حسب تقويم أم القرى .. يبدأ نوء الوسم غدا الثلاثاء 30 ذو القعدة 1433 هـ الموافق 16 أكتوبر 2012 م والذي يتمتع بمكانة خاصة واهتمام كبير لدى أبناء الجزيرة العربية
حيث أن أمطار فترة الوسم تكون - بعد مشيئة الله - نافعة ومنبتة بأمر الله للعديد من الأعشاب البرية وكذلك للكمأة ( الفقع ) التي يشغف الكثيرون بالبحث عنها والتلذذ بأكلها
نسأل الله أن يسعد جميع المسلمين بالأمطار العامة النافعة المتتابعة
***
أحبابي ...
من خلال هذا الموضوع أحببت أن أقدم لكم شرحا جميلا لنوء الوسم أنقله لكم من كتاب مصابيح الضياء في معرفة المنازل والأنواء للأستاذ الكريم عبدالله الدرع
فإلى النص :
اقتباس: ( نوء الوسم ) .
والوسم لغة : أثر الكي .
والوسام ، والسمة ( بالكسر ) : ما وسم به الحيوان من ضروب النقوش ، والصور .
والميسم ( بكسر الميم ) : المكواة .
وتوسم : طلب كلأ الوسمي .
والوسامة : أثر الحسن .
وهو في علم الفلك : النوء الذي يحل بعد نوء ( سهيل ) مباشرة ، ويأتي بعد نهايته نوء ( المربعانية ) .
ويبدأ أول أيامه من يوم 16 تشرين أول ( أكتوبر ) حتى نهاية يوم 6 كانون أول ( ديسمبر ) ، وذلك مدة ( 52 يوما ) .
ثم يحل بعده نوء ( اربعانية الشتاء ) المربعانية .
ونوء الوسم ( ليس نجما ) ؛ إنما هي صفة ، اتصفت بها مجموعة الأيام التي ( ينزل فيها المطر ) ، الواقعة بين نوء سهيل ، ونوء المربعانية .
حيث أن ذلك المطر النازل في تلك الأيام ( يسم ) الأرض بالاخضرار ؛ فينتج عنه ( بفضل الله سبحانه وتعالى ) أن ينبت : الفقع ، والشيح ، والروض ، والنفل .. وكافة الأعشاب البرية . لذلك قالوا عنه ( وسما ) .
أهم مظاهر طلوع ( نوء الوسم ) :
1 – يكون الجو فيه رطبا .
2 - يتقلب فيه اتجاه هبوب الرياح .
3- تزداد فيه البرودة آخر الليل .
4 – ينزل فيه المطر بإذن الله تعالى .
5 – تهب فيه العواصف المحملة بالغبار .
6 – تظهر فيه السحب من الجهة الغربية .
7 - تهب في آخره الرياح الشديدة الباردة .
8 - تهب في آخره الرياح الجنوبية المؤذنة بدخول فصل الشتاء .
9 - يبدأ فيه هيجان الإبل .
10- ينبت فيه الكمأ ، النفل ، الروض ، وجميع الأعشاب البرية المفيدة للرعي .
ويشتمل نوء ( الوسم ) على ( أربعة ) منازل من منازل الشمس ، والقمر .. وهي ، منازل :
العواء ، السماك ، الغفر .
وهي مجموعة نجوم من ( برج العذراء ) .
ومنزلة الزبانا .
وهي إحدى كفتي ( برج الميزان ) .
وأولى تلك المنازل ، منزلة ( العواء ) .
وبما أن المنزلة الأولى من نوء الوسم هي العواء ؛ فإليكم تفصيلا عنها وعن أبرز خصائصها أيضا من نفس الكتاب :
اقتباس: منزلة العواء
الموقع الفلكي :
تقع بين نوء الصرفة في برج الأسد غربا ، وبين نوء السماك في برج العذراء شرقا ، شمال خط الاستواء السماوي .
