ونحن على أعتاب عاشوراء المقاومة أو عاشوراء النصر ، تلك الواقعة التي تفوق قدرة الكلمات عن التعبير ، فهي ملحمة ومدرسة عظمى للتربية ولتنشئة الأجيال الثائرة في طول المسير البشري ،و نكتسبُ تراث الحسين(ع) ونعتنق طريق المقاومة التي جسّدها أبيُّ الضيم على أرض الطفوف .
الّذين فسّروا نهضة الإمام الحسين (ع) جائوا بعدّة تفسيرات ، ولكن التفسير الصحيح للثورة الحسينية هو أنّ الحسين (ع) أراد أن يصنع أمّة ولذا قال (ع): (إنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّةِ جدي) ، أراد (ع) أن يُدّشن خط المقاومة ويبني مستقبل هذه الأمة التي ديست كرامتها تحت وطأة الحكّام والطغاة الظالمين ، هذه الأمة منذ استشهاده وإلى يومنا هذا هي تسير على مبادئه ، ولذلك عانت ما عانت من قمعٍ وهتكٍ للحرمات وهدمٍ لبيوتِ الله ولكنّها هي المنتصرة .
أراد الحسين(ع) أن يصنع أمةّ تسيرُ على مبادئه ، والسير على مبادئ سيد الشهداء هو الطريق لتحرّرِ هذه الأمة من تحت وطأة الطغاة، ولكن تطبيق مبدأ الإمام الحسين (ع) يحتاج لإيمان حقيقي بالله تعالى ، ونحن نلمس هذا الإيمان عند الإمام الخميني (قدس) الذي تحدّى جبروت الشاه وأسقط عرشه بعد إيمان راسخ لايزلزل كالجبال ، وكان قريباً من بطولات كربلاء ، بل عندما ترجع لمحطات كربلاء وترجع لخطاب السيد الإمام (قدس) تجد فيه التطبيق العملي للمبادئ الحسينية .