|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
الأستاذ عمران الجمري .. رجل المهمات الصعبة بقلم : إبراهيم العـرب التاسع من محرم 1431 هـ 26 ديسمبر 2009 م في صبيحة يوم الثلاثاء التاسع من محرم 1430 هّــ الموافق للسادس من يناير 2009 م ، رحل عنا الأستاذ المجاهد عمران حسين عمران الجمري إلى الرفيق الأعلى بعد أن قضى من عمره 64 عاما كانت حافلة بالكفاح و النضال و العطاء المتواصل من أجل كرامة و حرية إنسان هذا الوطن . عرفت الأستاذ عمران الجمري منذ نعومة أظفاري في مطلع السبعينات حيث كنت طالبا و كان معلما فى مدرسة البديع الابتدائية . ثم توثقت علاقتى معه بشكل أكبر فى منتصف سنة 1987 م ، حيث كنا نعمل سويا ضمن نشاطات مسجد الإمام زين العابدين ( ع ) في بني جمرة ، حيث كانت صلاة الجماعة تقام آنذاك بإمامة سماحة العلامة الشيخ عبدالامير الجمري ( رحمه الله ) و كذلك إقامة الاحتفالات الدينية و السياسية ، فكان المرحوم الأستاذ عمران الجمرى من أول المشجعين لي على ألقاء الخطابات و الكلمات في الاحتفالات الدينية . كنا ننتقل برفقة الأستاذ عمران الجمرى و برفقة سماحة العلامة الشيخ الجمرى من قرية إلى أخرى حيث المحاضرات و القراءة الحسينية ، ما تميز به الأستاذ المجاهد عمران الجمري رحمه الله أنه كان يحمل بين جنبيه قلبا مفعما بالإيمان بالله و الحب لأبناء بلده . و كان رحمه الله رجلا مؤمنا صالحا مصلحا شجاعا زاهدا مخلصا مجاهدا و متواضعا و صبورا كان دائما ما يحث أبناء قريته على حضور صلاة الجماعة بإمامة الشيخ الجمرى ( قدس ) فلم أعرف رجلا يحب الشيخ الجمري أشد حبا منه ، و لذلك كان فى مقدمة المدافعين عنه حين اعتقاله الأول فى سبتمبر 1988 م ، اذ قام آنذاك بقيادة مسيرة مظاهرة كبيرة انطلاقا من مسجد الإمام زين العابدين ( ع ) و مرورا بشارع البديع شمالي منزل الشيخ الجمرى ، لقد كان يعتبر الساعد الأيمن للشيخ الجمرى ( رحمه الله ) . لقد كان رحمه الله معلما و مربيا و شاعرا و خطيبا و مجاهدا و زاهدا صابرا ثابتا ، صحبته فى السجن منذ اعتقاله في فبراير 1989 م و لمدة ثلاث سنوات فلم أرى منه إلا رباطة الجأش و لين العريكة و خفض الجناح و تحمل الأذى في جنب الله و الصبر على البلاء و ذكر الله و حمده على كل حال ، كان يقول دائما في سجن التحقيقات أن الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( ع ) قال : ( اللهم أنى سألتك أن تفرغني لعبادتك ، اللهم فقد فعلت فلك الحمد ) و أنا أقول الحمد لله الذي فرغني لعبادته ، و كان بين فترة و أخرى يخرج صورة لزوجته و أولاده و يتأمل فيها و يبتسم ، فأبادره بالسؤال كيف شعورك و أنت تفارق أهلك و أبنائك فيجيبني بابتسامته المعهودة ( إن الله لا يضيع أوليائه ) و هم بعين الله و في حفظه و تحت رعايته و كان يقول دائما ( الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ) رحل عنا الاستاذ عمران الجمرى ( رحمه الله ) بعد أن تحمل أنواعا من الصعاب بلا شكوى و أدى ما عليه بلا طمع و عمل في سبيل الله بلا ادعاء و جاهد في سبيل الله بلا هوادة . و مما يذكر للأستاذ عمران الجمرى أبان وجوده في سجن التحقيقات الجنائية بالعدلية عام 1989 أنه كان مطالبا بحقوق المعتقلين كتحسين ظروف السجن من تهوية و تغذية و مطالبا كذلك بالكتب الدينية ، و تحمل في ذلك الإضراب عن الطعام لمرتين كما تحمل الضرب و الأذى مع رفاقه لكي يفك الإضراب و لكنه بقى صامدا صابرا ثابتا حتى تحققت المطالب . بعد أن نقلنا إلى مكاتب التحقيقات الجنائية بالقلعة في شهر يونيه 1989 م بدأ الأستاذ عمران الجمرى دروسا في النحو ، كما كان يصلى بنا جماعة و حينما أقبل علينا شهر محرم الحرام فى سنة 1409 هـ بدأ الأستاذ بالقراءة الحسينية لعشر ليال متتالية . في شهر يوليه 1989 م زارنا ضابط أمن في مكاتب التحقيقات الجنائية و لأن الاستاذ عمران الجمرى كان أكبرنا سنا ، فقد سأله الضابط عن سبب وجوده في السجن ، فقال له الأستاذ لأنني خرجت في مظاهرة احتجاج على اعتقال الشيخ الجمرى ، فرد عليه الضابط قائلا : لماذا لم تجربوا مع الحكومة مراحل دعوة رسول الله ( ص ) مثل إنذار العشيرة الأقربين ثم الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة و هكذا ، فقال له الأستاذ لقد