وأفضل وقت لرؤيتها مساء في فصل الربيع في شهر أيار ( مايو ) .
وقت دخولها :
تنزلها الشمس ظاهريا بداية من يوم 16 تشرين أول ( أكتوبر ) ، لنهاية يوم 28 تشرين أول ( أكتوبر ) مدة 13 يوما .
المميزات الفلكية :
هي خمسة نجوم على أثر الصرفة ، غير نيرة ، أربعة من القدر الرابع ، والأوسط منهن ( زاوية العواء ) من القدر الثالث .
وهي تظهر على شكل الحرف ( ى ) باطنه جهة الغرب ، وكان اعتبر ابتداؤها من الشمال وعطفها من جهة الجنوب لكن المصطف منها أربعة ، والمنعطف واحد .
وابن كناسة جعلها أربعة أنجم ، وهي خمسة لمن شاء ، ومن شاء ترك واحداً . وزعم أبو يحيى أنها سميت العواء بالنجم الرابع الشمالي منها ، وإذا عزلت عنها هذا النجم الرابع ( زاوية العواء ) كانت الباقية مثفاة الخلقة .
ويقال لها أيضاً : وركا الأسد .
والعواء : الكلب .
لذلك شبهتها العرب بكلاب تتبع الأسد ، وتعوي خلفه ، وأطلقوا عليها اسم ( العواء ) .
والعواء ( تمد ، وتقصر ) يقال لها : عواء البرد .
يزعمون أنها إذا طلعت ، أو سقطت أتت ببرد .
وأصحاب الصور يجعلونها في برج ( السنبلة ) على صدرها .
وهي جزء من برج العذراء ( السنبلة ) .
قال حسين بن يونس :
والعرب تسميها السنبلة ؛ وهو خطأ ، وإنما هي ( حاملة السنبلة ) ، ورأسها في الشمال بميلة الى المغرب ، ورجلاها في الجنوب وهي مستقبلة المشرق وظهرها إلى المغرب .
قال :
ورأسها نجوم صغار مستديرة ، كاستدارة رأس الإنسان ، تكون جنوبية من نجمي : الخراتين . ومنكباها أربعة نجوم تحت هذه إلى الشرق ، وجناحها الأيمن ستة نجوم كهيئة الجناح .
وبرج العذراء ( حاملة السنبلة ) ؛ تنتظم نجومه على هيئة مثلث متساوي الساقين ، يمتد أحد أضلاعه ليتصل بخط يوازي القاعدة تقريبا .
وأهم نجم فيها هو ألمعها ، ويدعى ( زاوية العواء ) .
عرفت نجوم هذا البرج باسم العذراء ، وباسم ( فينوس ) أحيانا أخرى .
كما عرفها المصريون القدماء باسم ( إيزيس ) ، وهي فتاة تحمل في يدها سنبلة قمح ، لذلك تسمى مجموعة هذا البرج في بعض الكتب القديمة باسم ( برج السنبلة ) .
ألمع نجوم هذا البرج نجم ( السماك الأعزل ) ، أو سبيكة القمح ( سنبل ) . وهو نجم ساطع أبيض اللون يبعد عن الأرض مسافة قدرها ( 235 سنة ضوئية ) .
الظواهر الطبيعية :
- يعتدل فيها الجو نهارا ، وتزداد فيها البرودة ليلا .
- يبدأ فيها موسم نزول الأمطار ، و مطرها محمود ، ينبت :
- يبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الصغرى ( 19 درجة مئوية ) .
- يبلغ فيها متوسط درجة الحرارة الكبرى ( 35 درجة مئوية ) .
- يبلغ طول النهار في أولها ( 11 ساعة و 29 دقيقة ) .
- يبلغ طول الليل في أولها ( 12 ساعة و 31 دقيقة ) .
- يستمر فيها الليل بأخذ أربع درجات ، ونصف الدرجة ( 18 دقيقة ) من النهار ، حتى يبلغ طوله في نهاية العواء ( 12 ساعة و 49 دقيقة ) .
- ابتداء من اليوم الثامن من أيامها ، حتى اليوم الرابع من منزلة السماك ؛ يكون وقت أذان ( صلاة الظهر ) قد بلغ أبكر مدى له في التقدم طوال العام ، حيث يحين الأذان في الساعة ( 11 صباحا و 48 دقيقة ) .
- يبلغ طول ظل الزوال فيها متر ، ونصف المتر ( 150 سنتيمتر ) .
- يبرد فيها الماء صباحا .
- يتحرك فيها الزكام .
- يحلو فيها الرمان ويطيب أكله .
- غالبا ما تضع فيها الأغنام مواليدها .
- تحدث فيها هجرة طيور :
الصقور ، الحبارى ، الكروان ، والسمق .
المظاهر البشرية :
- أولى طوالع نوء الوسم الماطر ( لذلك تسمى ثريا الوسم ) الذي تعظم من مطره الكمأة مع شدة بياض .
وعدد أيام نوء الوسم ( 52 يوما ) .
- رابعة منازل فصل الخريف .
- مع برود الماء صباحا ، يبدأ فيها تشغيل مدفئات الماء ( السخانات ) .
- يكثر فيها جني ثمار النخيل ( خراف ، جذاذ ، حصاد ، صرام ) حتى منتصف شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) .
- والأمراض المحتمل أن تصيب المزروعات : ( البياض على أوراق الشجر ) ، والمن ( الندوة العسلية ) .
تقول العرب في دخولها :
( إذا طلعت العواء ، طاب الهواء ، وضرب الخباء ، وكره العراء ، وشنن السقاء ) .
ومعنى قولهم : ( شنن السقاء ) : أي يبس ؛ لقلة استقاء الماء فيه .
وبهذه المناسبة .. تم إرسال الرسالة التالية من جوال مكشات :
** جوال مكشات **
غدا الثلاثاء 30 ذو القعدة 1433 هـ الموافق 16 أكتوبر 2012 م يبدأ " نوء الوسم " ؛ ومدته 52 يوما حيث ينتهي يوم الخميس 22 محرم 1434 الموافق 6 ديسمبر 2012 م .
يشتمل نوء الوسم على أربع منازل هي : العواء و السماك والغفر والزبانا ، مدة منزلة العواء 13 يوما حيث تنتهي يوم الأحد 12 ذو الحجة الموافق 28 أكتوبر ؛ وأبرز مظاهرها وخصائصها هي :
- أنها المنزلة الأولى من نوء الوسم .
- تعتبر رابع منزلة في فصل الخريف حسب بعض الحسابات .
- يعتدل فيها الجو نهارا ويميل إلى البرودة ليلا .
- بعد مشيئة الله يكون المطر خلالها محمودا وينبت بأمر الله : الفقع (الكمأة) ، والشيح ، والنفل ، وجميع الأعشاب البرية المفيدة للرعي .
- يكون اتجاه السحب من الغرب إلى الشرق .
- ينصح فيها بغرس فسائل النخيل والأشجار لاعتدال الأجواء .
- تكثر خلالها أمراض الرشح والحساسية .
- تبدأ خلالها هجرة طيور : الصقور والحبارى والكروان والسمق .
- يبدأ خلالها هيجان الجمال ومعظم البهائم .
وأخيرا .. قال العرب في بدء العواء :
" إذا طلعت العواء ، طاب الهواء ، وضرب الخباء ، وكره العراء ، وشنن السقاء " ومعنى ( شنن السقاء ) : أي يبس ؛ لقلة استقاء الماء فيه . جوال مكشات
وأخيرا ..
نتوجه بأكف الضراعة إلى المولى عز وجل أن ينعم علينا بالغيث المدرار نسأله تعالى أن يعجل برحماته على البلاد والعباد