بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاةُ والسلام على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين، المبعوثِ رحمةً للعالمين، المُصطفى الأمجد المُسمّى في السماءِ بأحمد وفي الأرضِ بأبي القاسمِ محمّد وعلى آلِ بيتهِ الطيبينَ الطاهرين وأصحابهِ المنتجبين. قال اللهُ سبحانهُ وتعالى في محكمِ كتابهِ الكريم:{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }..صدق الله العلي العظيم. التزاماً بوعدنا أمام الله وأمام شعبنا وأرضنا بأنْ نُرسّخ قيم الثورة ونغرس عزمنا وعنفواننا في أرضٍ قدّمت قوافل من الشهداءِ، لأجلِ تحرير الوطن منْ المحتلّ السعودي والكيان الخليفيّ الغازي، ها نحنُ نرصّ الصفوف مجدداً في عيد الشهداء مع أبناء شعبنا الذين بذلوا أعمارهم في سبيل رِفعةِ هذا الوطن وكرامة إنسانه، ها نحن نعودُ بقوةٍ وعزيمةٍ وعنفوان إلى عاصمتنا المنامة، لأنها عاصمة آباءنا وأجدادنا مُنذ الأزل، فهي لنا وليست لهم، ولابد منْ تحريرها وكسر جبروت الديكتاتور حمد وزبانيته، حتى يُقرر الشعب مصيره بمحضِ إرادته، ويختار نظامهُ الجديد لِبناء بحرين الحُريّة والكرامة. يا جماهير شعبنا الأبيّ، في هذا اليوم التاريخيّ نحتفي معكم بذكرى عيد الشهداء الذي كان الدمُ فيه أبلج من كلِ خِطاب وبيان، فهي الذكرى العزيزةُ على قلوبنا جميعاً، وقد تجذّرت في النفوس والعقول، ونُقشت بدم الشهداء وآهات الجرحى، فكان دمُ هاني وهاني بداية الجولة الجديدة من معركة الكرامة ضدّ الكيان الخليفيّ المستبدّ، الذي جثم على صدورنا أكثر من مئتي وثلاثين عاماً، وقد آن الأوان لينتهي هذا الحكم القبليّ ومخلفاته إلى الأبد ودون رجعة. يا شعب أوَال العظيم، إنّ تظاهراتنا الكبرى اليوم في قلبِ العاصمة المنامة، إنما جاءت لِتُؤكد تمسّكنا بنهج الشهداء والقصاصِ منْ قتلتهم، والعمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجيّة التي نصّ عليها ميثاقُ اللؤلؤ، فلا عودة للوراء، ولا مجال للحلول الترقيعية البائسة، فلقد أنهى الشعبُ الكلامَ منذُ فجرِ ذلك الخميس الدامي، ولم تعد هنالك خياراتٌ ورهانات أخرى، فثورتنا مستمرّة، ولا زلنا نمتلكُ منْ الإرادةِ والعزيمةِ والإيمان بعدالةِ ثورتنا وشرعيتها، ما يُؤهلنا لنقدم المزيد منْ التضحيات تلو التضحيات فداءً لديننا وعزّتنا وكرامتنا، فلا يُمكن أن ننسى استباحةِ بيوتنا وانتهاكِ مقدساتنا وأعراضنا، ولا أسرانا المعذبين خلف القضبان، ولا شبابنا الذين يقتلون كلّ يوم، لا يمكننا أن ننسى أطفالنا المرتعبين ليلاً ونهاراً، ولا الأجنة والرضّع الشهداء، لا يمكننا أن ننسى أرباب البيوت المفصولين من أعمالهم ولا قادتنا الأسرى، لا يمكننا أن ننسى الظلم الذي وقع على الشعبِ بأكمله، ثم نأتي ونُصافح اليد التي اقترفت كلّ هذه الجرائم البشعة. وخِتاماً: عهدنا مع الله ومع شهدائنا أن نواصل ثورتنا مع جماهير شعبنا الصامد الأبيّ لأجلِ إنهاء الحكم الملكيّ الفاسد، ومن هنا، من وسط العاصمة المنامة، نطلب من جماهير الشعب أن يكونوا على أهبّة الإستعداد التام لخوض الاستحقاقات الميدانيّة القادمة في الأول من يناير القادم، الذي سيكونُ يوماً ممهداً ليوم الثورة في الرابع عشر من فبراير، فالأول من يناير سيكونُ الإنطلاقة والإستعداد لإحياءِ يوم الثورة المجيد وتفجير وهج الإصرار والتحدي والثبات، وزيادة الزخم الثوريّ في البلاد بكلِّ عزمٍ وإرادة، وترسيخ مبدأ المقاومة والدفاع المقدّس بوجهِ كلّ معتدٍ أثيم. كلُّ عام وأنتم الأعلون يا شعبَ أوال العظيم، كل عام والنصرُ حليفكم، وما النصرُ إلا منْ عند الله.. اللّهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لهم ولنا قدم صدقٍ عندك يا كريم.