|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم اليناالإسلام والشريعة أحكام الدين , واجبات المسلم , سيرة الرسول , غزوات الرسول , سيرة الصحابه , أناشيد أطفال |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هلمَّ إلى الدخول على الله ، ومُجاورته في دارِ السَّلامِ بلا نَصَبٍ ، ولا تَعبٍ ، ولا عناءٍ ، بل مِن أقربِ الطُّرقِ وأسهلِها. وذلك أنك في وقت بين وقتين وهو في الحقيقة عمرك ، وهو وَقتك الحاضر بين ما مضى وما يستقبل ، فالذي مضى تُصلِحه بالتوبة ، والندم ، والاستغفار ، وذلك شيء لا تعب عليك فيه ، ولا نَصب ، ولا معاناة عمل شاق ، إنما هو عمل قلبٍ. وتَمْتَنع فيما يُستقبَل من الذنوب ، وامْتناعك ترك وراحة ليس هو عملاً بالجوارح يشُق عليك معاناته ، وإنما هو عزم ونية جازمة تريح بدنك وقلبك وسرك ، فَما مَضى تُصلِحه بالتَّوبة وما يُستَقبل تُصلِحُه بالامتناع والعَزم والنية ولَيس للجوارح في هَذيْن نصبٌ ولا تعب ، ولكن الشأن في عُمرِك وهو وَقْتك الذي بين الوقتين ، فإن أضَعْتَه أَضَعْت سعادتك ونجاتك وإن حَفَظْته مع إصلاح الوَقْتَيْن اللذين قبله وبعده ، بِما ذُكِر نَجَوْت وفُزْتَ بالراحة واللذة ، والنعيم. وحِفظُه أشق من إصلاح ما قبله وما بعده ، فإن حفظه أن تلزم نفسك بما هو أولى بها ، وأنفع لها ، وأعظم تحصيلاً لسعادتها. وفي هذا تفاوتَ النَّاسُ أعظم تفاوتٍ ، فهي والله أيامُك الخاليةُ التي تجمع فيها الزَّاد لمعادك ، إما إلى الجنّة ، وإما إلى النّار ، فإن اتخذتِ إليه سبيلا إلى رَبَّك بلغتَ السَّعادةَ العُظمى ، والفَوز الأكبر في هذه المدةِ اليسيرةِ التي لا نِسْبة لها إلى الأَبَد ، وإن آثرت الشَّهَوات والرَّاحاتِ ، واللّهو واللعب انقضتُ عَنْك بسرعة ، وأعقبتك الألم العظيم الدائم الذي مُقاسَاتُه ومُعاناتُه أشقُ ، وأصعبُ ، وأدْوَمُ من معاناةِ الصَّبْرِ عن محارمِ الله ، والصبر على طاعته ، ومخالفةِ الهَوى لأجله. من أجمل ما أقرؤهُ الآن (الفوائد لـ ابن قيم الجوزية) __DEFINE_LIKE_SHARE__
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |