|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
كلمة آية الله السيد هادي المدرسي فى تأبين الاستاذ عبدالامير العـرب فى 3 سبتمبر 2007 م أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه أجمعين محمد و على أهل بيته الطيبين الطاهرين . أيها الأخوة المؤمنون ,,, السلام عليكم ورحمة الله و بركاته و بعـد ,,, قال الله العظيم فى كتابه الكريم : ـ ( الذين آمنوا و عملوا الصالحات , طوبى لهم و حسن مآب ) آمنا بالله , صدق الله العلى العظيم أية الله السيد هادي المدرسي قال لى : من كان هذا الرجل الذى كان مغمورا و تحول بالموت الى واحد من المشاهير ؟ هل كان صاحب مجد ؟ قلت أن المجد مجدان : مجد يتعلق بأهل الدنيا و يزول , و مجد يتعلق باهل المبادئ و لا يزول . هو بالقياس الى المجد الأول , لم يكن ممن تمشي امامه سيارة شرطة تفتح له الطريق و تمشي خلفه سيارة مسلحين تحرسه من عاديات الزمان . و لكنه كان واحدا من عباد الله الصالحين و كان من المتمسكين بولاية على أمير المؤمنين , و كان يملك صفات العرب الفروسية . حقا كان عبدالأمير العرب واحدا من أصحاب الأمجاد , و لو أنصف التأريخ فى المستقبل فستعرف الأجيال أى رجل عظيم كان هذا الرجل المهاجر المجاهد الذى ربما لم يعرفه كثيرون لم يكن ممن يبحث أن يعرفه الناس , كان حقيقة ممن يقول دائما : ـ فياليت ما بينى و بينك عامر .... و بينى و بين العالمين خراب كان يهرب دائما من أى شئ يسلط عليه الضوء , أقول ما أقول شهادة لله و للتأريخ , انه كان من النوع الذى يعمل و يده اليمنى لا تعرف عن يده اليسرى , ربما أقرب الناس اليه لا يعرفون بالكمال و التمام أى دور قام به هذا الرجل !! و أى نفسية طيبة صادقة صالحة كانت تنطوى عليه جوانح صدره , كان قلبه مفعما بمحبة الله و محبة أوليائه و محبة الناس , فقد تواضع الرجل لله فرفعه الله و عمل فى سبيل الله و سيظهر الله أعماله فى المستقبل . كم من شباب آمنوا على يديه , كم من رجال وقفوا مع المبادئ لأنه وقف مع المبادئ , أحيانا حينما كنا نجلس معه فى بعض الجلسات و كان عليه أن يؤدى دور , فأى دور كان له مظهر له و لعمله كان يهرب منه , كان من الناس الذين أخلصوا و درجات الاخلاص متفاوتة و متعددة , و هو كان من المخلصين الجيدين , رحيله فيه عبر , أنا أتحدث عن ثلاث عبر فقط فى رحيل العبد الصالح عبدالأمير العـرب . العبرة الاولى : أن الموت يحوم على رؤوسنا فأذا جاء قضاء الله و قدره فهو ياخذنا فى لحظة واحدة بل أقل من لحظة , من يظن أنه باق فهو مخطئ , رب العالمين جعل الموت فوق رؤوس جميع العباد و قهر عباده بالموت و الفناء , هو الواحد الذى لا تأخذه سنة و لا نوم و هو الواحد الحي الذى لا يموت , أما بقية الناس فيموتون , الانبياء يموتون , الاولياء يموتون , الصالحون يموتون , الخلق كلهم يموتون , الملائكة أيضا يموتون , قهر عباده بالموت و الفناء . ابى رضوان الله تعالى عليه و رحم الله موتاكم و رحم الله الراحل الجديد منا عبدالأمير العرب , ابى مات فى حالة القنوت فى الصلاة , فحينما رآه احدهم فى المنام و سأله عن الموت من أقربائنا , قال اقل من لحظة ننتقل الى عالم الآخرة , ثم قال أنا قلت : ( آخ ) فى هذه الدنيا و ( رة ) فى عالم الآخرة , كان فى قنوته عادة يقرأ : ( يا من له الدنيا و الآخرة , أرحم من ليس له الدنيا و الآخرة ) و يبدو أنه فى منتصف هذه الكلمة ( الآخرة ) مات فالآخ قالها هنا و الرة قالها فى عالم الآخرة و لو انك تلفظت بهذه الكلمة فستجد أنها لا تستغرق الا ثانية واحدة , فنحن ننتقل الى عالم الآخرة فى نصف ثانية , هذه عبرة بالنسبة لجميع من يرحلون عن هذه الحياة , كانت مصيبة كبيرة بالنسبة لنا أن نفقد هذا العبد الصالح , هذا الأخ الكريم , هذا الاخ المجاهد , و لكن تعرفون أى مصيبة هى أكبر المصائب ؟ مصيبة الانسان فى نفسه , موته هو , تعالوا نحسب حسابا لساعة رحيلنا , حيث لا ينفع مال و لا بنون الآ من أتى الله بقلب سليم . العبرة الثانية : أن قيمة الرجال بما يحملون من الصفات , قيمتهم ليست بأموالهم , ليست بقصورهم , ليست بما يملكون من مجد زائف فى هذه الدنيا , لأن الذى يموت لا يأخذ معه الأ الكفن , لا يأخذ لا بيته و لا ماله و لا أولاده و لا ملكه و لا جبروته و لا سلطانه , لا يأخذ معه شئ . قيمة الرجال بما يملكون من الصفات , فلو كان احدهم مغمورا و لكنه يملك صفات العظماء فهو عظيم , فى علم الله عظيم , عند الله عظيم , فى قلوب الناس عظيم . العبرة الثالثة : ان الراية العظيمة تنتقل عظمتها الى اليد التى تحملها , لا ينتظر الواحد منا ان يصبح عظيما حتى يقوم بعمل عظيم , انما من يقوم بعمل عظيم يصبح عظيما . هذه الراية التى كان يحملها عبدالأمير العرب و يحملها اليوم رجال آخرون هى راية عظيمة , راية الحق , راية الحقيقة , راية الحقوق , هذه الحاءات الثلاث , الحق و الحقيقة و الحقوق , كان يدافع عن الحق فى نفسه و فى عائلته و مع أخوته , كان ممن يقول كلمة الحق حتى لو كانت هذه الكلمة تزعج بعض أهل الباطل , و كان يدافع عن حقوق الناس و لو لا ذلك لم يهجر و لم يحارب , لم يعش أكثر من عقدين من الزمن يحمل فى داخل قلبه و على كتفه راية الدفاع عن الشعب و عن الناس . و مادام أن الناس كانوا يعيشون فقراء , كان يرضى بأن يعيش فقيرا بينهم , و مادام أن الناس كانوا يعيشون فى حالة مزرية و كانوا لا يحصلون على حقوقهم فهو أيضا كان يقبل بأن لا يملك فى هذه الدنيا من أمورها شيئا . كان هذا الرجل ممن يحمل راية عظيمة و لذلك كان لموته صوتا مجلجلا , موته كان مجلجلا , موته هز الكثيرين , حمل راية الحق و تواضع لله كما قلت , و من تواضع لله رفعه الله , و كان ممن تنطبق عليه الرواية المعروفة : ( عاشروا الناس معاشرة ان عشتم حنوا اليكم و ان متم بكوا عليكم ) . من لم يحزن قلبه على رحيل هذا الزعيم الموالى لأهل البيت ؟ , و من لم يكن يرتاح اليه و الى الجلوس معه ؟ , أنا لا أعرف أنى سمعت أو أحد قال لى أنه تكلم ضد أحد من الناس , كان الجميع يحبونه لأنه كان يحب الجميع , كان بحق زعيما مؤمنا وطنيا , يساعد كل من يطلب منه المساعدة و يشارك فى كل مشروع ينفع الجميع مع قطع النظر فى أختلافه معهم أو موافقته فيما يحملون من راية . و أعتقد مع رحيل هذا العبد الصالح فأن عليكم جميعا الاهتمام بما يلى : أولا : اعرفوا رجالكم قبل أن يغيبوا , ما قيمة أن تكتشف قيمة الشمس بعد غروبها ؟!! ما فائدة أن نعرف الرجال بعد غيابهم , لابد أن نحفل بكل من يغيب اذا كان من الصالحين , بحجم ايمانه و عمله الصالح هذا بلا شك , لكن تعالوا و أكتشفوا رجالكم و هم احياء حتى لا تبكوا عليهم و تندموا على أنكم خسرتموهم بعد رحيلهم , أعرفوا رجالكم قبل أن يغيبوا . ثانيا : حولوا غيابه الى حضور و ذلك عبر الأمور التالية :ـ الف : فلتسمى بعض المؤسسات باسم هذا العبد الصالح و أسمه جميل عبدأمير المؤمنين على بن ابى طالب , و عبد أمير المؤمنين ملك الملوك , الذين يظنون أننا اذا سمينا أحد من أولادنا بعبدالرسول او عبد الأمير أو عبدالحسين فهو أمتهان لكرامته يخطئون . عبدعلي ملك , فلنسمي بعض المؤسسات باسمه أو على أقل التقادير بعض المجالس التى يجتمع الناس فيها لذكر الله عزوجل فلتسمى بأسمه . باء / لنؤسس بعض المؤسسات الثقافية و لنسميها باسم هذا العبد الصالح . تاء / أطالب الأخوة فى بني جمرة بالذات , فى قريته أن يؤسسوا مشروعا لمساعدة من لا يملكون سكنا و ليحمل هذا المشروع اسمه , أنا أعرف أن قلبه كان يتألم جدا لأولئك الذيم لا يملكون سكنا لأنفسهم , فتعالوا نفرح قلبه ذاك , بأن نؤسس مشروعا لمساعدة من لا يملكون بيتا و مسكنا لكى يتزوجوا فيه و لكى يسكنوا فيه . ثاء / ترجموا أحزانكم على رحيله الى عمل صالح ينفعكم و ينفع أمتكم . جيم / تعلموا منه العطاء بلا توقعات و تعلموا منه التواضع فى كل الحالات , و تعلموا منه حسن العلاقة مع كل الجهات , و تعلموا منه المبادرة الى جميع الخيرات . هذا الرجل كان متواضعا صموتا , كان اذا دخل قريته لا يحس به أحد , بل اذا دخل بيته لا يحس به أحد , لكن ربنا عزوجل لا يضيع عنده عباده الصالحون , فلذلك فمن يكون مع الله يكون الله معه , من يكون مع المبادئ تكون المبادئ معه , لقد رحل عنا لكن صفاته لا ترحل , و علينا أن نتعلم منه هذه الصفات . لا تقل لى من كان " عبدالأمير العـرب " حتى تقول اجعلوه قدوة لكم !! اقول كل رجل يحمل الصفات التى دعى الله و دعى رسوله و دعى الائمة الطاهرون اليها فهو رجل يمكن أن يصبح قدوة ( و اجعلنا للمتقين أماما ) , كان نقيا صالحا متقيا , مهاجرا , مجاهدا متواضعا , معطاءا , صالحا مصلحا , فلنتعلم منه هذه الصفات . و تأكدوا أنكم لن تضيعوا عند الله عزوجل كما لا يضيع هذا العبد الصالح الذى رحل و لم يرحل الذى غاب و لم يغب , الغائب الحاضر , و أظن أنه سيبقى لفترة طويلة غائبا حاضرا . دال / أهدوا اليه ثواب بعض أعمالكم , نحن على وشك الدخول فى شهر الله الكريم , فى شهر رمضان المبارك , فى شهر الطاعة , فى شهر العبادة , فى شهر التقوى , فى شهر المستحبات و المندوبات , قدموا اليه ثواب بعض أعمالكم لكى يشرككم فى دعائه . الموتى الصالحون يدعون للناس , فأذا قدمتم لهذا العبد الصالح بعض ثواب أعمالكم فهو أيضا يشملكم بدعائه انشاء الله , هو لم يمت بل أنتقل الى عالم يرانا و لا نراه و يسمعنا و لا نسمعه و البقاء على علاقة معه بحاجة الى أن نتواصل معه بثواب نهديه اليه و أن يتواصل معنا بالدعاء فيشملنا بدعائه . عظم الله لكم أجوركم , و عظم الله لكم ثواب صبركم على رحيله , و انا لله و انا اليه راجعون ( الذين آمنوا و عملوا الصالحات , طوبى لهم و حسن مآب ) و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صباحكم لن ننساك يا جمري .. 18 ديسمبر الذكرى السنوية لرحيل القائد المجا | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 12-18-2011 09:40 AM |
اليوم 18 ديسمبر 2011 م.. الذكرى الخامسة لرحيل الأب الشيخ عبدالأمير الج | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 12-18-2011 03:20 AM |
غدا -> الذكرى السابعة لرحيل الرئيس الفلسطيني عرفات | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 11-10-2011 11:00 PM |
إحياء الذكرى السنوية لرحيل زايد في 19 رمضان | خـوار تلي | اخبار محلية و عالمية | 1 | 08-22-2011 04:23 AM |
الذكرى الثامنة لرحيل الامام الشيرازي بمشاركة الشيخ علي سلمان واليوسف | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 09-28-2009 01:30 PM |