كلمة حق يراد بها باطل

[محروم.كوم]

كلمة حق يراد بها باطل

يطرح تجمع الفاتح منذ أكثر من عام وبصوره متكررة فكرة (الاتحاد الخليجي) بين دول المجلس ، وهي فكرة مدفوعة من السلطة ، على إعتبار أن تجمع الفاتح ما هو إلا (تجمع الحزب الحاكم) الذي أسس من أجل تمزيق اللحمة الوطنية بين مكونات المجتمع البحريني ، وبالتالي إخراج الحكم الخليفي من مأزقه الذي وقع فيه بعد ثورة 14 فبراير المجيدة .

فكرة (الاتحاد الخليجي) لا يختلف عليها العقلاء والسياسيين والمخلصين الباحثين عن الوحدة الحقيقية بين أبناء دول المجلس ، لكن الوحدة التي تنطلق من أسس الارادة الشعبية والديمقراطية والتنمية وإحترام حقوق الانسان ، وليس الوحدة المرتكزة على الاستبداد والعنف والتعصب ، والهادفة إلى ترسيخ أنظمة حكم مستبدة ومتخلفة أصبحت اليوم خارج التاريخ !


عشرات السنين لم نسمع كلمة واحدة من القوى الموالية للحكم الخليفي تدعو إلى الوحدة (الاتحاد الخليجي) صراحة ، فما الذي تغير اليوم ؟! أم أن تجمعهم ليس إلا "فزعة" عملت عليه السلطة من أجل ضرب ثورة 14 فبراير وتعطيل أهدافها السياسية والديمقراطية الرفيعة .

ولا بد من طرح سؤال هنا ، من الذي وقف بالأمس ويقف اليوم ضد فكرة (الاتحاد الخليجي) في صورته الديمقراطية الحضارية ، وليس الوحدة الخليجية الشكلية التي ترفضها أيضا الأسر الحاكمة في الخليج العربي ؟!

ومن العجب أن القوى الموالية للحكم الخليفي في البحرين تدعي – زورا – أنها مع ضرورة الاسراع في عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي ، وأنها تمثل إمتدادا لثورات الربيع العربي ! ولكن عندما يتم الحديث عن الثورة البحرينية ومطالبها العادلة والمتماهية مع ثورات الربيع العربي ، تنقلب الصورة فتصبح إرهابا وطائفية وعمالة للخارج وضد الوحدة والاتحاد الخليجي !

إذا أصبح واضحا أن الدعوات المتكررة التي يرفعها (تجمع الفاتح\الحزب الحاكم) من أجل إقامة الاتحاد الخليجي ، ليس إلا كلمة حق يراد بها باطل ، والباطل هنا يتمثل في دعم وترسيخ الأسر الحاكمة القبلية المستبدة ، في مقابل الوقوف ضد القوى السياسية – المعارضة – الطامحة في إنهاء حكم القبيلة والاستبداد ، والانتقال إلى تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية التي من خلالها يتم تحقيق الوحدة الخليجية والاتحاد الخليجي في أرفع صوره الديمقراطية والحضارية .

__DEFINE_LIKE_SHARE__