|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
بسم الله الرحمن الرحيم جدّد الشعب البحراني (1) في 14 فبراير 2011م ثورته على الفساد و الظلم مطالبًا بحقوقه بإرادةٍ شعبيةٍ خالصة لا تشوبها شائبة، و لأن النظام لم يُرِد الاستجابة للإرادة الشعبية و تأبى ذلك طبيعته الاستبدادية ولأنه لم يكُن يقوى على إيقاف هذا المد بشكلٍ مباشر، فقد سعى لإضعاف هذا الطوفان الشعبي بوسائل عدة كان منها: دعوات الحوار الفارغة، ولعبتَي اللجان والتوصيات، بالإضافة لتضييع الحِراك الداخلي الخالص بالبُعد الإقليمي.و لنكون للصراحة أقرب و عن المجاملة أبعد لا بُدَّ لنا من الاعتراف بأن النظام قد نجح في إضعاف الحِراك بدرجةٍ ما عندما تفاعل بعضُنا مع دعوات الحوار و لُعبتَي اللجان و التوصيات بدرجةٍ لا تستحقها هذه العناوين -نظرًا لظرفنا-، في حين أنه كان جديرًا بنا أن لا نتعاطى مع هذه العناوين و ما له علاقةٌ بها إلا بدرجةٍ محدودةٍ جدًا تضمن لنا عدم بلوغ النظام هدفه من طرحها بأي مقدار، و إن استلزم الأمر منّا -و هو لا يستلزم بتقديري- عدم التفاعل مُطلقًا فليكُن، فدفع ضررها أولى من جلب منفعة الرد عليها. لكن الأكثر خطورةً من ذلك كان نجاح النظام في إعطائه الحِراك بُعدًا إقليميًا يخنقه و يُقيِّده بدرجةٍ من الدرجات، و هنا أُشير إلى أن ثورتنا -أردنا أم لم نُرِد- لها آثارٌ إقليميةٌ طبيعية في الدول المجاورة و غيرها، بل له آثارٌ تنعكس حتى على الدول المُسماة بـ"الكُبرى"(2)، لكن ما نجح النظام فيه هو ربط ما يحدث في البحرين بتلك الدول (الكبرى) و ببعض الملفات هنا أو هناك بنحوٍ جعل التغيير و التبدُّل السياسي الحقيقي في الثورة أو الانتقال لمرحلةٍ جديدةٍ منها مرهونًا بتغيُّرات و تحرُّكات إقليمية و عالمية، و هذا ما عمل النظام و مَن مِن ورائه جاهدين لأجله من خلال المماطلة عبر عدة ممارسات كان من بينها السعي الدائم لربط الثورة بإيران و أرى أنه كان أحد أهداف دخول "درع الجزيرة" للبحرين كذلك و الدعوات المُتكرِّرة لما وصفوه بأنه "مشروع وحدة خليجي"؛ لأنهم يُدركون أنه كلما اتّسعت الدائرة كلما سهلت السيطرة و إضعاف التحرُّك. شخصيات و فصائل المعارضة البحرانية -أو أكثرهم- يُدرِكون ذلك، و بعض أطراف المعارضة بات مُستسلمًا لهذا الواقع فيتحرّك في نطاقٍ حدّده لنفسه و ينتظر التغيُّرات الإقليمية لانتهاز الفرصة و التحرُّك بنحو مختلف، بينما تُصِر أطرافٌ أخرى على تكسير القيود الإقليمية و غيرها و جعل الأمر بيد الشعب أولاً و أخيرًا بالتأكيد على البُعد (الوطني) للثورة من خلال دعوة بعض "القِوى الإقليمية" -مثلاً- إلى إعطاء الشعب البحراني و فصائله فرصةً لتمثيله في المحافل الدولية السياسية و عدم تغييب الشعب و خياراته في أي حِراكٍ دوليٍ يخُصُّ ملفَّه و التأكيد على عدم تبعيته لأي "قوةٍ عالمية" و استقلاله عنها و إن كان يُقدِّر و يحترم جهودَها. و برغم مساعي و جهود الأطراف التي ترفض الاستسلام لهذا الواقع، إلا أن الجهود المبذولة للخروج من "الشرنقة الإقليمية" لا تزال خجولةً و محدودة جدًا، نحتاج لإدراكٍ شعبيٍ حقيقي أن الخروج من هذه "الشرنقة" يحتاج وعيًا، روحًا استقلالية، عملاً مستمر، نشاطات جماهيرية نوعية، جرأةً على تجاوز بعض الحدود، مساعٍ تتجاوز حدود الوطن، نبذًا للروح الانهزامية و الاستسلامية، و جهدًا غير عاديٍ. فلنكُن بحجم المسئولية! ------------------------------------------------------------------ (1) أستخدم لفظة "البحراني" لغرضٍ لغوي، و لستُ أعني به تصنيفًا مذهبيًا أو ما شابه. (2) و لتفصيل ذلك حديثٌ آخر أرجو أن أوفَّق للتطرُّق له في مقالٍ لاحقٍ إن شاء الله. __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |