|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
إشكالات إقناع العوام بلزوم العلماء نادر المتروك في محطات الصّراع بين العلماء (رجال الدّين) ونخب المجتمع، تمّ توليد مجموعة من الصّيغ والجمل المتدافعة بين الطرفين، حاول كلّ طرف أن يُقدّم دفوعاته، واتهاماته، عبر تلك الجمل والتراكيب، ومن الممكن استقدامها (أي تلك التراكيب) في كلّ معركة بين الجانبين على نحوٍ تؤدّي، بذاتها، جزءاً من المعركة ووظيفتها ''القتاليّة'' وإثبات الوجود. في المدوّنة العلمائيّة يتم الحديث عن ''خاصة'' و''عامة''، أو عن ''علماء'' و''عوام''، ويجري تثبيت مفهومٍ انسيابيّ يُركّز معنىً محدّداً للعلماء، موجّهاً إيّاه صوْب المضطلعين بالعلم الدّيني وأولئك الذين يملكون خصوصيّة الانتماء للمؤسّسة الدّينيّة الرّسميّة. بينما العوام فهم دون ذلك، فكلّ منْ يفقد هذه العلامة يكون من هذا العنوان المشوب بإيحاءاتٍ غير سارة ومفضية إلى التّحجيم وإفراغ القيمة. لا شكّ أنّ تعديلاتٍ كثيرة جرت على هذه الدلالة وحصْريتها الجارحة، ولكن ينبغي الانتباه إلى أنّ ذلك حصل ضمن التّناول الاجتماعي وقهريّاته، وليس في صميم الخطاب العلمائي وأصولاته. لقد فرَض التغيّر في المجتمع نوعاً من الرّضوخ لوقائع جارية على الأرض، مع أنّ التحفّظ لازال باقياً عليها. من بين ذلك، أضحى تعبير ''العوام'' خارج الاستخدام الاجتماعي، ويجد العلماء أنفسهم حرجاً ضمنيّاً في تداوله العام لما فيه من حمولةٍ سلبيةٍ في تصنيف الآخرين. من هذا المنظور عينه، يضعُ بعض النقّاد تحفظاتٍ جدّية على النعوت ''التراتبيّة'' التي تُمنح لرجال الدّين، وبما فيها تلك التي تُعطى بحسب الدّرجة العلميّة. لكن هذا التّصنيف سرعان ما تجاوز الاعتبار العلمي ومستوى التقدّم الاجتهادي، ليُصبح أيضاً علامة سلبيّة تُستخدم في الإلغاء وإسباغ التنزيلات أو الترفيعات العصبويّة. هناك منْ يُنكِر فقاهة البعض ويتهمه بالضّلال وتخريب المذهب، ويضعُ البعضُ الآخر منْ يهوى ويُقلّد في أعلى المستويات المرجعيّة. والسّؤال: كيف يمكن إقناع العوام، بعد كلّ ذلك، بلزوم العلماء؟ وهل هناك، بالفعل، منْ ينادي بـ''إسلام بلا علماء''؟ أولاً، يحتاج رجال الدّين (العلماء) إلى أكثر من جهدٍ لأجل إثبات أنّ تقسيم النّاس إلى علماء وعوام، إنّما هو معالجة لغويّة خاصة بالتّصنيف الفقهي، وليس تقسيماً عاماً، ولا يتضمّن إساءة ضمنيّة أو ظاهرة. ثانياً، ينبغي أن يُقدّم (رجال الدّين) جهداً أكبر لإيضاح أنّ عنوان ''العلماء'' هو المقبول في إطار تسمية وتوصيف المختصّين في الحقل الفقهي، وأنّ عنوان ''رجال الدّين'' غير مستحسن لاهوتيّاً، ولا يتناسب مع الواقع الدّيني في الإسلام، ومطلوبٌ للبرهنة على ذلك الإعلان عن إمكان الحديث عن ''نساء دين'' عالماتٍ، وفقيهاتٍ، ومؤهّلات - ذاتاً وخارجاً - لموقع الإفتاء والقضاء والمرجعيّة الدّينيّة. ثالثاً، ثمّة جهد استثنائي أخير ينتظر البذل، حيث إنّ ''العوام'' يتوقعّون تفسيراً حقيقيّاً للتنازع بين ''العلماء'' أنفسهم على أحقيّة الموقع الدّيني، وينتظرون حلولاً واقعيّة لإنهاء هذا التنازع لكي يجدون أمامهم النموذج والأسوة القابلة للامتثال. إنّ ''العوام'' لا يستطيعون الارتياح إلى الوفرة الوعظيّة المعطاة لهم من ''العلماء'' فيما لو صُدِموا بانكسار النموذج وفقدانه المصداقيّة. من كلّ ذلك، يمكن مقاربة ما يُقال حول ''إسلام بلا علماء''. فلا يُعقل أن يرفع أحدهم هذا الشّعار، إلا إذا كان شكّل ''العلماء'' معنى خاصاً، وإحالة على فهمٍ مُخصّص وواقع محدّد. الذين ينادون بإسلام بلا علماء، يعني إسلام بلا كهنوت طبقيّ، وهو معنى يريده ''العلماء'' ذاتهم ويسعون لإثباته. أمّا أسباب الامتعاض من هذا الشّعار، فلأنه يُستقبّل بدلالةٍ غير مقصودة عند أصحابه، أو بمعنى متطرّف بعيد عن المرمى. وقد يكون هناك نوع من التقصّد في إشاعة المعنى السّلبي والمتطرّف للشعار المذكور، وذلك لأجل التجييش المضاد وتحقيق جوّ من الإثارة الملائمة لتكريس التّصنيف المغلوط للعلماء على العوام. __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بعد العناء والمحاوله لا شي ....!! | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-26-2010 03:00 AM |
حكم الغناء في الاسلام ......... | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 03-26-2010 04:50 PM |
فيه العناء بدأ جديد | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 10-27-2009 01:10 AM |
انذار بإخلاء بناية ثانية في الخالدية والمستثمرون يحاولون إقناع السكان بالبقاء | βō 7šĕēŋ | اخبار محلية و عالمية | 11 | 08-17-2009 05:21 PM |
يا سامع الغناء.. | بسكآتي آذلك | الإسلام والشريعة | 7 | 01-29-2009 02:26 PM |