بآداب الزيارة والمجالس تقليد إسلامي وعربي أصيل تتناقله الأجيال في مختلف الأقطار الإسلامية والعربية غير أنه يحظى باهتمام أكبر في المجتمع الإماراتي، والمعروف أن اصطحاب الصغار في الزيارات وإلى المجالس يمثل لهم فرصاً لتعلم الكثير من الكبار والوقوف على الأخلاقيات والمثل الرفيعة والتزود بصنوف الحكمة والحصافة والكرم، وإدراكاً لهذه المعاني. ينظم مركز المواهب والإبداع بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث دورة تراثية تحت عنوان “السنع” والتي تعني باللهجة المحلية التحلي بآداب الزيارة والمجالس المعروفة في الإمارات.
وتقوم الدورة بشكل أساسي على التواصل المباشر بين المشاركين وكبار السن والذين يتولى أحدهم مسؤولية تعليم الأطفال بشكل مفصل كل ما يرتبط بعادات (السنع) ومنها الضيافة،العادات المتبعة في الزيارة والمناسبات السعيدة والحزينة.
وتعبر هذه العادات الأصيلة عن الترابط والتكاتف بين أفراد المجتمع، وتنقسم الزيارات إلى قسمين: الأول: زيارة الأقارب والجيران والأصدقاء في أوقات الزيارة المألوفة، والقسم الآخر: الزيارة إلى خارج البلدة وتسمى “خطار”،
كما تتطرق الدورة إلى دخول المجلس وآدابه: والمجلس هو المكان الذي يستقبل فيه صاحب البيت “المعزب” ضيوفه، ومن عادات استقبال الضيف هو تقديم البخور (العود - البخور) ذي الرائحة الزكية التي تضفي على الجلسة بهجة وسروراً من آداب دخول المجلس أن يبدأ بالسلام من يمين المجلس إلى اليسار.
وتهتم الدورة أيضاً بتوضيح طريقة تحضير القهوة وأدواتها مع كثرة استهلاك البن في مجتمعنا ومن نكهاته “القناد” وهو الهيل بتعدد أنواعه، وله رائحة طيبة ويضاف للقهوة لزيادة النكهة، وتحضر القهوة بحمسها على النار أي تقليبها بالمحماس ثم دقها ناعماً ووضع الدلة على التراكيب فإذا غلى الماء وضعوا القهوة الناعمة فيها ويقال لها “تلقيمة” والغالب أن الدلال تكون ثلاثاً الكبيرة يقال لها الخمرة، ثم التلقينة، ثم المزلة، التي تصب فيها القهوة بعد ان تكون جاهزة.
وتحرص الدورة على تعليم المشاركين آداب تقديم القهوة وعلامات الاكتفاء منها: إذ تصب القهوة في فناجين يديرها الساقي على الجالسين بيده اليمنى وفي يسراه الدلة ويبدأ بتقديم القهوة أولاً الى الشيخ أو كبير القوم، وإذا تم تقديمهم دار الساقي بأقداحه ومن علامات الاكتفاء من شراب القهوة هي هز الفنجان يميناً وشمالاً عدة مرات وهي بين السبابة والإبهام
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|