لعبة الغطاء الشرعي

[محروم.كوم]

لماذا هذا الاهتمام الكبير جدا بقضية "الغطاء الشرعي" وهل فعلا شعب البحرين متدين ويريد كل الافعال التي توافق هواه مبررة شرعيا، ابتداء من الكتابة على الجدران بدون اذن صاحبها، إلى سرقة السلندرات، إلى الخروج في مظاهرات تحتمل الضرر ليكون كله مبرر شرعا؟

أول مرة تم تداول هذا الأمر كان فيما قبل الانتفاضة وكان يتداول في محافل خاصة مقربة من النخب الدينية، لكنها تفجرت نوعا ما بعد ما نقل عن الشيخ محمد أمين زين الدين عبر الشيخ جعفر الشارقي، عن ضرورة تحصيل اذن الفقيه في تلك الاحداث، وكون الجمري من تلامذة زين الدين ولديه وكالة منه، وكونه العمامة الاكبر في ذلك الوقت التي تقود الانتفاضة ، فقد انبرت تلك النخب في ذلك الوقت إلى التشكيك في تلك الرواية حتى وصلت مكتوبة للشيخ الجمري وتم السكوت وتجاهل الامر
بعدها بيان المبعدين الثلاثة في النصف الثاني من التسعينيات والذي قال حرفيا " واننا نؤكد للعلماء آباءا وإخوانا ان الحركة كانت ولازالت تستند الى الرأي الشرعي لفقهاء كبار"

وبعدها تفجرت على محاور ذاهبة وآتية، كان اكثرها اثارة ما يتناوله الاستاذ عبدالوهاب في مجلسه خصوصا مع عدم قبوله الدخول في حركة حق بحسب ما نقل عنه ان لديه نظرة شرعية في الامر
الملفت في الأمر، أن نفس النخب التي حاربت رواية محمد زين الدين سابقا ، تصر على الحديث عن الغطاء الشرعي هذه الايام، لماذا، هل اثر التيار القادم من قم في اثراء وعي الشارع السياسي الشيعي باهمية الغطاء الشرعي؟ أم أن لعبة الغطاء الشرعي تلاقت مع الرغبة في السكون والدعة واستراحة المحارب فتلقفها من يريدون الراحة؟
المشكلة ان لعبة الغطاء الشرعي كانت لعبة يضرب بها فريق فريق آخر، وينتصر بها فريق على فريق آخر، مستخدمين القواعد الشعبية لتتلاقف التحليلات وأن يكون مكانها الافتاء في تشخيص ليس من حقها النزول فيه ولكن هل هذه الحقيقة
ألا تتفق معي أن "لعبة الغطاء الشرعي" إنما تستخدم لخداع الناس ولبيعهم أوهام لتبرير الفشل على هذا او ذاك؟ فمن ينادي بقيادة شرعية واحدة، يريد أن يضرب من يريد أن يكون قائدا ولا مجال له في هذا، ومن يريد أن يكون قائدا لا يستطيع إن لم يضرب هذه الفكرة فيسافر ليستجلب بسيط القول يدعم به حجته في أحقيته بالتحرك " اي القيادة" وأن الناس هي وقود تلاعب النخب الدينية على القواعد الشعبية وان ادعى كل فريق أنه يريد مصلحة الناس، لكن ألا تلاحظون، أن مصلحة الناس لا تتأتى إلا إذا أنا كنت القائد، وأنني لو لم أكن القائد فان الفريق الآخر متشبع من الفشل، ولكن فشلي ليس فشل، إنما فشلي بسبب ذلك الآخر الذي يتزعم فريق آخر هو واقف ضدي ويعطل مشاريعي

المسألة هي أن النخب الدينية لم تستطع ان تتفاهم فتلقي فشلها بالتفاهم على القواعد لتتصارع القواعد في زعيم من هو الذي فشل وأحيانا أفشل ، وان النخب الدينية لم تستطع أن يكون لها الصوت المرتفع فتلقي باللائمة على الفريق الآخر لأنه لا يسمح لصوتي أن يرتفع؟
والناس تريد لقائدها الاوحد أن يكون معصوما مهما اكد على انتفاء المعصومية، فقائدنا لم يخطأ أبدا ، فهو في البرلمان يحقق دفع الضرر، وخارج البرلمان يحقق الارباك ، وأحيانا يجبر الحكومة على التنازل؟
أمام هذا وغيره
من الذي يساعد في تجهيل الناس بأن ينحصر اهتمامهم بالقائد ؟ ومن هو القائد، وكيف يقودني القائد؟ هذا التجهيل الذي تريده النخب الدينية، التي تصنع كوادرها على التجييش والتحشيد، ولا تستطيع أن تدفعها حتى بخطاباتها الى الدراسة والحياة، المرأ ينشأ في مجتمعنا مشروع فدائي للمجتمع " لكنه في الحقيقة مشروع فدائي للقائد"

والمضحك عندما تقرأ أن القائد الفلاني يوصي بالمحبة والمودة، في ختام خطبته او كلمته، وأحيانا بيانه، لكنه قبل تلك الوصية لم يبقي ولا يذر في هدم ومهاجمة الآخر

وان كانت النخب لا تستطيع التفاهم، فهل مطلوب من القواعد أن تتفاهم

ملاحظة
ليقرأها كل فريق ، فهي تنطبق على كل فريق، لانه باختصار، مشكلة في المجتمع، ليس في تيار بعينه __DEFINE_LIKE_SHARE__