إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا على فراقك وإيماناً بقضاء الله وقدره لمفجوعون، لقد انفطر الفؤاد لهول ما جرى وحارت العيون واقشعرت الأبدان وأنت ترقد تحت الثرى رباه أنت المعين وأنت الرحمن الرحيم.
ودعناك في الأمس وذكراك العطرة لا تفارقنا، أصحيح ما سمعنا أم هو حلم يؤرقنا... تنظر إلى الوجوه مشدوهة بالخبر، أتراه رحل أم هو في سفر، نعم لقد غاب القمر واستسلم الجميع انصياعاً للقدر.
ودعنا البسمة التي لا تفارق محياه والنور الذي ينبعث من بين ثناياه، إذا تحدث فعذب كلامه، وإذا سكت فرهيب صمته، عطوف على الصغير، رحيم بالكبير، فكره مستنير.
لقد ترك فراغاً يعجز مداد القلم عن وصفه، كان عظيماً في كل شيء، عالماً إذا سألته، فقيهاً إذا كلمته، معطاءً إذا طلبته، حليماً إذا استشرته، تحمل على نفسه ما تعجز عن حمله الجبال لإرضاء وإسعاد من حوله، إذا تأوه أحدهم كان أسرع إليه من لمح البصر، وأقرب إليه من خياله، بنى مجداً في أهله وأثمر في قومه وترك ذكرى عطرة بين خلانه، فحق لهم أن ينحبوه ويبكوه لأنه كان رمزا للوفاء والإخلاص والود والسماحة، افتقده رفقاء دربه وهم كثر، كان لهم الصديق والأخ والمعين والجليس المفوه الذي تنساب كلماته فتطرب الآذان وتفرح القلوب.
كان مطيعاً لربه، مهتديا بسنة رسوله، مرضياً لوالديه حنوناً على أولاده، فتحية حب وعرفان ما بزغ فجرٌ وغربت شمسٌ وحل ظلام.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|