آية الله قاسم: من داهن على المال العام فهو خائن ومجرم

محروم.كوم · #1 05-08-2009, 08:10 PM

أكد سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة اليوم، على أن المال العام ملك للشعب، وأن كل من جامل أو تستر أو دافع أو داهن أو تساهل مع مختلس لشئ من المال العام أو متحايلاً عليه وخائن له فهو مجرم فاقد للدين والضمير.
ولفت إلى أنه إذا فشى التلاعب في المال العام، واستبيح من الإختلاس والتحايل وسوء الإدارة كان في ذلك التوترات والإنتفاضات والثورات والفوضى، وانهدام الدول وانحطاط الشعوب واحتراق الحياة.
وقال عن موضوع طلب العلم: شبابنا الكريم... اخلاصاً لأنفسكم ووطنكم وأمتكم ودينكم والمسضعفين داخل وطنكم وخارجه... ابنوا أنفسكم بناءاً علمياً متيناً واطلبوا المستوى العلمي المتقدم على صعيد الدين والدنيا بأغلى ثمن واعطوا لذلك من وقتكم وجهدكم وتعبكم كل ما تستطيعون.
وأكد قاسم على أنه إذا كثر علماء السوء الذين تشتريهم السياسة تقل أثمانهم بالضرورة، وكثير من الناس قد يكونون على درجة من التماسك في الدين واحترام الذات قبل ان يدخلوا هذا البيع أو أي مهنة أخرى بإسم الفن أو التطوير أو الحرية أو الدين أو السياسة، وقبل أن تعتمد عليها حياتهم المادية أو تتوسع بها دنياهم.

وتنقل لكم "أوال" نص خطبة سماحة الشيخ:
بيع الذمم:
نحن في عالم أخذت منه القيمة المادية وتقديس الشهوة مأخذاً كبيراً، وبعد مسافات ومسافات كبيرة جداً عن قيم الدين والتقوى وهذا له آثار.
من آثاره بيع الذمم، حين يكون الزاد قيماً مادية بدلاًمن القيم المعنوية، وينبتر حس الإنسان عن صلته بالله وعن صلته بالآخره يسقط في نفسه ويهون عليها. ان الانسان ليرخص في نفسه حين لا ينفتح قلبه على الله وحين يطغى عليه نسيان ربه.

هنا يبدأ بيع الذمم، والذمم تباع ببيع الموقف والكلمة للباطل والكذب والظلم للمال والجاه وأمثالهما.
أطباء، مهندسون، ممرضون، صيادلة، علماء دين، فلاسفة، خبراء... من كل الإختصاصات ومن كل الشرائح يكثر بيعهم للذمم حين لا يكون دين.
الإنسان في غياب الدين وقيمه وأحكامه مستعد أن يبيع كل شئ من أجل المادة ومتعلقاتها، أما الساسة ورؤساء ووزراء ومشتغلون بالسياسة على غير الدين فهم أكثر الناس استعداداً للدخول في هذا البيع.
دخل بيع الذمم في دعايات الدواء والطعام والسياسة وفي كل مرافق الحياة، في يوم كانت تسمى الحمى المنطلقة من المكسيك بحمى الخنازير، ثم غير الإسم، ولماذا؟ لا نجزم ولكن يمكن أن يكون لحقيقة علمية مكتشفة، ويمكن أن يكون لمقتضى سياسي وتجاري.
إذا كنت تستبعد الثاني، فإسمحوا لي أن لا أستبعده، فلا نستبعد أن تتدخل السياسة وباعة الذمم في تكبر حجم الخطر أو تقليله أو نفيه أو إثباته.
أول ما يبدأ بيع الذمم يكون الثمن غالياً، ولكن إذا كثر العرض وتجاوز حاجة الطلب فإن السعر سيقل. وليلتفت إلى باعة الذمم.منقول من أوال.نت
فإذا كثر علماء السوء، الذين تشتريهم السياسة تقل أثمانهم بالضرورة، وكثير من الناس قد يكونون على درجة من التماسك في الدين واحترام الذات قبل ان يدخلوا هذا البيع أو أي مهنة أخرى بإسم الفن أو التطوير أو الحرية أو الدين أو السياسة، وقبل أن تعتمد عليها حياتهم المادية أو تتوسع بها دنياهم.

أما بعد أن يدخلوا فإنك تجدهم أعداء ألداء للدين من الناحية العملية، لينتهوا إلى أعداء له حتى من الناحية النظرية، فيصيروا من المنّظرين المتقدمين ضد الدين، وصرت اليوم تجد الكثير من كل الفئات والتخصصات من باعة الذمم والموقف والكلمة، والعرض في هذا المجال آخذ في التزايد.

العلم قوة:
حقيقة لا تحتاج إلى شرح ولا إثبات، ومن أراد أن يكون الضعيف في هذه الحياة وفي كل أمره فلا يتعلم... علم الدين قوة، وعلم الدنيا النافع قوة.
الجهل:
المستويات الواطية من التعلم ضعف فرد وضعف أسرة، وضعف مجتمع وأمة. السنة الدراسية قطعة من العمر ولو حسبتها لكانت قطعة كبيرة، والسنة الدراسية للجاد والمهمل فيها تعب ونصب، وفيها انفاق من الأهل بدل أن يزيد الكسب بجهد الطالب الذي قد وصل الثامنة عشر أو التاسعة عشر أو العشرين.
وهي الدراسة القائمة في المدارس المعروفة، هي للدين لا الدنيا، فخسارتها تعني خسارة دين ودنيا معاً.
ولقد أصبح المستوى العلمي الضعيف عملة ساقطة لا يكاد يشترى بها شئ، ولا تنفع صاحبها بنفع... ماذا تريد أن تكون أيها الطالب بين الناس؟ ماذا تريد لأسرتك؟ ماذا تريد لمن يهمك أمرهم ولوطنك ولأمتك؟
إن أردت الضعف فلا تبذل جهداً في العلم، إن أردت الهزيمة إن أردت المهانة... إن أردت التخلف، إن أردت أن تكون ويكونوا ممن يملي عليهم الطغاة فيستجيبوا فلا تبذل جهداً كبيراً في العلم، وان اردت غير ذلك فليس لك من سبيل إلا أن تضاعف جهدك.
لا تكونوا العاطلين المتسكعين في الشوارع، ولا تكونوا الفقراء المعالين، ولا تكونوا المستضعفين المهانين... لو أردت أن تنتصر لأمتك لوطنك لقضيتك فعليك أن تكون قويا.
وأنت بلا علم، وبلا شهادة مؤثرة، وبلا موقع كبير، وأنت محتاج والآخرون لا يحتاجونك ضعيف، ولا قوة لك على الإنتصار. منقول من أوال.نت
شبابنا الكريم... اخلاصاً لأنفسكم ووطنكم وأمتكم ودينكم والمسضعفين داخل وطنكم وخارجه... ابنوا أنفسكم بناءاً علمياً متيناً واطلبوا المستوى العلمي المتقدم على صعيد الدين والدنيا بأغلى ثمن واعطوا لذلك من وقتكم وجهدكم وتعبكم كل ما تستطيعون بقصد أن تكونوا الأقويا بالحق، المدافعين عن الحقيقة، السالكين إلى الله سبحانه، المقيمين للعدل في الأرض، الممهدين للإمام الحق ويوم الظهور.
المال العام:
المال العام مال الشعب المشترك، والذي فيه لقمة الفقير وكسوة اليتيم ومسكن المشرد ودواء المريض وما تحتاجه العقول في نموها والنفوس في سلامتها والأرواح في صفاءها والمجتمع في أمانه وقوة أبناءه وبقاءه وتقدمه... فيه حياة الناس وصلاحهم.
وإذا فشى التلاعب في المال العام، واستبيح من الإختلاس والتحايل وسوء الإدارة كان في ذلك التوترات والإنتفاضات والثورات والفوضى، وانهدام الدول وانحطاط الشعوب واحتراق الحياة.
وكل من جامل أو تستر أو دافع أو داهن أو تساهل مع مختلس لشئ من المال العام أو متحايلاً عليه وخائن له فهو مجرم فاقد للدين والضمير.
ولو كان هذا المتستر أو المدافع أو المتساهل نائباً من نواب الشعب الذين اختارهم لمواجهة الفساد والدفاع عن مصالح الوطن والمطالبة بالحق، لتضاعفت جريمة وعظمت خيانته وحرم على الشعب قطعاً أن يعيد انتخابه.
هذا أمر لا يختلف عليه أهل المذاهب، وحتى أهل الآراء الوضعية في حدود المتعارف.
يوم أن تهون الفتوى، ويجترئ عليها من ليس من أهلها، ويفتح بابها لكل دارس لأي نوع من العلم وان كان العلم البعيد البعيد عن الفقه والإعداد له والعلوم المأخوذة في الوصول إليه أو تفتح لدارس فقه لم يبلغ المبلغ الذي يؤهله للإفتاء وهو مبلغ صعب المنال بعيد المسافة يضيع الدين ويقضى عليه.
والجرأة على الإفتاء من غير أهله جرأة على الله سبحانه ودينه القويم وشريعته الهادية، وقبول الفتوى من غير الفقيه المجتهد الأهل للتقليد، الثابتة أهليته بالعلم أو التعبد، علماً وعدالة وشروطاً أخرى، فيه لعب بالدين وهدم له وعبث بأحكامه.
وتعجب كيف أنك لا ترى الواحد لا يقتحم ساحة الإفتاء في الامور الفردية في مثل قضية الطهارة والنجاسة والخلوة، ولكنه يتصدى وبكل جرأة لإعطاء الرأي بإسم الدين في أكثر المسائل خطورة وحساسية في عالم السياسة والإجتماع.
وترى الناس لو أقدم هذا على الفتوى في النوع الأول من المسائل لا يقبلون منه لعدم الأهلية ولكنهم يتلقون فتاواه في النوع الثاني بالقبول.
أما الفقهاء العظام المتورعون حفظهم الله رحم الله ماضيهم وأيد من بقي وأمد في عمرهم، فلهم تهيؤهم المعروف في قضية الإفتاء في موارد كثيرة وخاصة في ما يتصل بقضية الدماء والأموال والأعراض.
أكبر الفقهاء يقف مبتعداً مرتجفاً أمام فتوى في هذه الموارد إذا لم يكن الدليل جلياً.
ولنصغي إلى ما عن الرسول "ص": "أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار".
وما عن الإمام الباقر "ع": "من أفتى الناس بلا علم ولا هدى من الله لعنته ملائكم الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمله بفتواه".
وعن الصادق "ع": "واهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل من رقبتك للناس جسرا".
قد يذهبون بها إلى الجنة، وأنت تذهب إلى النار.

منقول من صحيفة أوال __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
كشف مخالفات في صرف نصف مليار من المال العام	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	07-17-2010 11:50 PM
طرح 4 شركات للاكتتاب العام في أسواق المال المحلية العام الجاري	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	03-31-2010 02:10 AM
إهدار المال العام	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-04-2009 06:50 AM
آية الله قاسم: أي نائب يتلاعب بالمال العام يحرم على الشعب أن يعيد إنتخابه	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	07-13-2009 02:20 AM
yahoo GeoCities is closing الغاء نهائي لإستضافة ياهو المجانية	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	07-10-2009 01:10 PM