هذه بعضا من القصص التي برزت فيها بوادر الذكاء والفطنة وهي قصص حقيقية يتناقلها كبار السن عن شهود عيان او ممن سمعوها من اباءهم

قصاص الاثر

كان رجلا ذو مواهب متعددة .. ولعل ابرز مواهبه كانت في براعته في قص الاثر
كان مطوع جماعته فهو من يؤمهم في صلاتهم .. والتفوق والمهارة غالبا ما تستفز بواعث التحدي عند الاخرين .. فتخلق الحسد عند من تعجزه المنافسة وتخلق الفروسية والتسابق عند من يعتد بنفسه ويرى فيها اهلا للتخدي والتفوق ..
وكما هي العادة تقدم المطوع لاداء صلاة العصر والتفت الى جماعة المصلين .. استووا اعتدلوا ... الله اكبر ...
وكان في اخر الصف ثلاثة شباب قد اضمروا في انفسهم شيئا .. فما ان كبر الامام وكبروا معه .. حتى انسل اوسطهم من الصف وخرج متسحبا من المسجد .. وهرع جريا الى نخل المطوع .. والتقط عناقا صغيرة حملها بين يديه واخفاها في مكان امين وصاد .. ثم عاد مرة اخرى الى المسجد واندس بين صاحبيه والامام جالس للتشهد الثاني ...
ثم .. السلام عليكم رحمة الله ... السلام عليكم ورحمة الله ..
سلم الجميع وسلم معهم الشباب الثلاثة وضجت اصواتهم بالتهليل والتسبيح .. ومضى كل شيء في سبيله .. والتفت كل رجل الى مشاغله ... لا جديد ..
غير ان المطوع حين دخل الى نخله .. كان اول ما قابله ثغاء عنزه المرضع .. وتساءل عما اصابها ... اقترب منها فلم يجد صغيرها .. بحث يمنة ويسره من هنا .. من هناك .. لكن لا اثر ..
بحث عن أي اثار تدل على السارق ...
لكن حيرته ازدادت دهشة وتعجبا .... ثمة اثار اقدام واضحة وحديثة لكنها اثر حذاءه هو ... فكيف حدث ذلك !!











السارق الوجيه

كان في الديرة شاب امتهن السرقة والسطو على بيوت الناس لكن احدا لم يكن يملك الدليل المادي الذي يدمغه به ..
وتجرأ احد ضحاياه ذات يوم وصرح عن اشتباهه به ففتح على نفسه باب شر وتعرض للمضايقات والتهديد ذلك ان هذا الفتى الطائش كان يمت بصلة قربى لرجل من اهل البلد من ذوي الجاه والمكانة ..
فعزم احدهم على نصب كمين له يوقعه في شر اعماله ويكشفه على رؤوس الاشهاد . .
وفي احدى الليالي المظلمة كان الشاب السارق بعالج احد الابواب محاولا فتحه ... وقد كانت الاقفال في ذاك الزمان تصنع على صورة فرشاة اسنان كبيرة .. فيكون الشخص في الخارج ويدخل ذراعه في الفراغ بين الباب ومجرى مزلاجه ثم يعمل المفتاح في مكانه المخصص بحيث يرفع الاسنان التي تنزلق في فتحات المزلاج ... تلك كانت الطريقة .. المهم ان صاحب البيت قد نصب كمينة بصنع انشوطة معلقة بحجر قفان ( والقفان هو الميزان الذي يزنون به اغلالهم من فمح وتمر وحبوب وما الى ذلك ) وكان الحجر معلقا بوضعية تجعله يسقط اذا تعرض لهزة او تحريك .. وهذا ما حصل حين بدأ الشاب يهز الباب في محاولة فتحه سقط الحجر وانغلقت الانشوطة على رسغه فبقي مقيدا لا يقوى على تخليص نفسه حتى خرج الناس لصلاة الفجر فكان عيانا لا يحتاج الى دليل وفضيحة تهون عندها اقسى عقوبة ..

[IMG][/IMG]



تهريب

انتشر رجال الامير في البلدة بحثا عن رجل مطلوب .. واغلقت ابواب اسوار البلدة وفرض ما يشبه حظر التجول فلا احد يدخل ولا احد يخرج حتى الانتهاء من تفتيش البلدة بيت بيت شارع شارع زنقة زنقة ...

لكن بحثهم طار ادراج الرياح .. وقد ادركوا ان الرجل قد تم تهرببه بطريقة ما الى خارج البلدة .. لكن كيف ؟
نشطت محاولات البحث والتحري وحامت الشبهة حول رجل كان هو الوحيد الذي يسمح له بدخول البلدة والخروج منها دون تدقيق ... ذلك هو الشاوي الذي يخرج بغنم الاهالي للمراعي المحيطة بالبلدة صباحا ويهضل بها مساء ...
ثم اهتدى احد الفطنبين الى ان بعض اثار اقدامه كانت تغور في التراب بصورة ملحوظة مما يشير الى انه ربما كان يحمل على ظهره وزنا ثقيلا وبعد التحقيق وتضييق الخناق عليه اعترف بانه هو من هرب المطلوب .. في كيس حمله على ظهره الى ان ابتعد به عن مشارف البلدة ..