إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-27-2009, 04:20 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,670
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2140

الأستاذ عمران الجمري .. رجل المهمات الصعبة



بقلم : إبراهيم العـرب


التاسع من محرم 1431 هـ


26 ديسمبر 2009 م






في صبيحة يوم الثلاثاء التاسع من محرم 1430 هّــ الموافق للسادس من يناير 2009 م ، رحل عنا الأستاذ المجاهد عمران حسين عمران الجمري إلى الرفيق الأعلى بعد أن قضى من عمره 64 عاما كانت حافلة بالكفاح و النضال و العطاء المتواصل من أجل كرامة و حرية إنسان هذا الوطن .



عرفت الأستاذ عمران الجمري منذ نعومة أظفاري في مطلع السبعينات حيث كنت طالبا و كان معلما فى مدرسة البديع الابتدائية .



ثم توثقت علاقتى معه بشكل أكبر فى منتصف سنة 1987 م ، حيث كنا نعمل سويا ضمن نشاطات مسجد الإمام زين العابدين ( ع ) في بني جمرة ، حيث كانت صلاة الجماعة تقام آنذاك بإمامة سماحة العلامة الشيخ عبدالامير الجمري ( رحمه الله ) و كذلك إقامة الاحتفالات الدينية و السياسية ، فكان المرحوم الأستاذ عمران الجمرى من أول المشجعين لي على ألقاء الخطابات و الكلمات في الاحتفالات الدينية .




كنا ننتقل برفقة الأستاذ عمران الجمرى و برفقة سماحة العلامة الشيخ الجمرى من قرية إلى أخرى حيث المحاضرات و القراءة الحسينية ، ما تميز به الأستاذ المجاهد عمران الجمري رحمه الله أنه كان يحمل بين جنبيه قلبا مفعما بالإيمان بالله و الحب لأبناء بلده .


و كان رحمه الله رجلا مؤمنا صالحا مصلحا شجاعا زاهدا مخلصا مجاهدا و متواضعا و صبورا



كان دائما ما يحث أبناء قريته على حضور صلاة الجماعة بإمامة الشيخ الجمرى ( قدس ) فلم أعرف رجلا يحب الشيخ الجمري أشد حبا منه ، و لذلك كان فى مقدمة المدافعين عنه حين اعتقاله الأول فى سبتمبر 1988 م ، اذ قام آنذاك بقيادة مسيرة مظاهرة كبيرة انطلاقا من مسجد الإمام زين العابدين ( ع ) و مرورا بشارع البديع شمالي منزل الشيخ الجمرى ، لقد كان يعتبر الساعد الأيمن للشيخ الجمرى ( رحمه الله ) .



لقد كان رحمه الله معلما و مربيا و شاعرا و خطيبا و مجاهدا و زاهدا صابرا ثابتا ، صحبته فى السجن منذ اعتقاله في فبراير 1989 م و لمدة ثلاث سنوات فلم أرى منه إلا رباطة الجأش و لين العريكة و خفض الجناح و تحمل الأذى في جنب الله و الصبر على البلاء و ذكر الله و حمده على كل حال ، كان يقول دائما في سجن التحقيقات أن الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( ع ) قال :


( اللهم أنى سألتك أن تفرغني لعبادتك ، اللهم فقد فعلت فلك الحمد )


و أنا أقول الحمد لله الذي فرغني لعبادته ، و كان بين فترة و أخرى يخرج صورة لزوجته و أولاده و يتأمل فيها و يبتسم ، فأبادره بالسؤال كيف شعورك و أنت تفارق أهلك و أبنائك فيجيبني بابتسامته المعهودة ( إن الله لا يضيع أوليائه ) و هم بعين الله و في حفظه و تحت رعايته و كان يقول دائما ( الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه )


رحل عنا الاستاذ عمران الجمرى ( رحمه الله ) بعد أن تحمل أنواعا من الصعاب بلا شكوى و أدى ما عليه بلا طمع و عمل في سبيل الله بلا ادعاء و جاهد في سبيل الله بلا هوادة .


و مما يذكر للأستاذ عمران الجمرى أبان وجوده في سجن التحقيقات الجنائية بالعدلية عام 1989 أنه كان مطالبا بحقوق المعتقلين كتحسين ظروف السجن من تهوية و تغذية و مطالبا كذلك بالكتب الدينية ، و تحمل في ذلك الإضراب عن الطعام لمرتين كما تحمل الضرب و الأذى مع رفاقه لكي يفك الإضراب و لكنه بقى صامدا صابرا ثابتا حتى تحققت المطالب .


بعد أن نقلنا إلى مكاتب التحقيقات الجنائية بالقلعة في شهر يونيه 1989 م بدأ الأستاذ عمران الجمرى دروسا في النحو ، كما كان يصلى بنا جماعة و حينما أقبل علينا شهر محرم الحرام فى سنة 1409 هـ بدأ الأستاذ بالقراءة الحسينية لعشر ليال متتالية .



في شهر يوليه 1989 م زارنا ضابط أمن في مكاتب التحقيقات الجنائية و لأن الاستاذ عمران الجمرى كان أكبرنا سنا ، فقد سأله الضابط عن سبب وجوده في السجن ، فقال له الأستاذ لأنني خرجت في مظاهرة احتجاج على اعتقال الشيخ الجمرى ، فرد عليه الضابط قائلا : لماذا لم تجربوا مع الحكومة مراحل دعوة رسول الله ( ص ) مثل إنذار العشيرة الأقربين ثم الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة و هكذا ، فقال له الأستاذ لقد جربنا كل الوسائل فلم تنفع !!


