك وصديق صديقك وعدو عدوك، والأعداء ثلاثة: عدوك وصديق عدوك وعدو صديقك"ومن معادلة الصداقة والعداوة التي سطرت روعتها هذه الحكمة العظيمة فإن شافيز يكون صديقنا ثلاث مرات: أول مرة لأنه صادق شعوبنا حباً فيهم ومناصرةً لهم، وفي مقدمتهم شعب فلسطين ولبنان المظلومين المقاومين، ومد جسور التعاون والعلاقات معهم على مبدأ الخير والصداقة وليس المصلحة الآنية أو العلاقة السياسية الطارئة.
وشافيز صديقنا ثاني مرة لأنه صادق أصدقاء امتنا ودعمهم في مواقفهم المحقة كما فعل مع إيران وغيرها ممن اختاروا طريق دعم الحق المسلوب وكرامة الشعوب وحقها في الاستقلال وتقرير المصير. ويصادقنا شافيز ثالث مرة لأنه يعادي عدونا أمريكا والكيان الصهيوني المنتهكين لحقوق البشر وناشروا الظلم والفساد والقتلة الذين يتسببون في الحروب وتقسيم الأوطان لاستنزاف خيراتها.أما الرجل الذي عادانا ثلاث مرات فهو من تتنازعه قرارات أسياده الأمريكان والصهاينة وتوكل إليه أدواراً أكبر من حجمه (التي لن تفيده ولن تفيد بلده وشعبه في شيئ). فهو عدونا أول مرة لأنه يعادي شعوبنا في حقها في التحرر من الظلم ويساعد على قمعها وقتلها مثل الذي فعله ضد شعب البحرين حين ارسل قواته في إطار "قوات درع الجزيرة" لمناصرة آل خليفة في القتل والبطش، أو كما يفعل من تآمر لتأجيج القتل والاقتتال فيما بين الشعب السوري بمده التكفيريين بالسلاح والأموال أو إرسال المقاتلين الخوارج الذين يتفننون في القتل البشع على الهوية والمذهب من جهة والكيد لإسقاط النظام السوري المقاوم المساند لشعب فلسطين وشعب لبنان والشعوب العربية التي ترزح تحت الاحتلال من جهة أخرى.وفي سياق عداوته الأولى أيضا يأتي أسكاته لقناته المأجورة "الجزيرة" عن فضح ما يقوم به نظام الحكم في البحرين من انتهاكات من جانب، أو فبركة الأخبار والمسرحيات حول ما يجري في سوريا من أخبار انتصارات وهمية للتكفيريين والتشطيريين من جانب آخر.وحمد بن خليفة ونظامه السياسي الفتنوي عدونا مرة ثانية لأنه صديق أعدائنا أمريكا و"الكيان الصهيوني" وينفذ مخططهم التدميري في سوريا والعراق ولبنان ومصر وكثير من الدول العربية. وهو عدونا ثالث مرة لأنه يعادي أصدقاء شعوبنا كإيران ويتآمر عليها خدمة لأوامر من يتنازع قراراته، أمريكا والكيان الصهيوني، وكذلك إنه عدو صديقنا روسيا التي تقف مع استقرار بلداننا في لبنان والعراق وسوريا وغيرهم.
04-22-2013, 07:30 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
