موضوع للنقاش

محروم.كوم · #1 03-06-2013, 12:30 PM

اعمى من ينكر ان الغالبية من ابناء المعارضة تهتف يسقط حمد.
واعمى ايضا من لم يرى كيف ان الغالب هم مع اسقاط النظام.

هتين حقيقتين بارزتين لا يمكن اخفاءهما بخطاب سياسي او بمناورة تفاوضية.

حقيقة اخرى لا يمكن اخفاءها هي ان هناك جمعيات تتحرك على الارض وعندها مشروع واضح المعالم ومعها جماهير بعشرات الالاف.

(قبل ان ابدأ لابد ان اشير اني أؤيد اسقاط النظام واني اتبع هذه المدرسة )

هناك اليوم حالة جذب قوية بين المشروعين، مشروع الجمعيات ومشروع غالب الشعب، ولكن لكي اكون منصف لابد من القول ان هناك فعلا مشروع متكامل عند الجمعيات يقابله مجرد شعارات عند الطرف الاخر، فلا يوجد جهة معينة مثلا قدمت لنا جواب لسؤال (كيف) سنسقط النظام، او سؤال (ماذا بعد) اسقاط النظام.
لكي نضرب او ننجح في ضرب مشروع الجمعيات السياسية لابد ان نمتلك برنامج مضاد متكامل ورؤية مضادة شاملة، اما البقاء تحت حدود الشعارات فهذا لن يدفعنا ولا خطوة الى الامام، فالمواطن يسأل ( واحيانا) يسخر وهو يتساءل ( هل سنسقط النظام بمولوتوف )، ام هل سنرى حمد وقد هرب من البلد لاننا نجحا في سحب ارصدتنا من البنوك، او نجحنا في فرض اضراب لمدة يوم ؟؟، فهذا عبث ما بعده عبث، فنحن ان اردنا الوصول الى مبتغانا فامامنا عمل صعب لابد من الانخراط فيه، وامامنا نضال طويل ومؤلم لابد من خوضه، اما البقاء على هذا المستوى فنحن لن نصل في افضل الاحوال الا الى صفقة سياسية تشبه الديمقراطية في الكويت وتحاكي مستواها.
الغالب يريد اسقاط النظام، واكاد اجزم انه حتى علي سلمان لو اتيحت له الفرصة فانه سيسقط النظام، فهذا حلم يشترك فيه الجميع، ولكن الطريقة او احتمال امكانية تحقيق هذا الهدف هو ما يختلف عليه الشعب، ونحن ان اردنا ان نجر الناس وبقوة تجاه مشروع اسقاط هذا النظام واقامة نظام جمهوري فلابد ان نقدم للناس مشروع متكامل ومعقول وممكن، يحاكي مراحل ما قبل واثناء وبعد السقوط، يخبرنا كيف سنسقط ومذا سنفعل ونحن نسقط النظام وماذا سنفعل بعد ان يسقط النظام.
لنتساءل قليلا اين كنا واين اصبحنا فلربما تتضح لنا بغض غوامض امورنا.
قبل 2011 كان هناك حراك خجول في الشارع تتبناه في الغالب حركات حق والوفاء، وفي 2011 شهدت البلاد حراك جامع هادر اقتلع كل ما يوجد امامه واجبر الجميع بما فيهم الجمعيات على اتخاذه قائد يتبع وعلى وضع الف حساب له، في نفس الوقت ودفع الجمعيت الى الوقوف مواقف (نسبيا) هي قوية، بعد ذلك ضرب هذا الحراك وكشف النظام عن اقوى عملية قمع في تاريخه وكانت النتيجة الآنية هي توقف الاحتجاجات لبضع اسابيع قبل ان تعود بالتدريج مرة اخرى ( وهنا لابد من الانصاف ووضع اول تجمع للجمعيات في سار في موضعه الصحيح كون التجمع هو عامل كبير في اعادة الزخم الثوري)، ولكن للاسف لانزال بعيدين عن الوصول الى نفس الوضع الذي كنا فيه، فالنظام نجح نسبيا في اعادة الحياة الطبيعية ولكنه فشل في انهاء الحراك.

