منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الرجل بأفعاله وليس بمظهره ولا بماله @@ (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=392861)

محروم.كوم 04-25-2010 11:20 AM

الرجل بأفعاله وليس بمظهره ولا بماله @@
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال :

" مرّ رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل عنده جالس :

( ما رأيك في هذا ؟)

فقال: رجلٌ من أشراف الناس...

هذا والله حريٌّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشفّع...

فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم

ثم مرّ رجل فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

(ما رأيك في هذا ؟)

فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين

هذا حريُّ إن خطب أن لا ينكح ...

وإن شفع أن لا يشفّع، وإن قال أن لا يسمع لقوله...

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا) "، رواه البخاري

لأغلب لناس مقاييسهم الخاصّة في تقييم الآخرين وتصنيفهم

مبناها : الوقوف عند ظاهر القالب الاجتماعيّ، والأخذ بعين الاعتبار لأصول الشخص وجذوره

وحسبه ونسبه، وأمواله ومدّخراته، وأملاكه وأراضيه، وسطوته وقوّته.



فمن كان يملك من هذه الصفات حظّاً كبيرا، ونصيباً موفوراً، حاز على رضا من حوله واحترامهم

فتراهم يصدّرونه مجالسهم، ويولونه اهتمامهم.....

حتى تراه يقول المقولة التي لا عمق في مبناها، ولا جديد في معناها.....

فإذا بعبارات المدح تنطلق من حوله تمدح في عمق تفكيره، وفصاحة لسانه، ورجاحة عقله.




ولكن هل الأمور تؤخذ بهذا الشكل؟

وهل هذه المقاييس التي يتعامل بها الناس صحيحة؟

الجواب نقتبسه من مشكاة النبوّة وأنوار الرسالة، فهي التي تضيء لنا حقيقة الموازنة وضوابط التقييم.




فبينما كان النبي – صلى الله عليه وسلم

يحادث أحد أصحابه في شأنٍ من شؤونه

إذ مرّ عليهم رجلٌ شريف النسب، عظيم المقام، تبدو عليه آثار النعمة وبوادر القوّة، فنظر إليه النبي عليه الصلاة والسلام

ثم نظر إلى سهل رضي الله عنه، ليستشفّ عن ميزانه الذي يُفاضل فيه بين الأنام

إن كان صحيحاً فيعزّزه، أو خاطئاً فيقوّمه

فقال له : ( رأيك في هذا ؟) .



نظر الصحابي إلى ذلك الرجل ، فوجده من أشراف الناس وأعيانهم، ومن خلال هذا الانطباع الشخصيّ الأوّلي

أصدر حكمه عليه، فذكر للنبي – صلى الله عليه وسلم

من مكانته وكونه محطّ أنظار الناس

ما يجعله جديراً بقبول شافعته، والحرص على مصاهرته.



سكت النبي – صلى الله عليه وسلم

سكوت مربٍّ يرى أن وقت التوجيه لم يحن بعد

وأن الدرس الذي يريد أن يرسم ملامحه يستدعي اكتمال الصورة بمثلٍ آخر مغاير لحال الرّجل الأوّل

وجاءت الفرصة سريعاً عندما مرّ رجلٌ آخر من فقراء المسلمين.....

رثّ الثياب، مهضوم الجانب، معدوم الحيلة، تلمح في قسمات وجهه آثار الإجهاد والمشقّة.....

وفي تصرّفاته البساطة والتواضع، فيعيد النبي – صلى الله عليه وسلم

سؤاله للصحابي عن رأيه؟

فيجيب بأنه لا مكانة له عند الخلق، وأنه لن يجد لقوله آذاناً تسمع، ولا لشفاعته نفساً تقبل

ولا مطمع في مناسبته ومصاهرته.



وهنا يقف النبي – صلى الله عليه وسلم

موقفاً يعيد الأمور إلى نصابها

ويهدف به أن يوسّع المدارك، حتى تتجاوز النظر إلى قشور المظهر أو المكانة لتنفذ إلى لبّ الرجال ومعادنهم

( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا) .


الساعة الآن 06:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227