جربنا كل الوسائل فلم تنفع !! فقال له الضابط و لكن لديك زوجه و أبناء فرد عليه الأستاذ قائلا : ( الدين أعز من الأهل و الأولاد ) في نهاية شهر أغسطس 1989 م نقلت مع الأستاذ عمران و الراد ود حسين سهوان إلى سجن التحقيقات الجنائية بالقلعة ، و لما وجد الأستاذ عمران الجمرى أن جو الزنزانات حارا و رطبا بحيث لا يمكننا من الصلاة و قراءة القرآن و النوم ، طلب مقابلة مسئول التوقيف و أثناء مقابلته له قدم له مجموعة مطالب منها فتح أبواب الزنزانات و السماح بزيارة الأهل كل أسبوعين بدلا من كل شهر ، و إدخال الألبان و الاجبان و الفواكه لنا ، فاستجاب مسئول التوقيف لتلك المطالب و فرح المعتقلون لتحقق نسبة من مطالبهم بفضل تحرك الأستاذ المجاهد عمران الجمرى ( رحمه الله قام الأستاذ عمران الجمري بكتابة قصائد الشعر في رثاء أهل البيت عليهم السلام لكى يتم إلقاءها في عزاء بني جمرة ، و قام بتهريبها إلى زوجته أثناء الزيارة ، لقد كان حريصا على التواصل مع أبناء مجتمعه و خدمتهم حتى و هو في أحلك الظروف . ظل الأستاذ عمران معنا الى 18 ديسمبر 1989 م حيث حكم من قبل قاضى محكمة الاستئناف العليا بالسجن ثلاث سنوات ، فجاء الأستاذ يودعنا من نوافذ الزنزانات حيث لم يسمح له بمعانقتنا و نقل إلى سجن المنامة بالقلعة . فى شهر فبراير 1991 م كنا مع الأستاذ عمران الجمرى في سجن المنامة و كانت قوات التحالف آنذاك تهاجم القوات العراقية في دولة الكويت ، و كان صدام يطلق صواريخ أرض أرض على البحرين لوجود الجيش الأمريكي فيها ، فكانت القلعة تهتز من دوى الانفجارات ، فكان الأستاذ عمران يصرخ و يطالب الشرطة بإخراجنا من السجن ، فيقول لهم بصريح العبارة : ( أخرجونا من هذا السجن فالقلعة مستهدفة ) في 19 مارس 1991 م نقلت مع الأستاذ عمران الجمرى و الاستاذ عبدالهادي ملا على و الاخ زكى عبدالمجيد خليفة الى سجن جو ( 2 ) و هناك بدأ الأستاذ عمران الجمرى برنامجا ثقافيا حيث كان يشارك في الاحتفالات الدينية بقصائده ، و كان يدرس النحو و يقرأ الكثير من الكتب الدينية . في تأريخ 25 نوفمبر 1991 م تم أطلاق سراحي و سراح الأستاذ عمران الجمرى بعد مضى ثلاث سنوات من السجن و الغربة فى الوطن . منذ ديسمبر 1991 م و حتى ديسمبر 1995 م عمل الأستاذ عمران الجمرى ( رحمه الله ) في بيع الدجاج بالسوق المركزي بالمنامة ، و بالرغم من الظروف المعيشية القاسية التي مر بها هو و عائلته إلا أنه لم يترك نشاطه السياسي فقام بعد اعتقال الشيخ الجمرى ( قدس ) في الأول من أبريل 1995 م بالتكبير فى مكبرات الصوت ، داعيا أهل قريته إلى التكبير و الاستنكار و الاحتجاج على اعتقال الشيخ . لقد مر الأستاذ و عائلته بظروف صعبة و مؤلمة للغاية حيث قتل صهره الشهيد محمد جعفر يوسف عطية في الأول من أبريل 1995 م و أجبر الأستاذ و عائلته على مغادرة منزلهم بعد احتلال القوات الأمنية له . بعد أطلاق سراح الشيخ عبدالأمير الجمرى فى سبتمبر 1995 م ، قام الأستاذ عمران الجمرى بالمشاركة في إدارة المهرجانات و الاحتفالات السياسية التي كانت تقام في مقبرة بني جمرة و نتيجة لتصاعد نشاطه السياسي تم اعتقاله مجددا فى يناير 1996 م فقضى الأستاذ عمران الجمرى خمس سنوات متنقلا من سجن إلى سجن . و هكذا فقدت البحرين أحد رجالاتها الأوفياء الذين جاهدوا في الله حق جهاده و تحمل فى سبيل الله كل بلاء ، فكان بحق رجل المهمات الصعبة . فالسلام عليه يوم ولد و يوم رحل عنا و يوم يبعث حيا __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لعبة الاكشن والحروب و المهمات الصعبة الميراس | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 02-27-2010 05:10 AM |
لعبة الاكشن والحروب و المهمات الصعبة | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 02-27-2010 05:10 AM |
لعبة الاكشن والحروب و المهمات الصعبة | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 02-27-2010 04:10 AM |
الأستاذ عمران حسين عمران : استذكار وتذكار | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 12-29-2009 05:50 AM |
اليلة / الأستاذ حسن مشيمع في كرزكان (ليله وفاء للشيخ الجمري) | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 09-06-2009 02:10 AM |