فقال له الضابط و لكن لديك زوجه و أبناء فرد عليه الأستاذ قائلا :


( الدين أعز من الأهل و الأولاد )



في نهاية شهر أغسطس 1989 م نقلت مع الأستاذ عمران و الراد ود حسين سهوان إلى سجن التحقيقات الجنائية بالقلعة ، و لما وجد الأستاذ عمران الجمرى أن جو الزنزانات حارا و رطبا بحيث لا يمكننا من الصلاة و قراءة القرآن و النوم ، طلب مقابلة مسئول التوقيف و أثناء مقابلته له قدم له مجموعة مطالب منها فتح أبواب الزنزانات و السماح بزيارة الأهل كل أسبوعين بدلا من كل شهر ، و إدخال الألبان و الاجبان و الفواكه لنا ، فاستجاب مسئول التوقيف لتلك المطالب و فرح المعتقلون لتحقق نسبة من مطالبهم بفضل تحرك الأستاذ المجاهد عمران الجمرى ( رحمه الله



قام الأستاذ عمران الجمري بكتابة قصائد الشعر في رثاء أهل البيت عليهم السلام لكى يتم إلقاءها في عزاء بني جمرة ، و قام بتهريبها إلى زوجته أثناء الزيارة ، لقد كان حريصا على التواصل مع أبناء مجتمعه و خدمتهم حتى و هو في أحلك الظروف .



ظل الأستاذ عمران معنا الى 18 ديسمبر 1989 م حيث حكم من قبل قاضى محكمة الاستئناف العليا بالسجن ثلاث سنوات ، فجاء الأستاذ يودعنا من نوافذ الزنزانات حيث لم يسمح له بمعانقتنا و نقل إلى سجن المنامة بالقلعة .



فى شهر فبراير 1991 م كنا مع الأستاذ عمران الجمرى في سجن المنامة و كانت قوات التحالف آنذاك تهاجم القوات العراقية في دولة الكويت ، و كان صدام يطلق صواريخ أرض أرض على البحرين لوجود الجيش الأمريكي فيها ، فكانت القلعة تهتز من دوى الانفجارات ، فكان الأستاذ عمران يصرخ و يطالب الشرطة بإخراجنا من السجن ، فيقول لهم بصريح العبارة :


( أخرجونا من هذا السجن فالقلعة مستهدفة )



في 19 مارس 1991 م نقلت مع الأستاذ عمران الجمرى و الاستاذ عبدالهادي ملا على و الاخ زكى عبدالمجيد خليفة الى سجن جو ( 2 ) و هناك بدأ الأستاذ عمران الجمرى برنامجا ثقافيا حيث كان يشارك في الاحتفالات الدينية بقصائده ، و كان يدرس النحو و يقرأ الكثير من الكتب الدينية .



في تأريخ 25 نوفمبر 1991 م تم أطلاق سراحي و سراح الأستاذ عمران الجمرى بعد مضى ثلاث سنوات من السجن و الغربة فى الوطن .



منذ ديسمبر 1991 م و حتى ديسمبر 1995 م عمل الأستاذ عمران الجمرى ( رحمه الله ) في بيع الدجاج بالسوق المركزي بالمنامة ، و بالرغم من الظروف المعيشية القاسية التي مر بها هو و عائلته إلا أنه لم يترك نشاطه السياسي فقام بعد اعتقال الشيخ الجمرى ( قدس ) في الأول من أبريل 1995 م بالتكبير فى مكبرات الصوت ، داعيا أهل قريته إلى التكبير و الاستنكار و الاحتجاج على اعتقال الشيخ .


لقد مر الأستاذ و عائلته بظروف صعبة و مؤلمة للغاية حيث قتل صهره الشهيد محمد جعفر يوسف عطية في الأول من أبريل 1995 م و أجبر الأستاذ و عائلته على مغادرة منزلهم بعد احتلال القوات الأمنية له .



بعد أطلاق سراح الشيخ عبدالأمير الجمرى فى سبتمبر 1995 م ، قام الأستاذ عمران الجمرى بالمشاركة في إدارة المهرجانات و الاحتفالات السياسية التي كانت تقام في مقبرة بني جمرة


و نتيجة لتصاعد نشاطه السياسي تم اعتقاله مجددا فى يناير 1996 م فقضى الأستاذ عمران الجمرى خمس سنوات متنقلا من سجن إلى سجن .



و هكذا فقدت البحرين أحد رجالاتها الأوفياء الذين جاهدوا في الله حق جهاده و تحمل فى سبيل الله كل بلاء ، فكان بحق رجل المهمات الصعبة .



فالسلام عليه يوم ولد و يوم رحل عنا و يوم يبعث حيا







__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لعبة الاكشن والحروب و المهمات الصعبة الميراس محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 02-27-2010 05:10 AM
لعبة الاكشن والحروب و المهمات الصعبة محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 02-27-2010 05:10 AM
لعبة الاكشن والحروب و المهمات الصعبة محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 02-27-2010 04:10 AM
الأستاذ عمران حسين عمران : استذكار وتذكار محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-29-2009 05:50 AM
اليلة / الأستاذ حسن مشيمع في كرزكان (ليله وفاء للشيخ الجمري) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-06-2009 02:10 AM


الساعة الآن 06:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML