من يطالع هذه الصحف من مثل ( الأيام والوطن وأخبرا الخليج واضرابهم ) يحتار عقله في توصيف الحالة التي وصلوا لها من الانقياد الأعمى للطرف الحكومي وذلك تحت عنوان المصلحة الشخصية لهذه المؤسسات الاعلامية لكي تكسب وتقبض أكثر وتحتل مواقع في الدلة بحكم مواقف الدعم لفساد المفسدين في الحكومة .
من يرى مشهد الصفحات لهذا اليوم وقد تصدرت واجهتها بالمانشيت العريض انتصار الوزير على الوفاق وحال هذه الكتابات يبين وجود معركة بين الوفاق وبين الحكومة ليخرج أحد الطرفين منتصراً والآخر مهزوماً وبطيعة الحال فإن هذه الصفحات الصفراء لن تعترف بالهزيمة ونحن متعودين على هذا اللون الاعلامي العربي بشكل عام إذ احتلت اسرائيل القاهرة والاذاعات تصرخ بوجود الجيش المصري في تل أبيب وتعزف الموسيقى ، ولسنا ببعيد عن الحرب الأمريكية على العراق حيث الدبابات الأمريكية تجوب شوارع بغداد والاعلام يطبل ويزمر ويعسف الموسيقى المنتصرة على أن الجيش العراقي دمر الأمريكيين وانتصر في معركة بغداد وبعد الحقيقة نكسة وهزيمة مذلة لا مثيل لها .
هو التاريخ نفسه يعود لهذه الصفحات لتطبل وتزمر بالانتصار المزعوم بدون دليل ملموس مجرد إنشائيات ورص كلمات وجمل لا تعبر عن مضمون حقيقي ، عناوين براقة مجرد للاستهلاك المحلي وهي فارغة المحتوى ، فيقولون انتصر الوزير على الوفاق من غير بيان مواقع النصر وتبيان حقيقة ما جرى ، كما أنهم يقولوت استجواب زفاقي ضعيف من غير أن يبنوا مواقع الضعف وتبيان مضامين الخلل في الاستجواب .
إن اصطفاف الآلة الاعلامية لهذه الصحف يتبين مدى الجهل المحدق بهذه الفئة ، إذ أن هناك فساد ومشاكل في القطاع الصحي وتحتاج الدولة بأن تهتم به وتطور خدماته وتصلح أخطائه بدلاً من التستر على مواضع الجريمة ومكامن الخلل في موقع حساس يستفيد منه كل المواطنين ، هذه الجهات تعمل على تزوير الحقيقة وتشجع الفساد وتكرس الظلم ولا تعمل على تطوير المنشأة باصطفافهم الطائفي الغير واعي والغير ناضج .
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|