الكل يراهن على وعي الناس ولكن المشكلة ليست في وعي الناس فقط المشكلة في الوسواس الخناس ..الشيطان الرجيم يزين للناس إرتكاب الذنوب والكفر بالله عن طريق الترهيب وإن لم يفلح عن طريق الترهيب جاء عن طريق الترغيب حتى يرتكب الإنسان الذنوب بملئ إرادته ثم يأتي ويقول بكل برود أن كفر الناس وإرتكابهم الذنوب ليست مسئوليته فهو لم يضرب احد من الناس على يديه ليكفر وليرتكب الذنوب بل الناس إرتكبوا الذنوب بملئ إرادتهم وهو بريئ من كل إتهام يوجه إليه ظنا منه أن مثل هذه التبريرات ستنجيه من عذاب الله .
وكذلك حال معارضتنا قامت بكل ما تستطيع حتى تثني الشعب عن مطالبه التي ثار من أجلها وقدم الكثير من التضحيات من أجل نصرتها فدخلت عن طريق الترغيب وبإسم الدين والوحدة ونجحت في إقناع من يتبعها والكثير ممن كانوا لا يتبعونها بالتنازل رويدا رويدا عن مطالبهم بملئ إرادتهم ونجحت بكل سهولة في إقناع الناس للحضور إلى مسيراتهم ومهرجاناتهم المرخصة بعد أن كان الناس رافضون لمثل هذه المسيرات المرخصة من الحكومة التي تريد الجمعيات إسقاطها وكانت حجة الكثير من الناس في الحضور لمثل هذه المسيرات في ذاك الوقت هي التعبير عن مطالبهم لعل وعسى يسمع القادة مطالبهم ويتركون الطريق الذي يسيرون فيه وإذا بالسحر ينقلب على الساحر وإذا بالناس تحضر الأن بعد ان تم إقناعهم أن بدون المسيرات المرخصة ليست هناك ثورة من الأساس وأن لولا هذه المسيرات لتوقفت الثورة والزخم الإعلامي المصاحب لمثل هذه المسيرات المرخصة .
وكذلك الدخول في الحوار فالجمعيات تعلن عن رفضها للدخول في حوار أو الموافقة على نتائج الحوار إن كان لا يلبي طموح الشعب وتقول ان الشعب هو مصدر السلطات وله اليد الطولى في الموافقة أو عدم الموافقة وأن الشعب حر في إختياره وهم يعلمون علم اليقين أنه سيوافق عن اي فتات سوف يخرج من هذا الحوار لإنهاء هذا المسلسل الدموي الطويل خصوصا بعد إقناع الكثير من الشعب أن الظروف الإقليمية وتحكم النظام بوزارة الدفاع والداخلية والخارجية والكثير من الوزارات المهمة ووقوف الدول الإستكبارية مع النظام لا تساعد على تحقيق أحلام الشعب في الحصول على مطالبه وخصوصا أن النظام لم يقصر بدوره عن طريق الإرهاب الممنهج الذي مارسه بحق شعبنا المسالم .
ولذلك حين يختار أكثرية الشعب التعايش مع هذه العصابة الحاكمة من جديد والرضا بالأمر الواقع ليس لأنه شعب ضعيف أو مسلوب الإرادة ولكن لأن الشياطين فعلوا كل ما يستطيعون لأن يجعلوا من أكثرية الشعب يختار طريقا لا يريده بملئ إرادته تارة بإسم الوحدة وتارة بإسم الظروف الإقليمية وتارة بتخويف الشعب من الحرب الطائفية وهذا ما عمل عليه النظام طوال الأشهر الماضية .
والأهم من كل ذلك حين ينجح شياطين الأرض في جعل الناس يختارون ما لا يريدون سيبرئُ انفسهم ويحملوا الشعب كامل المسئولية لأنه هو من إختار طريقه بملئ إرادته .
وبالرغم من كل ما قلت إلا أنني في النهاية متفائل ومطمئن أن هناك فئة قليلة ستقلب الطاولة على الجميع وسينصرها الله سبحانه وتعالى على مثل هذه الوساوس التي يقوم بها شياطين الأرض ولن تنثني حتى تصل لما تريد الوصول إليه وهو النصر أو الشهادة وسيتبعهم أكثرية الشعب بعد أن يستعيذوا من الشيطان الرجيم في النهاية ويستغفروا الله العلي العظيم لأن ثورتنا بالرغم من كل ما مر بها من آلام وصعاب إلا انها موعودة بنصر إلهي قريب ولذلك بالرغم من كل ما يحدث من آلاعيب ودجل وخداع يمارسه البعض من أجل نصرة الثورة كما يدعون وهم في الحقيقة يريدون قتلها وإقتلاعها من جذورها سيفشلون بعد أن يظنوا انهم قد إنتصروا بفضل حنكتهم في فن الوسواس وستنهار الأحلام التي بنوها وحاولوا الوصول إليها بشتى الطرق على رؤوسهم لأنهم ظنوا كما ظن الكثير من الطغاة أنهم يستطيعون أن يخدعوا الناس طوال الوقت وأن الناس مجرد قطيع من الاغنام يسيرونهم كيف ما يشاؤون إلا أنهم واهمون وسينتصر الإيمان في النهاية على كل حيل شياطين الأرض وطغاتها لأن شعبنا سيرجع إلى طبيعته التي نعرفها عنه وسيستعيذ بالله من الوسواس الخناس وسينطلق بقوة أكبر نحو الطريق الذي إختاره في البداية والذي ضحى من أجله بكل ما يملك وسينتصر إن شاء الله .
__DEFINE_LIKE_SHARE__
08-30-2012, 10:50 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
