...


         ::   ( : )       ::   ( : )       ::   ( : )       ::   ( : )       ::  0539307706 ( :ksa ads)       ::  0539735360  ( :ksa ads)       ::  Google Play: ( : )       ::  : ( : )       ::  :  ( : )       ::   ( :gmalnagy)      

 
LinkBack
  #1  
08-26-2012, 11:50 PM
.
.
.
  : 503
  : Dec 2007
: female
:
  : 2,100,610
:3341
  : 2139

26-08-12 02:55 PM

‫خطبة الجمعة - آية الله الشيخ عيسى قاسم الخطبةالسياسية 24-8-2012

قال اللهُ في كتابه العزيز :" مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" [1]. هناك إنسانيَّةٌ وا*دة وتتكثَّرُ مصاديقها بعدد كثرة أفراد النَّاس، و*فظ قيمتها يقتضي ا*ترامها في كلِّ النَّاس، وهدر قيمتها يكفي فيه هدرها في فردٍ من أفرادهم، فمن ا*ترم إنساناً لإنسانيَّته كان عليه أنْ ي*ترم الإنسانيَّة في كلِّ النَّاس، ومن اعتدى على إنسانيَّة إنسانٍ ولم يُقم لها وزناً فقد استخفَّ بوزن الإنسانيَّة وامتدَّ بعدوانه عليها في كلِّ النَّاس، وكشف ذلك عن هوانها على نفسه فيهم جميعا.

وقتل النَّفس بالنَّفس فيه *فظٌ لإنسانيَّة الإنسان وكفٌّ للتعدِّي عليها وردعٌ عن الاستخفاف بها وهدر قيمتها، والقتلُ لم*اربة الله ورسوله والفساد في الأرض *مايةٌ عن أنْ تسقط إنسانيَّة الإنسان وتفقد قيمتها وتتردّى إلى مستوى البهيمة، ويعمّ الفتكُ في النَّاس، وت*كم الفوضى، وينتقض الاجتماع.
أمّا قتلُ النَّفس بغير نفسٍ ولا فسادٍ في الأرض فكقتل النَّاس جميعا، بعد أنْ كانت الإنسانيّة *قيقةً وا*دة، ا*ترامها في وا*دٍ يستلزم ا*ترامها في الجميع، وهدر قيمتها في وا*دٍ يعني هدر قيمتها في الجميع.

وفي الب*رين تساقطَ العشراتُ مُضَرَّجِينَ بدمِ الشَّهادة على يد السُّلطة، آخرهم الشهيدُ *سام ال*دَّاد. شهداء ما قتلوا نفسا، ولم يُ*اربوا الله ورسوله، وما أتوا فساداً في الأرض. شهداء كان ذنبهم أنْ شاركوا في مسيرةٍ أو اعتصامٍ للمطالبةِ بالعدل وال*ريَّة والكرامة وال*قوق المسلوبة لهذا الشعب، وا*ترام الدِّين وموازينه; فاستهدفهم السِّلا*ُ القاتل لقوَّات الجيش أو الأمن، وبعضهم اُختطف من منطقة سكنه من غير مشاركةٍ في أيِّ لونٍ من ألوانِ الا*تجاج على الظُّلم لِيُوجَدَ مقتولاً ببشاعة، وآخرونَ قُتلوا ت*ت التعذيب في السُّجون.
في أيِّ دين؟ في أيِّ عرفٍ إنسانيّ؟ في أيِّ ضمير؟ في أيِّ ميثاق، دستورٍ،قانونٍ شبه عادل، أنَّ من يخرجُ إلى الشارع مُعلناً ظلامته وظلامة شعبه مطالباً بال*قِّ م*تجَّاً على المواقف الجائرة لل*كم أو منتصراً لقضايا أُمَّته المُعتدَى عليها كقضيَّة القدس وفلسطين، يُقابَلُ بالسِّلا* الفتَّاك فيُضَرَّجُ بدمائه ويُمَزَّقَ بدنه ويُقضَى على *ياته بدمٍ بارد ثمَّ يُعاقَبُ من يخرج في تشييعه أو تأبينه ؟
من يستطيع أنْ يقول: أنَّ الخارج في مسيرةٍ أو المشارك في اعتصامٍ فيه أمرٌ بمعروف ونهيٌ عن منكر ومطالبةٌ بال*قِّ والعدل والإصلا* والإنصاف مُ*اربٌ للهِ ورسوله ومُفسدٌ في الأرض وأنَّ جزاءهُ هدرُ *ياته وتصفيته؟ من يقول هذا؟

كم من نفسٍ بريئةٍ من أبناء هذا الشَّعب قد أُزْهِقَت على يد السُّلطة من غير نفس ولا فسادٍ في الأرض في المسيرات والمظاهرات، وبيد الخطف والاغتيال، وت*ت التعذيب في السُّجون، وكم من بدنٍ بُضِّعَ ومُزِّقَ ليشهد كلُّ ذلك بأنَّ السُّلطة هُنَا لا تقيمُ شيئاً من وزنٍ للإنسانيَّة كلّها التي يعني هدرها في إنسانٍ وا*د هدرها في كلِّ إنسان، ولا تتعاملُ مع الدَّمِ ال*رام التعاملَ الذي ي*كمُ به الدِّين، ولا تعيرُ اهتماماً لِمُوَاطَنَة أو شيئاً من وزنٍ لدستورٍ أو قانونٍ أو عرفٍ اجتماعيٍّ ي*ملُ سمةً من سمات الصلا*.

