|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
أحمد عمر 01 فبراير 2008 إن مصدر كلمة ثقافة في اللغة العربية قد جاء من ” ثقف العود أو الرمح ” , أي هذبه وأصلح من تعوجاته . وما أن ظهرت الدعوة الإسلامية – فيما يذكر أستاذنا الراحل زكي نجيب محمود - حتى قفز معنى الثقافة قفزة هائلة نقلتها من ميدان الرماح والقتال إلى فطنة العقل وذكائه . وكانت هذه النقلة على يد أديب العربية ” الجاحظ “, ولم تعد الثقافة تعني ” تسوية العود الذي يركب عليه سنان الرماح ليصلح للقتال ” , بل أصبحت في استعمال الجاحظ لها تعني ” تسوية الفكر ليصبح بفطنته وذكائه قادراً على حل مشكلات الحياة ” . وبالتالي فقد أصبحت كلمة ثقافة تعني إعادة تربية الناس وصياغتهم وإصلاح الاعوجاج بهم . وأصبح الإنسان المثقف ليس هو الذي قرأ الكتب وجمع المعلومات ولكنه الذي يعيش قضايا مجتمعه بفهم عميق وقدرة على التحليل , ويصبح مقياس قيمته هو بما ذا أفاد مجتمعه وأضاف إليه . نماذج المثقف وقد أبدعت الثقافة الغربية عبر تاريخها الطويل نماذج عديدة من المثقف إلا أن أكثرها ذيوعا هم نماذج المثقف التقليدي والمثقف العضوي والمثقف النبي . النموذجان الأول والثاني ذكرهما أنطونيو جرامشي (1891 - :1937) وهو مثقف ومناضل يساري إيطالي شهير , عرف مرارة السجون الفاشية للديكتاتور مسوليني . وقد أستطاع بما قدمه من نماذج للمثقف أن يرضي جميع المثقفين من اليمين إلي اليسار , لأنه تجاوز المضمون الضيق الذي أعطاه ماركس له , باعتباره يقتصر علي مبدعي الأفكار النظرية والإيديولوجيات , واعتبر كل من يملك عقلاً مثقفاً . ومثقفي جرامشي نوعان : التقليدي : كالمعلم ورجل الدين .والعضوي : وهو الذي يرتبط بمصالح طبقة معينة صاعدة تحاول الهيمنة علي المجتمع . أما النموذج الثالث : المثقف النبي . فقد ذكره الكاتب الفرنسي لوسيان بيندا في كتابه ” خيانة الإكليروس أو المثقفين ” وهذا النموذج نادر جداً , وهو علي مثال سقراط وغيره من المفكرين المناضلين الذين يمارسون النقد الفكري والاجتماعي بشجاعة , وباستعداد للتضحية في سبيل حرية رأيهم . ومنهم أيضاً الأنبياء أصحاب الرسالات , الذين يتكلمون عن الحق والعدل دون اعتبار لمصلحتهم الذاتية أو لمصيرهم . أما النماذج التي أبدعتها الثقافة العربية - خاصة في عهودها الأخيرة - فهي عديدة منها , المثقف المهادن , والمثقف المبرر , والمثقف المدجن ,. والمثقف الموظف إلا أن أكثرها وضوحاً وانتشاراً نموذجان تم لهم السيادة في بلادنا : هما : نموذج ” المثقف الفهلوي ” , الذي يلعب بالبيضة والحجر - بالتعبير المصري الدارج - باحثاً عن تحقيق اكبر قدر من مصالحه الشخصية . و نموذج ” المثقف المومس ” الذي يتمادى في الانحطاط والتدهور الأخلاقي باحثاً عن الثراء والسلطة , فيسلك سلوك العاهرات , ويكون لديه استعداد كامل لخلع قناعاته الفكرية والسياسية حسب كل مرحلة , ولصالح من يدفع أكثر . أمراض المثقفين قد يتبادر إلي ذهن البعض أني سوف أتكلم عن الإمراض العضوية التي تصيب المثقفين كالسكر وضغط الدم , وغيرها من الأمراض النفسجسمية , الناتجة عن طبيعة حياتهم القلقة . إلا أن ما أعنيه هنا شيئاً مختلفاً تماماً متعلق أما بأوهام وأفكار قد تسيطر علي البعض منهم , وأما ببعض السلوكيات المشينة التي قد يمارسها بعض المثقفين . وفي جميع الحالات فأن هذا يعوق دون أداءهم لرسالتهم في مجتمعاتهم علي الوجه الأكمل . واهم هذه الإمراض هي : أوهام النخبوية : وتكون بحدوث تضخم في تقدير الذات عند المثقف ؛ فيتصور نفسه عقلية إبداعية وفكرية لا مثيل لها . إلا انه لم يأخذ حقه من الرعاية والاهتمام , ولم يعط الفرصة بعد لإبراز مواهبه . ولذلك فهو طاقة مبعدة ومهدرة كان يمكن أن تقود الناس والسلطة والمجتمع إلي أفاق بعيدة . الرومانسية الثورية : أو حالة الطفولة اليسارية , وفيها يحارب المثقف بسيف الكلمة ضد كل قوي المجتمع , ويحلم بتحقيق تغيير ثوري , دون أن يضع في الاعتبار إمكانياته الخاصة , أو قوانين المجتمع والعلم والتاريخ . الازدواجية بين القول والفعل : الكثير من المثقفين في بلادنا لديهم ازدواجية بغيضة , بين ما يكتبون , وبين ما يحيونه واقعاً وفعلاً . فهم يريدوا أن يجعلوا من الثقافة أداة لتغيير كل الناس إلا أنفسهم . وهم لذلك لا يتخلقون في حياتهم العامة والخاصة بما يدعون الناس إليه . فقدان الحس النقدي : طبقاً لجرامشي , فأن المثقف ناقد للسلطة والمجتمع علي الدوام . وهو المسئول عن تنمية الوعي النقدي لدى الجماهير . ولكن أحيانا ما نجد المثقف قد استلبته أفكاره بالكامل أو أفكار الايدولوجيا أو المؤسسة التي ينتمي إليها . وبالتالي يتحول من مثقف ناقد إلي عقائدي متصلب الفكر , ويفقد بالتالي القدرة علي المراجعة و التطور وممارسة النقد الذاتي . تلك هي أهم نماذج المثقف وأمراضه في حدود تصوري . يا ليت كل مثقف يضعها نصب عينيه , فلا يهدر طاقته الذهنية والعصبية , ويفقد رأسماله الحقيقي المتمثل في توازنه النفسي واحترام المجتمع له, مما سيحول بينه وبين أداء الدور الذي يتحتم عليه القيام به في أعادة تربية الأجيال , وإصلاح الاعوجاج السائد في المجتمع , وإيقاظ وخلق الوعي النقدي الضروري والممهد لأي نهضة حقيقية . [email protected] منقول http://www.doroob.com/?p=25183 __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نماذج من دراساتنا | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 07-15-2010 12:40 PM |
المثقف وضرورة التحديث الذاتي | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-02-2010 08:20 PM |
نماذج لرسائل جوال رائعه | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 01-11-2010 10:50 AM |
مسج: ياوفاق نحن لسنا همج رعاع ففينا المثقف و الواعى | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 06-25-2009 07:20 PM |
[ شرح ] : شرح : حذف نماذج البحث في قوقل | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 04-14-2009 05:40 PM |