إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-25-2010, 11:20 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,669
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2140

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال :

" مرّ رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل عنده جالس :

( ما رأيك في هذا ؟)

فقال: رجلٌ من أشراف الناس...

هذا والله حريٌّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشفّع...

فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم

ثم مرّ رجل فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

(ما رأيك في هذا ؟)

فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين

هذا حريُّ إن خطب أن لا ينكح ...

وإن شفع أن لا يشفّع، وإن قال أن لا يسمع لقوله...

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا) "، رواه البخاري

لأغلب لناس مقاييسهم الخاصّة في تقييم الآخرين وتصنيفهم

مبناها : الوقوف عند ظاهر القالب الاجتماعيّ، والأخذ بعين الاعتبار لأصول الشخص وجذوره

وحسبه ونسبه، وأمواله ومدّخراته، وأملاكه وأراضيه، وسطوته وقوّته.



فمن كان يملك من هذه الصفات حظّاً كبيرا، ونصيباً موفوراً، حاز على رضا من حوله واحترامهم

فتراهم يصدّرونه مجالسهم، ويولونه اهتمامهم.....

حتى تراه يقول المقولة التي لا عمق في مبناها، ولا جديد في معناها.....

فإذا بعبارات المدح تنطلق من حوله تمدح في عمق تفكيره، وفصاحة لسانه، ورجاحة عقله.




ولكن هل الأمور تؤخذ بهذا الشكل؟

وهل هذه المقاييس التي يتعامل بها الناس صحيحة؟

الجواب نقتبسه من مشكاة النبوّة وأنوار الرسالة، فهي التي تضيء لنا حقيقة الموازنة وضوابط التقييم.




فبينما كان النبي – صلى الله عليه وسلم

يحادث أحد أصحابه في شأنٍ من شؤونه

إذ مرّ عليهم رجلٌ شريف النسب، عظيم المقام، تبدو عليه آثار النعمة وبوادر القوّة، فنظر إليه النبي عليه الصلاة والسلام

ثم نظر إلى سهل رضي الله عنه، ليستشفّ عن ميزانه الذي يُفاضل فيه بين الأنام

إن كان صحيحاً فيعزّزه، أو خاطئاً فيقوّمه

فقال له : ( رأيك في هذا ؟) .



نظر الصحابي إلى ذلك الرجل ، فوجده من أشراف الناس وأعيانهم، ومن خلال هذا الانطباع الشخصيّ الأوّلي

أصدر حكمه عليه، فذكر للنبي – صلى الله عليه وسلم

من مكانته وكونه محطّ أنظار الناس

ما يجعله جديراً بقبول شافعته، والحرص على مصاهرته.



سكت النبي – صلى الله عليه وسلم

سكوت مربٍّ يرى أن وقت التوجيه لم يحن بعد

وأن الدرس الذي يريد أن يرسم ملامحه يستدعي اكتمال الصورة بمثلٍ آخر مغاير لحال الرّجل الأوّل

وجاءت الفرصة سريعاً عندما مرّ رجلٌ آخر من فقراء المسلمين.....

رثّ الثياب، مهضوم الجانب، معدوم الحيلة، تلمح في قسمات وجهه آثار الإجهاد والمشقّة.....


وفي تصرّفاته البساطة والتواضع، فيعيد النبي – صلى الله عليه وسلم

سؤاله للصحابي عن رأيه؟

فيجيب بأنه لا مكانة له عند الخلق، وأنه لن يجد لقوله آذاناً تسمع، ولا لشفاعته نفساً تقبل

ولا مطمع في مناسبته ومصاهرته.



وهنا يقف النبي – صلى الله عليه وسلم

موقفاً يعيد الأمور إلى نصابها

ويهدف به أن يوسّع المدارك، حتى تتجاوز النظر إلى قشور المظهر أو المكانة لتنفذ إلى لبّ الرجال ومعادنهم

( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا) .
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML