إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-28-2012, 02:10 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

فلسفة نظام الأفكار الحاكم


إسلام العدل
كانت الأصنام هناك من قبل أن تولد الفكرة الحضاريَّة التي أسماها إبراهيم عليه السلام بـ”الإسلام”, وكانت القُدسيَّة تُحيط بالمكان, لذلك وُضعت الأصنام به لتكتسب قدسيَّة دينيَّة وهميَّة, هكذا أراد القرشيون أن يجعلوا لأنفسهم فكرة دينيَّة وزعامة, في تلك المنطقة من الصحراء, وقد كان.

أصنام قريش
والحقيقة أنَّ قريشًا كانت تملك أصنامًا أخري غير مرئيَّة تتربَّعُ في عقولِهِم, وتُسيطر على أفكارهم وبذلك كان هناك نوعين من الأصنام… أصنام من نوعيَّة هُبَل والَّلات والعُزَّى, تأسَّست من عالم الأشياء لتُسيطر على الأشخاص والأفكار, وأصنام من نوعيَّة “هذا ما وجدنا عليه آباءنا” تربَّعَت على عالم الأفكار وقتها.
وبذلك كان هناك معامل خارجي يُسيطر على الأشخاص, ومعامل داخلي يُسيطر على أفكارهم, ومن هُنا كانت أزمة قُريش الأولى؛ سيطرة الأشياء (الأصنام في هذا الحالة) على الأشخاص والأفكار, واستخدام أفكار (الزعامة الدينيَّة) لاستغلال الأشخاص للحصول على مزيد من الأشياء, ومن هُنا كانت جاهليَّة المجتمع وقتها, رغم اشتهارهم الشديد بفنون اللغة, إلا أنَّ ذلك لم يشفع عنهم وسُمّيت حقبتهم بالحقبة الجاهلية.
وحينما بُعث محمد لم يُؤمر بِهَدم الأصنام المرئيَّة ابتداءً, بل كانت بعثته ثورة على نظام الأفكار الحاكمة, كانت بعثته معول هدم لأصنام العقول أولاً, ثم جاء هدم هُبَل والَّلات في فتح مكة على الرغم من أنه كان من السهل أن يخرج ليلاً فيهدم الأصنام ويعود لداره دون أن يراه أحد, لكنَّه كان يبحث عن الأصنام الأخرى المتربِّعة في العقول, أو بتعبير المفكّر مالك بن نبي “كان يبحث عن تغيير المعامل الداخلي”.


أصنام آزر
صورة أخرى ضاربة في التاريخ, هي قصة أصنام قوم إبراهيم عليه السلام, فوقتها كان لدى قومه نوعين من الأصنام؛ أصنام مرئيَّة, وأخرى في رؤوسهم ظهرت جليَّة في رد آزر “أراغب عن آلهتي!”.
نعم تربَّعت الأصنام المرئيَّة على عالم أفكارهم حتى أصبحوا “من الداخل” يخافونها ويخشون غضبها, رغم أنهم من صنعوها!
هدمها إبراهيم عليه السلام وترك كبيرهم, لأنه كان يريد هدم نوع آخر من الأصنام, حيث كان يهدم من الأساس نظام الأفكار الحاكم, يُربك تفكيرهم, يُخرجهم من سيطرة الأصنام على عالم أفكارهم, يكسر في داخلهم المعامل الداخلي.


تكاثر الأصنام
إنَّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هَدَمَ “الأصنام العقليَّة” أولاً؛ ثم قام ببناء نظام أفكار حاكمٍ جديد لا تحتلّ به أصنام تلك المرحلة أي منصبٍ ولا مكانة, ثم هدم “الأصنام المرئيَّة” فلم نرَ لها قائمة مرة أخرى لمئات السنين.. نعم هُدِمَت الأصنام المباشرة من الوعي المسلم وسوّيَت بالأرض وأصبحت مُجرَّد “أدوات تزينية” ليس إلا, وإن كان هناك من يرى تحريمها حتى اللحظة.
ثم تطوَّرت الأصنام لاحقًا إلى فكرة الاستعمار المباشر, كصنم مرئي والذي غرس بدوره أصنامًا فكريَّة جديدة, تمثَّلت في قابليَّة الاستعمار.
ثم انسحب الاستعمار وبدأنا نحن كشعوب نُغذِّي بكل رضى “نبتة صنم جديد”؛ زرعه المستعمر بعنوان قابليَّتنا للاستعمار, تلك النبتة صارت شجرة كبيرة فأثمرت بدورها أصنامًا من نوعٍ جديد؛ تحت عنوان “الأنظمة الحاكمة”, وبدأنا نضيف لأصنامِ عقولنا الفكريَّة التي أهلكت الحرث والنسل أصنامًا جديدة, تقبل الأنظمة الظالمة في خضوعٍ واستكانة تحت أسماء من قبيل الاحتساب والطاعة تارة, ونداءات الحقوق وإهمال الواجبات تارة أخرى, والكسل واليأس والعجز وغيرهم, وتستمر الدائرة لنفرز أصنامًا مرئيَّة جديدة على شاكلة الشيء الواحد, أو الشخص الواحد, فنرى بلدًا كاملاً يُختزل في شخصٍ ما أو منظومة ما, لتُصبح صنمًا جديدًا يتبعه أصنامٌ عقليَّة جديدة, كذلك من نوعية الحل الوحيد والرأي الوحيد وقابليَّة الاستعباد!

وستتطور الأصنام مرَّةً أخرى في دورتها لتفرز أصنامًا جديدة, ما لم نَهْدِم بلا رحمة أصنامَ عقولنا الحاليَّة, ولنفعل ذلك علينا أن نفهم دورة حياة تلك الأصنام لنهدمها, وتأثيراتها الفكريَّة لنقاومها.

منقول.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فلسفة نظام الأفكار الحاكم محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-28-2012 02:00 PM
فلسفة في الحياة..!! رًوَحًيَ بًدَوًيهَ الإستشارات النفسية والاحتياجات الخاصة وتطوير الذات 2 07-18-2010 02:01 AM
فلسفة النمل!!!!!! محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-02-2010 05:00 AM
فلسفة الحياة محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-10-2010 04:20 AM
!! .. فلسفة العيايز .. !! بوالجازي التراث والحضارة 15 10-10-2008 02:21 PM


الساعة الآن 12:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML