(بيان سماحة العلامة الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني بمناسبة مرور عامين على نهضة الشعب البحريني المباركة)بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة على رسول الله وآله الهداة الى دين الله وعلى صحبه المتأسين والتابعين له الى يوم لقاء الله، واللعنة على أعدائهم أعداء الله...( وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا)وأما بعد:وفاءاً لمبادئنا الاسلامية والتزاماتنا الوطنية تجاه الإنسان البحريني والأرض البحرينية وفي الذكرى الثانية لاندلاع النهضة التغييرية للبحرينيين الشرفاء نطلق نداءنا التذكيري هنا إمتثالاً لما أمرنا الله تعالى به وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )فعلى هذه البصيرة نبني رؤيتنا التأصيلية لتطورات الحدث في بلادنا العزيز من خلال إثنتي عشرة إضاءة كالتالي، ومن الله نرجو فيها السداد:1/ قد انطوى عامان من تضحيات المتطلعين لحياة أفضل في البحرين، وقد ازداد بعدهما شعب الكرامة إيماناً بعدالة قضيته الشامخة، وأن المثمَن يأتي على قدر الثمن...2/ عامان من الصراع بين معسكر الحكومة ومعسكر الشعب.. عامان قد تجلّت في المعسكر الأول معاني الظلم والقسوة والاستهتار بالقيم الوطنية، كما تجلّى عكسه في المعسكر الثاني.. إنهما ثقافتان متقابلتان!!3/ إننا نؤمن بأن الشعب الذي يستمد صبره من حقه في حياة الطمئنينة والازدهار، شعب لن يتعب ولن يركع ولن يتراجع ولن يبيع دماءه وآهاته برخص الثمن، فالذي يظن في شعب البحرين غير هذا لم يكن قد عرفه أبدا...4/ نؤيد بقوة ما ورد في خطب الجمعة الثلاثة الأخيرة لسماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم من نقاط جوهرية حول الحوار، كما ونساند الشارع المتحرك في حقوقه الوطنية حتى يعم الخير كل المواطنين...5/ خيار جمعيات المعارضة في البُعد الحواري عمل سياسي مطلوب، والخيار الشعبي في البُعد الجذري رؤية ثاقبة لجمهور عانى ما عانى من نكث العهود الرسمية، والجمع بين الخيارين يكون بالمزيد من التلاقي والتلاقح...6/ من حقنا أن نبحث عن جواب مقنع على هذا السؤال.. وهو: اذا كان الشعب البحريني بكل مكوّناته هو المصدر لشرعية النظام فلماذا لا يكون هو الطرف الحاسم في التجاذبات السياسية بين السلطة والمعارضة عبر الاستفتاء على ما يريد؟!أليس الطرفان يتحدّثان باسمه؟!فأين المتحدَّث عنه إذن وهو حيٌّ يُرزَق؟!7/ نرى أن الحوار بالمقاس الحكومي يعني الضحك على تضحيات الشعب الطامح للعدالة والأمن الحقيقي، ونرى أن البديل عنه يرتكز في المزيد من الاستمرار السلمي للمطالبات الشعبية وفي وحدة الصف أيضاً وأيضاً!!!8/ لقد ثبت تاريخياً أن في القضايا الكبيرة للشعوب هناك قادة إما يؤسسون لها خيراً وإما يسبّبون لها شراً، ذلك لأن المواقف تنتج لواحق، فاختيار القيادة دائماً يعني اختيار المصير الذي ينتظرنا..9/ نتمنى من شباب البحرين في الوقت الذي يعيشون الحماسة ( الثورية ) أن يعيشوا في الأكثر الحماسة ( الفكرية ) لأن التفكير بالعقل المفكّر يختصر الطريق الى أهداف قد يضيّعها المتحمّس الثوري المحق من حيث لا يريد.10/ في حضارية التغيير نؤكد على وجوب السلمية بمعناها الاسلامي، لأن الاسلام الحضاري كفيل بنقل الحال إلى أحسنه، بينما المناهج الأخرى سراب من بعد غرور...11/ من واجب نشطاء الحركات التغييرية في البحرين والأمة الاسلامية التعاطي مع المتغيرات بأدوات المبادئ لا بالأمزجة والاستذواقات، فالمبادئ هي التي تكسب الاستقرار الحقيقي ورغد العيش على المدى البعيد.12/ ما يجري في العالم والشرق الأوسط ومنطقة الخليج هو سلسلة من الأحداث المترابطة التي يعقبها للشعوب فجر جديد بعد مخاض شديد.. وهذه دروس تعيها الأذن الصاغية لسُنّة التاريخ والقراءة الدقيقة في آيات الكتاب وروايات العترة النبوية الطاهرة.وختاماً:ننحني إجلالاً لشعبنا الواعي ولاسيما فئة الشباب الذين كنا نحلم بهم منذ ثلاثة عقود وخمسة أعوام، دمتم أيها الجيل العظيم سنداً لرقيّ هذا الوطن وحرية المواطنين الكرام.هذا ما لزم التذكير به اليوم وإن غداً لِناظره لَقريب، والحمد لله.. وهو المستعان.مع تحيات: عبدالعظيم المهتدي البحراني10/ 2 / 201330 / ربيع الاول/ 1434
__DEFINE_LIKE_SHARE__