منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الأستاذ عمران الجمري .. رجل المهمات الصعبة (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=294141)

محروم.كوم 12-27-2009 04:20 AM

الأستاذ عمران الجمري .. رجل المهمات الصعبة
 
الأستاذ عمران الجمري .. رجل المهمات الصعبة



بقلم : إبراهيم العـرب


التاسع من محرم 1431 هـ


26 ديسمبر 2009 م






في صبيحة يوم الثلاثاء التاسع من محرم 1430 هّــ الموافق للسادس من يناير 2009 م ، رحل عنا الأستاذ المجاهد عمران حسين عمران الجمري إلى الرفيق الأعلى بعد أن قضى من عمره 64 عاما كانت حافلة بالكفاح و النضال و العطاء المتواصل من أجل كرامة و حرية إنسان هذا الوطن .



عرفت الأستاذ عمران الجمري منذ نعومة أظفاري في مطلع السبعينات حيث كنت طالبا و كان معلما فى مدرسة البديع الابتدائية .



ثم توثقت علاقتى معه بشكل أكبر فى منتصف سنة 1987 م ، حيث كنا نعمل سويا ضمن نشاطات مسجد الإمام زين العابدين ( ع ) في بني جمرة ، حيث كانت صلاة الجماعة تقام آنذاك بإمامة سماحة العلامة الشيخ عبدالامير الجمري ( رحمه الله ) و كذلك إقامة الاحتفالات الدينية و السياسية ، فكان المرحوم الأستاذ عمران الجمرى من أول المشجعين لي على ألقاء الخطابات و الكلمات في الاحتفالات الدينية .



كنا ننتقل برفقة الأستاذ عمران الجمرى و برفقة سماحة العلامة الشيخ الجمرى من قرية إلى أخرى حيث المحاضرات و القراءة الحسينية ، ما تميز به الأستاذ المجاهد عمران الجمري رحمه الله أنه كان يحمل بين جنبيه قلبا مفعما بالإيمان بالله و الحب لأبناء بلده .


و كان رحمه الله رجلا مؤمنا صالحا مصلحا شجاعا زاهدا مخلصا مجاهدا و متواضعا و صبورا



كان دائما ما يحث أبناء قريته على حضور صلاة الجماعة بإمامة الشيخ الجمرى ( قدس ) فلم أعرف رجلا يحب الشيخ الجمري أشد حبا منه ، و لذلك كان فى مقدمة المدافعين عنه حين اعتقاله الأول فى سبتمبر 1988 م ، اذ قام آنذاك بقيادة مسيرة مظاهرة كبيرة انطلاقا من مسجد الإمام زين العابدين ( ع ) و مرورا بشارع البديع شمالي منزل الشيخ الجمرى ، لقد كان يعتبر الساعد الأيمن للشيخ الجمرى ( رحمه الله ) .



لقد كان رحمه الله معلما و مربيا و شاعرا و خطيبا و مجاهدا و زاهدا صابرا ثابتا ، صحبته فى السجن منذ اعتقاله في فبراير 1989 م و لمدة ثلاث سنوات فلم أرى منه إلا رباطة الجأش و لين العريكة و خفض الجناح و تحمل الأذى في جنب الله و الصبر على البلاء و ذكر الله و حمده على كل حال ، كان يقول دائما في سجن التحقيقات أن الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( ع ) قال :


( اللهم أنى سألتك أن تفرغني لعبادتك ، اللهم فقد فعلت فلك الحمد )


و أنا أقول الحمد لله الذي فرغني لعبادته ، و كان بين فترة و أخرى يخرج صورة لزوجته و أولاده و يتأمل فيها و يبتسم ، فأبادره بالسؤال كيف شعورك و أنت تفارق أهلك و أبنائك فيجيبني بابتسامته المعهودة ( إن الله لا يضيع أوليائه ) و هم بعين الله و في حفظه و تحت رعايته و كان يقول دائما ( الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه )


رحل عنا الاستاذ عمران الجمرى ( رحمه الله ) بعد أن تحمل أنواعا من الصعاب بلا شكوى و أدى ما عليه بلا طمع و عمل في سبيل الله بلا ادعاء و جاهد في سبيل الله بلا هوادة .


و مما يذكر للأستاذ عمران الجمرى أبان وجوده في سجن التحقيقات الجنائية بالعدلية عام 1989 أنه كان مطالبا بحقوق المعتقلين كتحسين ظروف السجن من تهوية و تغذية و مطالبا كذلك بالكتب الدينية ، و تحمل في ذلك الإضراب عن الطعام لمرتين كما تحمل الضرب و الأذى مع رفاقه لكي يفك الإضراب و لكنه بقى صامدا صابرا ثابتا حتى تحققت المطالب .


بعد أن نقلنا إلى مكاتب التحقيقات الجنائية بالقلعة في شهر يونيه 1989 م بدأ الأستاذ عمران الجمرى دروسا في النحو ، كما كان يصلى بنا جماعة و حينما أقبل علينا شهر محرم الحرام فى سنة 1409 هـ بدأ الأستاذ بالقراءة الحسينية لعشر ليال متتالية .



