إخلاء 25 منزلاً وقطع المياه عن المخالفينسكن العمال بجوار العائلات أزمة تبحث عن حل الصورة: http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall...7/24/55563.jpg تعتبر ظاهرة سكن العمال وسط الأحياء السكنية من الظواهر السلبية التي تحمل في طياتها الكثير من الآثار التي تضر بالمجتمع، حيث عادات وتقاليد تلك العمالة بمختلف جنسياتها تختلف عن العادات والتقاليد العربية للمجتمع الإماراتي، فهم يسببون إزعاجاً للعوائل صباح مساء لأنهم يعملون بنظام المناوبة حيث تجدهم يتكدسون في الشقق والمنازل بكثافة، لذلك كان لابد من إيجاد آلية تقنن وتحد من تلك الظاهرة .تعتمد بعض الشركات إلى إسكان العمال وسط الأحياء السكنية المأهولة بالعائلات نتيجة لقلة تكاليف السكن أو لقربه من أماكن العمل، مما يفرز واقعاً جديداً من مشاكل اجتماعية وواقعاً مريراً تعيشه تلك الأسر ببعض المناطق، فمنطقة السلمة القديمة في أم القيوين تشهد ازدياد ظاهرة اجتماعية مقلقة لأهالي المنطقة من المواطنين تتمثل في زيادة عدد العمال الذين يقطنون الأحياء السكنية بسبب انخفاض سعر الإيجارات مقارنة مع الإمارات المجاورة وأن معظم الشركات الكبرى التي لديها عمالة كبيرة اتجهت إلى الإمارة لاختيار مواقع لسكن العمالة .ومن هذا المنطلق طالب العديد من أهالي منطقة السلمة القديمة الجهات المحلية المختصة في الإمارة وخاصة البلدية بإيجاد حل عاجل وسريع يستجيب لمتطلباتهم حول تزايد عدد العمال بشكل لافت للانتباه مع تكاثر واصطفاف للشاحنات على قارعة الطريق التي أصبحت جزءاً يوميا من المعاناة التي يعيش فيها سكان المنطقة، وأكد أهالي المنطقة ل “الخليج” أنهم سبق أن طالبوا البلدية لأكثر من مرة بتحديد أماكن سكن العمال مع محاولة إيجاد مأوى لهم بعيدا عن المناطق المأهولة بالعائلات حيث تعتبر تلك المنطقة والمعروفة باسم “السلمة القديمة” من أقدم المناطق السكنية وأن عددا لابأس به من سكانها قاموا بإيجاد سكن آخر في أماكن أخرى .وأشاروا إلى أن قرارات قطع المياه أو توقيع المخالفات على أصحاب الشركات لإخلاء العمال أمر غير مجد في ظل التزايد الحاصل في عدد الشركات التي تقوم بالتأجير لعمالها في تلك المنطقة مستغلين قلة الأجور السكنية وهجرة عدد من سكان تلك البيوت لها وتأجيرها، مضيفين أنهم لا يستطيعون عمل أي شيء في معظم أوقاتهم اليومية أو غيابهم كثيرا عن منازلهم خشية تعرضها للسرقات أو للتحرش أو ممارسة سلوك خارج عن نطاق العادات والتقاليد لأولئك العمال، وعليه فلا بد من تسليط أقصى أنواع العقوبة وعدم المماطلة أكثر مع أصحاب تلك الشركات أو التهاون معهم .ومن جانبه يرى أبو سيف وهو أحد قاطني المنطقة منذ مدة كبيرة أن عدد العمال آخذ في تصاعد مستمر في ظل الطفرة العمرانية والسكانية والاقتصادية التي تشهدها الإمارة بمختلف المناطق، بالإضافة إلى انخفاض سعر الإيجارات في عدة مناطق ومنها منطقة السلمة القديمة التي توجد فيها العديد من المنازل المبنية منذ عقود وقام ملاكها بهجرتها أو تأجيرها دون مبالاة، مضيفا أنه على الرغم من استصدار الجهة الحكومية لعدة قرارات من شأنها أن تحدد طبيعة وإقامة سكن العمال الإ أن الأمر بات دون جدوى في ظل تزايد أعداد العمال وتعدد شاحناتهم التي أصبحت تشكل منظراً يومياً موجوداً على قارعة الطريق وخاصة في أوقات المساء .أبو سلطان وهو أحد المواطنين الذين يقيمون في منطقة السلمة القديمة ولم يغادرها، يجد أن المنطقة بدأت تفقد عراقتها ومضمونها العربي القائم على مجاورة العائلات لبعضها بعضاً، والشعور بالطمأنينة، مطالبا البلدية بعمل جهد أكبر فهي في حقيقة الامر غير مقصرة وتعمل بحسب الإمكانات المتاحة لها، ولكن لا بد من إعادة تفعيل قانون سكن العمال وتحديده وفق معايير مضبوطة .“الخليج” بدورها قامت بنقل وجهات نظر الأهالي وعرضها على جهة الاختصاص ألا وهي البلدية حيث أكد خلفان علي محمد بن صرم أمين سر لجنة المنازعات الإيجارية إن إدارة البلدية أصدرت مؤخرا قرارا يتم بموجبه بعدم منح أي ترخيص سكني في منطقة السلمة القديمة الإ للعائلات فقط، ويمنع لغير ذلك استصدار أي ترخيص آخر مع التأكيد بأنه على حسب اللائحة التنفيذية للقرار الصادر بشأن تحديد مناطق سكن العمال في الإمارة فإن منطقة السلمة القديمة تعد من المناطق المخصصة لسكن العائلات دون سواها، مشيرا إلى أن القرار الصادر يسمح بتأجير سكن العمال في المناطق المحددة في البلاد القديمة والصناعية 4 ولمغدر وصناعية فلج المعلا وصناعية أم الثعوب واللزيمة وشعبية الجوازات (الرقة) على ألا يزيد عدد العمال في المناطق المذكورة سابقا عن 4 أشخاص في الغرفة الواحدة مع منع تأجير سكن للعمال خلافا للمناطق المذكورة .وحول الاجراءات التي تتخذها البلدية في حال مخالفة عدد من أصحاب تلك البيوت في المناطق السكنية فإن البلدية تقوم بتوجيه إنذار بإخلاء المسكن خلال مهلة لا تتجاوز أسبوعاً إلى المؤجر أو المستأجر المخالف، وتتم متابعة القضية وفي حال عدم الالتزام فإنه يتم قطع المياه مباشرة وذلك بالتنسيق مع دائرة المياه في أم القيوين، مضيفا أن عدد الشكاوى التي كانت تتلقاها البلدية قد انخفضت بشكل كبير جدا نظرا للرقابة الصارمة التي تفرضها البلدية على مختلف المناطق السكنية كما أن عدد المخالفات التي سجلت في الآونة الأخيرة بلغت إخلاء أكثر من 25 منزلا في منطقة السلمة القديمة، وأن البلدية لا تتوانى في توفير كل مقومات العيش الكريم للأفراد دون استثناء وتعمل على فرض القانون وتطبيقه .WIDTH=450 HEIGHT=152