بقلم سحر حمزة رأى ناجح والده يصلي في ركن البيت ، ساجدا لله خاشعاً متعبدا ، بقي ناجح يراقبه وهو يتلوا آيات قرآنية ويسبح ، ويحرك أصابعه ويركع ثم يسجد ، ثم يقوم حتى انتهت صلاته فسلم على اليمين ثم على الشمال ثم بدأ يستغفر الله مرارا وتكرارا حتى نهض وطوى سجادة الصلاة وجلس في ركن البيت يقرأ القرآن الكريم . اقترب منه ناجح وسأله: لماذا تصلي يا بابا؟ فقال الوالد: لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بذلك ، وهو خالقنا وعلينا طاعته والإمتثال لأوامره. فقال ناجح: ومن هو الله يا والدي؟ فقال الوالد: انه خالق هذا الكون وما عليه من كائنات حية وجمادات وكواكب وسماوات. فقال ناجح: وما هو شكله وكيف نعرفه؟ فقال الوالد: انه يتجلى في كل شيء، فسبحانه وتعالى قادر على كل شيء وهو المحي والمميت، وهو قادر على صنع ما لا يستطيع على فعله الإنسان، وهو في كل شيء أمامنا، وفي خلقه للإنسان والحيوان والنبات والكون آيات وعبر ودروس نتعرف خلالها على قدرته وعظمته.. فقال ناجح: أريد ان أعرف الله أكثر يا والدي؟؟ فقال الوالد: ابدأ بالصلاة وتعلمها، ثم تفكر في خلق الله، وستعيش بالسعادة والفرح الغامر حين تجلس وتركع مبتهلا لله مصليا لأن الله يكون معك هاديا ومرشدا لفعل الخير.. وتعلم يا ولدي قراءة القرآن، فسيكفيك من نوره ليعرفك على الخلق وعلى كل شيء على الأرض.. فقال ناجح: وكيف أصلي يا والدي؟ فقال الوالد: توضأ وتعال معي الى المسجد كل يوم، نصلي ونستغقر الله ونتفكر في خلقه بعد الصلاة، نزور الحدائق، نتابع العصافير وهي تسبح الله، نشاهد الفراشات وهي تحلق فوق الأزهار مسبحة لله بكرة وأصيلا، ونسمع حفيف الأشجار وخرير المياه، ونسيم الهواء وحركة الرياح، وشروق الشمس وغروبها.. والقمر والنجوم.. كلها يا والدي تسبح الله، وتعظمه.. فقال ناجح: لقد عرفت الله يا والدي وسأداوم على الصلاة وأجعل القرآن رفيقي.. وانطلق نحو الماء ليتوضأ وليبدأ بالصلاة فهي أحلى قصة نجاح نفوز بها.. أنتهت
__DEFINE_LIKE_SHARE__