بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }
صدق الله العليُّ العظيم

مع إطلالة العام الثالث لثورة اللؤلؤ المباركة، وبتسديدٍ من الباري عزّ وجل، وإصرارٍ على خوضِ جولات المفاصلة، ألحقت جماهير الثورة هزيمة نكراء بالكيان الخليفيّ الساقط، واستطاعت بصمودها وثباتها المحافظة على الوهج الثوريّ المقاوم متقداً في ساحات الكرامة وميادين اللؤلؤ، فما نراهُ واضحاً أمامنا، أنّ شباب ثورتنا الأبطال وجماهير شعبنا الصامد قد حققوا في ساحات البحرين وميادينها انتصاراً تاريخياً على آلة القمع الخليفيّة والمحتل السعودي، حينْ مارسوا حقهم المكفول في العصيان المدنيّ والإضراب العام، لذا فإننا في ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لكلِّ من شارك في هذه الخطوة الهامة ودعمها منَ القوى المؤثرة والحيّة، ونؤكد على أن هذا الإنجاز التاريخيّ ما كان ليتحقق لولا تضافر كافة الجهود الوطنيّة المخلصة، ونشير في هذا السياق إلى مدلولاتٍ هامة:


أولاً- الشللٌ الاقتصاديّ: شهدت النشاطات الاقتصاديّة في يوم الرابع عشر من فبراير شللاً عاماً مع استجابة جماهير شعبنا للتوقف عن العمليات الماليّة والتجاريّة ومختلف المعاملات في أجهزة الكيان الخليفيّ الساقط ومؤسساته، والذي حاول – يائساً - إيهام نفسه وشرذمة مناصريه باعتيادية الحركة في الأسواق والمجمعات التجاريّة الخالية تماماً من مرتاديها.

هذا، ويذكر في السياق ذاته استجابة شريحة واسعة من الإخوة التجار الأحرار – الذين لهم منا ألفُ تحيةً وتقدير - بإغلاق محلاتهم التجاريّة بدءاً من الساعة الثامنة مساء يوم الأربعاء 13 فبراير 2013م حتى صباح يوم الجمعة 15 فبراير 2013م، بينما استمر مؤشر القطاع البنكي في البورصة الخليفيّة في الهبوط إلى المنطقة الحمراء.

ثانياً- الإضراب العام: شهدت عدّة قطاعات تفاعلاً واسعاً مع الاستحقاق التاريخيّ المتمثل في ( إضراب الكرامة ) والنزول الميدانيّ إلى الساحات، وسجّل القطاع التعليميّ العام والخاص مشاركة قياسيّة من أبنائنا وإخوتنا الطلاب وأخواتنا الطالبات - وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على حيوية القطاع التعليميّ ودوره البارز والتاريخيّ في رفد الحركات الاحتجاجيّة والثوريّة ضد الكيان الخليفيّ مُنذ عقود مضت ولا يزال داعماً أساسياً - في الوقت الذي حاول الكيان الخليفيّ إلزام إخوتنا وأخواتنا التربويين والمعلمين بالحضور إلى أقرب مدرسة إليهم، سعياً منه لثنيهم عن المشاركة في الإضراب، كما عمد إلى دعوة الموظفين للمبيت - ليلة الإضراب- في الشركات المستحوذ عليها من قبلهم: كشركة ألمنيوم البحرين (ALBA )، شركة خدمات مطار البحرين (BAS )، وشركة النقل الجويّ (DHL )، إضافة إلى إصدار تعميمات أمنيّة مشدّدة وإجراءات جزائيّة في مختلف المؤسسات العامة والخاصة سيّما بعد تصاعد وتيرة التأكيد على المشاركة، إلا أنّ كل محاولته لمْ تُثني شريحة واسعة منْ الجماهير الثائرة للمشاركة مع الشعب في هذا الاستحقاق التاريخي.


ثالثاً- النشاط الميدانيّ الثوريّ: مع انطلاق نداءات الإضراب يوميّ الثلاثاء والأربعاء ( 12 – 13 فبراير)، شهدت ساحات الثورة نزولاً جماهيراً بطولياً منقطع النظير، تزامن مع دعم مميز من الأهالي الكرام واستجابة واسعة منهم لدعوة إطفاء الأنوار الخارجيّة للمنازل، بينما شهدت شوارع المدن والبلدات أشكالاً متعددة من العصيان المدنيّ المقاوم والفريد من نوعه، أفقدت الكيان الخليفيّ الساقط القدرة على السيطرة، ومسك الثوّار بزمام الأمور وبروح المبادرة، فعمدوا في الساعات الأولى من صبيحة الرابع عشر من فبراير إلى استهداف شباب الثورة المرابطين في الميادين بشكلٍ مباشر بغية القتل العمديّ وتوجيه إصابات مباشرة في أجسامهم لتخلق عاهات مستديمة، ما أسفر عن اغتيال الفتى المجاهد حسين الجزيري من بلدة الديه، في عملية وحشيّة أكدت استمرار السقوط الأخلاقيّ والإنسانيّ للقبيلة الخليفيّة الرجعيّة، كما أسفرت سياسة أجهزة القمع والقتل الخليفيّة - السعوديّة عن وقوع العديد منْ الجرحى تفاوتت إصاباتهم بين متوسطة وخطيرة في الجزء العلويّ للجسد.

رابعاً- التفاعل الإعلاميّ الدوليّ: تفاعلت العديد من الهيئات والوسائل الإعلاميّة والمؤسسات الصحفيّة مع الاستحقاق التاريخي حيث قامت بتغطية أحداثه المتمثلة في الإضراب العام والفعاليات الميدانيّة المصاحبة له، نذكر منها على سبيل المثال - لا الحصر- : وكالة الأنباء التركية (الأناضول)، شبكة الإعلام العربيّة (محيط)، صحيفة الاقتصاديّ - اليمنيّة، وكالة الأنباء الفرنسيّة (AFP )، هيئة الإذاعة البريطانيّة (BBC )، سكاي نيوز- إصدار إستراليا (Sky News ). فضلاً عن الدعم الإعلاميّ المباشر من قناتي المسار والعالم الفضائيتين اللتين نكُنّ لهما جزيل الشكر وبالغ التقدير، إلى جانب العديد من وسائل الإعلام التي نأمل منها أنْ تلتزم بالحياديّة وشرف المهنة.

خِتاماً: إننا نؤكد مع بدء العام الميلاديّ الثالث لثورتنا المجيدة، بأنّ إضراب الكرامة ما هو إلا حلقة البداية في سلسلة متواصلة من أنشطة العصيان المدنيّ القادمة بإذن الله تعالى، والتي لنْ تهدأ حتى تتحقق أهداف الثورة التي نصّ عليها " ميثاق اللؤلؤ " وفي مقدمتها إسقاط الكيان الخليفيّ وطرد المحتل السعوديّ، ونيل حقنا في تقرير المصير.

اللّهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبت لهم ولنا قدم صدق عندك يا كريم.

صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 18 فبراير/ شباط 2013 م
البحرين المحتلة.