اليوم نحن في وضع مشابه لذلك الذي كان قبل 2011، وضع مشابه ليس من ناحية القوة او مدى التأثير بل مشابه من ناحية الكيف، فنحن انكفأنا في القرى واصبح حراكنا محدود بحدود قرانا، وهذا يشكل نجاح للحكم فهو بذلك ضرب عصفورين بحجر، فهو ابعد الاحتجاجات عن المدن ومن ناحية اخرى استطاع تسويق فكرة ان المحتجين هم شيعة فقط واعدادهم قليلة، وهذا الوضع وبكل تأكيد ترك اثر سلبي حتى على موقف الجمعيات والتي كانت تستمد قوتها من حراك الشارع المنادي باسقاط النظام اكثر من الشارع المنادي باصلاح النظام.
سأحاول ان اكون واقعي، لذلك سأقول بان الحراك في مستواه الحالي مؤذي للنظام ولاقتصاد النظام وبقاءه مغامرة كبيرة للنظام، لكن وفي احسن الظروف فان مستوى الحراك سيدفع النظام لاصلاحات محدودة لا ترقى لمستوى طموح وتطلعات هذا الشعب، فالنظام من جهته سيتنازل بمستوى يساوي مستوى التحدي الذي امامه، او بعنى اخر النظام سيحسبها كالتالي : ماهي اكبر خسارة يمكن ان اتكبدها بمستوى الحراك الحالي ؟؟ وهل الثمن المطلوب لانهاء هذا الحراك يساوى الخسارة التي يمكن ان اتكبدها من هذا الحراك او هي اكبر من الخسارة التي يمكن ان اتكبدها من هذا الحراك؟؟ وطبعا الجواب معروف فالبقاء على هذا الوضع وتكبد نوعية الخسائر التي يتكبدها الان هو افضل من تقديم الحكم والتنازل عنه سواد من خلال انهاء النظام واستبداله او حتى من خلال اعطاء الحكم للناس والابقاء على المُلك.

اخوتي واخواتي، انا ادعوكم جميعا للجلوس بهدوء والتفكير مليا في وضعنا، فنحن ان اردنا التقدم والمضي الى مكان آخر فاول خطوة منطقية هي معرفة اين نحن الان، وان اردنا حل مشكلة ما فاول خطوة هي وضع تعريف محدد وشامل للمشكلة بلا مزجها بعواطف او اماني، فنحن لن نكون اكيدين من تحركنا للامام ان نحن جهلنا موقعنا، فلربما نكون متجهين الى الخلف او الى اليمين او الى اليسار ونحن نحسب اننا نحسن صنعا.
هناك نوعين من الحراك الثوري :
- حراك شعبي كبير يقتلع كل ما يوجد امامه، ولا يتوقف مهما عظمت التضحيات.
- حراك ثوري نوعي، يعوض القوة المفقودة من غياب الجماهير.

اليوم نحن لا هنا ولا هناك، فليس لدينا الحراك الشعبي الهادر، وفي نفس الوقت ليس لدينا ذلك الحراك النوعي المعوض لغياب الجماهير ( رغم ان الجميع تفاءل قليلا من اخلال اعلان وجود سرايا مقاومة )، هذه ايضا حقيقة لا يمكن ان تغطى.
الخلاصة :
ان اردنا جر الناس معنا، وان اردنا قلب الطاولة على الجميع وان اردنا تحقيق هدفنا، فلابد ان نتوقف بين الفينة والاخرى لنقيم وضعنا، لنعرف اين هي مواطن الضعف فينا لنهيها واين مواطن القوة فينا لنزيدها قوة، وقبل كل هذا لابد ان نمتلك مشروع متكامل نستطيع تسويقه للناس واقناعهم به. __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
موضوع للنقاش	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	05-09-2012 12:50 PM
موضوع للنقاش	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-27-2011 04:40 PM
موضوع للنقاش؟؟؟؟	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	07-31-2010 01:30 AM
موضوع للنقاش	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	06-20-2010 04:10 PM
موضوع للنقاش	ذياب	الحوار والنقاش - الرأي والرأي الآخر	4	08-13-2008 04:07 AM