في شهر يوليه 1989 م زارنا ضابط أمن في مكاتب التحقيقات الجنائية و لأن الاستاذ عمران الجمرى كان أكبرنا سنا ، فقد سأله الضابط عن سبب وجوده في السجن ، فقال له الأستاذ لأنني خرجت في مظاهرة احتجاج على اعتقال الشيخ الجمرى ، فرد عليه الضابط قائلا : لماذا لم تجربوا مع الحكومة مراحل دعوة رسول الله ( ص ) مثل إنذار العشيرة الأقربين ثم الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة و هكذا ، فقال له الأستاذ لقد جربنا كل الوسائل فلم تنفع !!


فقال له الضابط و لكن لديك زوجه و أبناء فرد عليه الأستاذ قائلا :


( الدين أعز من الأهل و الأولاد )



في نهاية شهر أغسطس 1989 م نقلت مع الأستاذ عمران و الراد ود حسين سهوان إلى سجن التحقيقات الجنائية بالقلعة ، و لما وجد الأستاذ عمران الجمرى أن جو الزنزانات حارا و رطبا بحيث لا يمكننا من الصلاة و قراءة القرآن و النوم ، طلب مقابلة مسئول التوقيف و أثناء مقابلته له قدم له مجموعة مطالب منها فتح أبواب الزنزانات و السماح بزيارة الأهل كل أسبوعين بدلا من كل شهر ، و إدخال الألبان و الاجبان و الفواكه لنا ، فاستجاب مسئول التوقيف لتلك المطالب و فرح المعتقلون لتحقق نسبة من مطالبهم بفضل تحرك الأستاذ المجاهد عمران الجمرى ( رحمه الله



قام الأستاذ عمران الجمري بكتابة قصائد الشعر في رثاء أهل البيت عليهم السلام لكى يتم إلقاءها في عزاء بني جمرة ، و قام بتهريبها إلى زوجته أثناء الزيارة ، لقد كان حريصا على التواصل مع أبناء مجتمعه و خدمتهم حتى و هو في أحلك الظروف .


ظل الأستاذ عمران معنا الى 18 ديسمبر 1989 م حيث حكم من قبل قاضى محكمة الاستئناف العليا بالسجن ثلاث سنوات ، فجاء الأستاذ يودعنا من نوافذ الزنزانات حيث لم يسمح له بمعانقتنا و نقل إلى سجن المنامة بالقلعة .



فى شهر فبراير 1991 م كنا مع الأستاذ عمران الجمرى في سجن المنامة و كانت قوات التحالف آنذاك تهاجم القوات العراقية في دولة الكويت ، و كان صدام يطلق صواريخ أرض أرض على البحرين لوجود الجيش الأمريكي فيها ، فكانت القلعة تهتز من دوى الانفجارات ، فكان الأستاذ عمران يصرخ و يطالب الشرطة بإخراجنا من السجن ، فيقول لهم بصريح العبارة :


( أخرجونا من هذا السجن فالقلعة مستهدفة )



في 19 مارس 1991 م نقلت مع الأستاذ عمران الجمرى و الاستاذ عبدالهادي ملا على و الاخ زكى عبدالمجيد خليفة الى سجن جو ( 2 ) و هناك بدأ الأستاذ عمران الجمرى برنامجا ثقافيا حيث كان يشارك في الاحتفالات الدينية بقصائده ، و كان يدرس النحو و يقرأ الكثير من الكتب الدينية .



في تأريخ 25 نوفمبر 1991 م تم أطلاق سراحي و سراح الأستاذ عمران الجمرى بعد مضى ثلاث سنوات من السجن و الغربة فى الوطن .



منذ ديسمبر 1991 م و حتى ديسمبر 1995 م عمل الأستاذ عمران الجمرى ( رحمه الله ) في بيع الدجاج بالسوق المركزي بالمنامة ، و بالرغم من الظروف المعيشية القاسية التي مر بها هو و عائلته إلا أنه لم يترك نشاطه السياسي فقام بعد اعتقال الشيخ الجمرى ( قدس ) في الأول من أبريل 1995 م بالتكبير فى مكبرات الصوت ، داعيا أهل قريته إلى التكبير و الاستنكار و الاحتجاج على اعتقال الشيخ .


لقد مر الأستاذ و عائلته بظروف صعبة و مؤلمة للغاية حيث قتل صهره الشهيد محمد جعفر يوسف عطية في الأول من أبريل 1995 م و أجبر الأستاذ و عائلته على مغادرة منزلهم بعد احتلال القوات الأمنية له .



بعد أطلاق سراح الشيخ عبدالأمير الجمرى فى سبتمبر 1995 م ، قام الأستاذ عمران الجمرى بالمشاركة في إدارة المهرجانات و الاحتفالات السياسية التي كانت تقام في مقبرة بني جمرة


و نتيجة لتصاعد نشاطه السياسي تم اعتقاله مجددا فى يناير 1996 م فقضى الأستاذ عمران الجمرى خمس سنوات متنقلا من سجن إلى سجن .



و هكذا فقدت البحرين أحد رجالاتها الأوفياء الذين جاهدوا في الله حق جهاده و تحمل فى سبيل الله كل بلاء ، فكان بحق رجل المهمات الصعبة .



فالسلام عليه يوم ولد و يوم رحل عنا و يوم يبعث حيا









الساعة الآن 03:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227