إن معاول الفتنة والتكفير هي من أكثر أدوات التخريب والتقسيم في جسد الأمة الإسلامية، ولقد حاول الإستعمار الغربي مراراً دق الأسفين بين أبناء الأمة الإسلامية، ولم تفلح محاولاته، إلا حين مررها من خلال الفكر السلفي الوهابي الذي صنعته أيدي المخابرات البريطانية، ومن ذلك الوقت والعالم الإسلامي يشهد حملات مسعورة ضد المقدسات الإسلامية والفرق الإسلامية وبالأخص أتباع أهل البيت(ع). ولقد دشن أتباع الوهابية حملاتهم بمحاولات هدم وحرق المراقد المقدسة في العراق، ثم حين أتيح لهم المجال تم هدم المراقد المشرفة في البقيع الغرقد بالمدينة المنورة في 8 شوال 1344هجرية. كما قام علماؤهم ومنذ زمن والى الآن بإصدار الفتاوى التكفيرية والتي كان حصادها آلاف القتلى في العراق والأردن والجزائر وباكستان وأفغانستان وغيرها من البلاد الإسلامية، هذا عدا إشغال الساحة بصراع خاطئ بين الشيعة والسنة، يصب أساساً لمصلحة القوى المعادية للإسلام وفي مقدمتها الكيان الصهيوني.

وعلى الرغم من الدعوات المخلصة التي أطلقها علماء المسلمين - شيعة وسنة - وفي مؤتمرات عديدة، والفتاوي السليمة التي أبانها علماء المسلمين، وفي مقدمتهم شيخ الأزهر الشريف المرحوم الشيخ محمود شلتوت، وآخرها ما صرح به مفتي جمهورية مصر العربية سماحة الشيخ علي جمعة بجواز التعبد بمذهب أهل البيت (ع)، بل والإشادة بمذهبهم وما يحتويه من تقدم وفكر، إلا أن كل ذلك لم يوقف حملات مشايخ الوهابية التكفيرين من مواصلة حملاتهم المسمومة الطائفية المغرضة، وأخرها ما صرح به إمام الحرم المكي عادل الكلباني في مقابلة مع محطة بي بي سي البريطانية، في برنامجها (في الصميم) حيث قام بتكفير الشيعة والتجني عليهم ظلماً.

إننا ندعو الى رص الصفوف بين المسلمين جميعاً، والحفاظ على وحدتهم، وتضامنهم ضد الصهاينة وأعداء الأمة الإسلامية، والى ضرورة شجب مثل هذه الدعوات الهدامة والمخربة من قبل كافة علماء المسلمين، والتركيز على الدعوات والمشاريع الإيجابية والمؤتمرات الوحدوية، كما ندعو الجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية الى ضرورة معاقبة المشايخ المتطرفين الذين يقودون الفتن الطائفية ويهدمون وحدة المسلمين بفتاويهم وتصريحاتهم ودعواتهم الصريحة الى القتل والتخريب.

جمعية الرسالة الإسلامية- البحرين
13 جمادى الأول 1430
9 مايو 2009