إنَّ دم أبناء هذا الشَّعب قد صار في نظر السُّلطة ونظر كثيرٍ من ال*كومات العربيَّة والأجنبيَّة ذات التأثيرِ الواض* في الواقع السياسيِّ في الب*رين أرخص من دم الأغنام، وقد هانت النَّفس الإنسانيَّة على العالم الماديّ وان*طَّت قيمتها عن قيمة برميل بترولٍ وا*د، وسَهُلَ أنْ تُسفَكَ دماءُ الألوفُ من بني الإنسان وأنْ تشقى مجتمعاتٌ ضخمةٌ بكاملها لو كان هذا مُساعداً على نجا* طالبي الرئاسة في الانتخابات الرِّئاسيَّةِ من عبيد الدنيا ومناصبها.
إنَّ السِّياسةَ الظَّالمة *وَّلت هذا العالمَ إلى غابةٍ لا تقومُ فيها ال*ياةُ على شيءٍ من القِيَم، ولات*رِّكُ السُّلوكَ عند الأكثريَّة من قادتها السياسيِّين إلّا شهوةُ الأسْفَلَيْن، وهوى السُّلطة، وغرور القوَّة.

في مقابلِ نظرة السُّلطة المزدرية لإنسانيَّةٍ الإنسان، يُصِرُّ الرأيُ العلمائيّ ورموزُ المعارضة السياسيُّون على سلميَّة ال*راك الإصلا*يّ انطلاقاً من نظرة الا*ترام لإنسانيَّة الإنسان وتقديساً لل*كم الشرعيّ برعاية *ُرمة الدِّماء والأعراض والأموال و*رصاً على مصل*ة الوطن وتجنيباً له عن الخسائر.

وفي الوقت الذي لا يمكن للشَّعب ولا يجوزُعنده ولا يسم*ُ لنفسه أنْ يسترخصَ دم أبنائه أو يتهاون في المطالبة ب*قِّ شهدائه، إلّا أنَّ ذلك لا يجعلهُ يبخلُ بشيءٍ من دمه في سبيل عزَّته وكرامته ودينه و*رِّيَّته واسترداد *قوقه كما بَرهنَ على ذلك مدَّةَ هذا ال*راك وقبله.
ولن تلين إرادة هذا الشَّعب في التغيير والإصلا*، ولن تتقهقر خطوةً وا*دةً إلى الخلف في *راكه المطلبيّ أمام شلّال الدَّم النَّازف من أبنائه، وما يتعرَّضُ له من متاعب وانتهاكاتٍ فرديةٍ واجتماعيَّةٍ واسعة لا تُراعي ديناً ولا إنسانيَّةً ولا *قَّاً من *قوق المُوَاطَنَةِ الثَّابتة.
الشهادةُ لا تُرَكِّعُ النُّفوسَ الأبيّة، بل تؤكِّدُ على ضرورة الإصلا*، وتزيد من الإصرار عليه، وتُلهب إرادة النَّاس الذين تهمّهم عزَّتهم وكرامتهم ودينهم واسترداد ما سُلِبَ منهم من ال*قوق وصُودِرَ من ال*رِّيَّة.

إنَّ ظُلم السُّلطة واستهتارها بالأروا* وتماديها في قتل الأبرياء لا يُصَّ*ِّ*ُ للشَّعب أنْ يُقابلها بالمثل، ولكن يفرض عليه أنْ يستعملَ كلَّ ما يملكُ من وسائلَ سلميَّةٍ في سبيل الإصلا* الذي يُنقذه من نزيف الدَّم والاستهتار بقيمة أروا* أبنائه وبناته، ويضمنُ له استرداد *ريَّته وكرامته و*قوقه، ويص*ِّ*ُ الوضع المقلوب الذي فُرِضَ عليه, فَبَدَل أنْ يكونَ مصدر السُّلطات وإذا به من خلال إرهاب السُّلطة وعنفها وبطش القوَّة لا كلمةَ لهُ على الإطلاق [2].



-----------------
[1] 32 / سورة المائدة.
[2] هتاف جُموع المصلِّين: "فليسمع رأس الدولة...هيهات منَّا الذِّلَّة".

http://alwefaq.net/index.php?show=news&action=article&id=6850



...
__DEFINE_LIKE_SHARE__
- - -

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML