إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2009, 02:50 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

آية الله الشيخ عيسى قاسم كما عرفناه

ملاحظة: هذه شهادة تأريخية توثيقية في سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله تعالى، من خلال علاقتنا به في قريتنا الصغيرة، وقد سجّلت للأمانة التاريخية، مع الإشارة إلى أن فضيلة الشيخ أكبر من أن يؤطّر في قرية أو مدينة فقد كانت له بصمات على جميع مناطق البحرين، ولم يكن فضيلة الشيخ لوحده في هذا الجهد بل كان معه مجموعة من العلماء والشباب المؤمنين الذين لا تنكر جهودهم، ولو أراد المرء ذكرهم وذكر جهودهم جميعا لاحتاج إلى توسع حيث كان منهم فضيلة الشيخ الجمري والسادة الغريفيين والوداعيين وآل عصفور وغيرهم من العلماء كما كان الأستاذ عبد الوهاب حسين من الوجوه المعروفة آنذاك بالإضافة إلى جمع من الأخوة المؤمنين.

كانت أول معرفتنا به في بداية ثمانينات القرن الماضي، وبالتحديد عندما كنا طلاباً في المدرسة الثانوية، نذهب إلى جمعية التوعية الإسلامية لتلقي الدروس أو الاستماع إلى بعض الأنشطة التي كان فضيلة الشيخ يشارك فيها أحيانا.

في تلك الفترة وبعد تخرجنا من المدرسة جاءت الضربة الموجعة التي وجهت لكوادر حزب الدعوة وإغلاق جمعية التوعية الإسلامية حيث توقفت معظم الأنشطة في القرى إلا أن فضيلة الشيخ كان يواصل دوره التوعوي من خلال صلاة الجماعة في مسجد الصادق بالدراز بالإضافة إلى الدور الذي كان يلعبه السيد أحمد الغريفي في مسجد الخواجة بالمنامة وعلماء آخرون منهم الشيخ الجمري في عدة مناطق.


في عام 1984م كنا نذهب إلى مسجد الصادق (ع) للصلاة خلف فضيلة الشيخ وبدأنا نوجه الأسئلة الشرعية له من أجل التعرف على أمور ديننا التي كنا نجهلها، وكدنا نغرق في الجهل لولا عناية الله تعالى وانتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني رحمه الله عام 1979م، ووجود هذا الدور التربوي الذي كان يمارسه الشيخ مع مجموعة من العلماء.

وللحقيقة من لم يسعفه الحظ بالجلوس مع فضيلة الشيخ عيسى قاسم لا يستطيع معرفة مدى التقدير والود اللََّذَين يسبغهما على مجالسيه صغارا كانوا أو كبارا، إذ لا يسعك إلا أن تحترمه وهو يوزع الابتسامات ويصغي إليك بهدوء حتى لو اختلفت معه ثم يجيبك إجابة مهذّبة ليس فيها جرحا أو تنزيلا من شخصيتك أو تحقيراً حتى لو كنت مخطئا.


في منتصف الثمانينات حينما كنا حديثي التخرج من الثانوية العامة بدأنا بإعادة النشاط الديني المتوقف في القرية حيث بدأنا بإقامة بعض الاحتفالات الدينية ثم الدروس بالمسجد ومن ثم تطورت الأنشطة للتعاون مع القرى النشطة في إقامة الاحتفالات.

وحين استشهد السيد أحمد الغريفي أصر نشطاء العمل الإسلامي في المنامة على فضيلة الشيخ عيسى ليحل محله في مسجد الخواجة، فكنا نصلي خلفه ليلة الجمعة في مسجد الخواجة ونهار الجمعة في مسجد الصادق بالدراز الأمر الذي خلق نوعا من العلاقة الوطيدة بين الشباب العاملين من المناطق المختلفة وكانت الاحتفالات الدينية تعقد في مسجد مؤمن بالمنامة ليلة المناسبة ومن ثم في مختلف مناطق البحرين يحضرها الشباب المؤمن بكثافة أكبر في حال مشاركة فضيلة الشيخ عيسى.

كان فضيلة الشيخ عيسى يمارس نشاطه من دون كلل أو ملل حيث كان يقيم دروساً في المنطق والعقائد بمسجد القدم بالدراز فحرصنا على حضورها وان بشكل متقطع.

لم يكن الشيخ وحيدا في مجال التوعية إذ كان هناك علماء وان كانوا قلّة قبل الانفراج النسبي في التسعينات ونزول طلبة قم، وكان من أبرز العلماء فضيلة الشيخ عبد الأمير الجمري رحمه الله تعالى الذي كان كثيرٌ من الناس يقفون منه موقفا سلبيا بسبب عمله في القضاء دون علمهم بأنه أخذ إجازة من الفقهاء، وبالرغم من الصورة السلبية عند البعض عن الجمري إلا أنه لم يتخلّ عن دوره التوعوي حيث كان يصلي في مناطق متعددة ويلقي دروسا بعد الصلاة ويشارك في الاحتفالات الدينية الأمر الذي أثار حفيظة السلطة عليه ففقد منصبه ووضع تحت المراقبة الشديدة، وكانت ليلة الثلاثاء مخصصة للصلاة في كرانة بينما ليلة الأربعاء في القدم حيث كان رجال المخابرات يلاحقونه إلى المسجد، وكان يحرص على إقامة الاحتفالات بمسجد زين العابدين ببني جمرة الذي كان يقيم فيه صلاة يوم الجمعة، ثم أقدمت السلطة اثر إقامة احتفال بمناسبة يوم القدس العالمي بمسجد الإمام زين العابدين ببني جمرة على سجن ابنه محمد جميل لمدة عشر سنوات وزوج ابنته عبد الجليل خليل لمدة سبع سنوات وتهديده بالتسفير من البلاد إذا لم يتخل عن دوره التوعوي ونشاطه السياسي، ولكنهم اصطدموا بجبل شامخ لم يقدم أية تنازلات، واستمر هو والشيخ عيسى في العطاء حيث كانت المحبة والاحترام شديدي الظهور بين الشيخين.


وكما كانت علاقة بعض المناطق كالمنامة وكرانة وسترة والسنابس وغيرها وطيدة بالشيخين فقد كانت لنا علاقة خاصة بهما في قرية القدم، إذ كنا نحرص على دعوتهما في الاحتفالات التي نقيمها لحبنا الشديد لهما، وحين توسعت الاحتفالات في مختلف مناطق البحرين كان الشيخ عيسى يعتذر عن المشاركة أحيانا معنا بسبب محاولته المشاركة في المناطق التي لم يكن قد شارك فيها من قبل.

كانت هناك محاولات للسلطة في احتواء المساجد والمآتم والسيطرة عليها، لذلك صدرت أوامر لدائرة الأوقاف بأن تمنع الأذان والدعاء في المايكروفون، فكان موقف الشيخ عيسى حازما ومتحدّيا لمحاولات السيطرة على المساجد وتحجيم دورها فرفض رفضا قاطعا الامتثال لتلك الأوامر وحثّ المؤمنين على عدم الاستجابة لها مما أفشل القرار وجعلهم يتراجعون عنه.

ومع توسع الأنشطة في البحرين فكرنا بإقامة ندوة روحية بمناسبة ليالي القدر في شهر رمضان المبارك وكنا قد اتصلنا بالشيخ عيسى وأخبرناه عن رغبتنا في مشاركته فكانت أول مشاركة له بعنوان (السير إلى الله).

لقد كان الشيخ عيسى ذو نظرة ثاقبة ولم تكن قراراته عاطفية أو ذات تأثر بموقف حماسي، وكان يحرص على الموقف الموحّد بين العلماء دائما كما يحرص على أن تكون خطاباته وحدوية بين السنة والشيعة وبين الشيعة أنفسهم، لذلك عندما فكرنا بإقامة لقاء يحضره عالم دين سني وعالم دين شيعي شجّعنا كثيرا ورحب بالفكرة وحين لم يتمكن من المشاركة في أول لقاء أقمناه بحضور الشيخ عبد اللطيف المحمود، كان يثق في الأستاذ عبد الوهاب حسين أو الشيخ محمد العصفور إذا استطعنا إقناع أحدهما بالمشاركة.

كان جريئا في الجهر بالحق ولم يتوقف يوما عن الأحاديث السياسية التي تتناول الشأن المحلي والشأن الإقليمي والدولي، ولقد كان حريصا أشد الحرص في الدفاع عن القضايا الداخلية للمجتمع ونصرة القضايا الإسلامية، لذلك حينما هاجمت البوارج الأمريكية المتواجدة في الخليج في نهاية الثمانينات ميناء بندر عباس الإيراني وهددت بالهجوم على إيران وقف موقفا حازما في الوقت الذي لم يجرؤ فيه الآخرون على التطرق لقضايا سياسية ضد سياسة وتوجه الدولة.. وقف الشيخ شامخا ليلة العاشر من محرم أمام الجموع المحتشدة في مسجد الخواجة وأعلنها بكل قوة بأنني لو وجدت أمريكيا وبيدي حجر لقذفته به إذا تعرضت الجمهورية الإسلامية للاعتداء الأمريكي، وهتفت معه الجموع ليستمر هذا الهتاف (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل) مدويا لأول مرة في سماء البحرين ومتنقلا من منطقة إلى أخرى بالرغم من اعتراض البعض على هذا التصعيد، إلا أن فضيلة الشيخ رأى من واجبه الشرعي الوقوف إلى جانب الحق مهما قدم من تضحيات.
وكان كثيرا ما يتطرق إلى فلسطين ويجهر بمعاداته للكيان الصهيوني المغتصب للقدس كما أنه وقف ضد الغزو العراقي للكويت وضد الوجود الأمريكي في المنطقة ويستدل في أحاديثه دائما بأن الهيمنة الأمريكية على العالم ستنتهي يوما ما وسيكون مصير أمريكا إلى الزوال كما زال الاتحاد السوفييتي كقوة عظمى.

لم يداهن السلطة يوما ما ولم يقدم التنازلات على حساب مصالح الشعب، وبقي جواز سفره محتجزا لدى السلطة بسبب مواقفه، وكانت هناك محاولات لاعتقاله في فترات متفاوتة لم تنجح في كل مرة، وحين اشتد الخلاف بين البحرين وقطر وكانت نذر الحرب وشيكة بينهما، تم استدعاء مجموعة من العلماء منهم فضيلة الشيخ عيسى والشيخ الجمري للوقوف إلى جانب الدولة فلم يتوانيا في ذكر المعتقلين والعاطلين وتحسين ظروف المواطنين وهي المرّة الأولى التي تسمع فيها السلطة في الثمانينات هذا الخطاب بنبرة صريحة ومن دون تردد.

لم يحصل فضيلة الشيخ على جواز سفره إلا بعد الانفراج النسبي بعد الحرب الأمريكية الأولى على العراق اثر غزو الكويت حيث كان هناك توجه لدى القادة العرب لإعطاء حرية نسبية للشعوب للتخفيف من حدة المعارضات ، فتم السماح لعدد من طلبة العلوم الدينية بدخول البحرين بعد أن كان محظورا عليهم ذلك من قبل، وأعطي فضيلة الشيخ جواز سفره، فاستغل فرصة وجود علماء دين واعين أمثال الشيخ علي سلمان ليذهب إلى قم لمواصلة الدراسة الحوزوية ومن ثم إعطاء دروس في البحث الخارج.

لقد كان يدرك حاجة البحرين إلى فقهاء بعد أن افتقدتهم لمدة طويلة فكان من المبادرين الأوائل للتحصيل العلمي للارتقاء بالمستوى العلمي لطلبة العلوم الدينية في البلاد.

تراكمت لديه الخبرات عبر أجيال متعددة إذ كان عضوا في المجلس التأسيسي سنة 1972م ومن ثم عضوا في المجلس الوطني سنة 1973م بالرغم من أن سنّه لم يتجاوز الثالثة والثلاثين آنذاك، إلا أننا ندرك مدى الشعبية التي يتميز بها إذ حاز على أعلى نسبة أصوات ومن بعده فضيلة الشيخ عبد الأمير الجمري، وبعد حل المجلس الوطني لم ينخرط في أي من مؤسسات الدولة بل كان يمارس دوره من خلال المساجد والاحتفالات بالإضافة إلى جمعية التوعية الإسلامية التي أغلقت فيما بعد.

كان ثقة العلماء والفقهاء لذلك كانت الشهادات بعدالته وفقاهته مبنية على أسس متينة من المعرفة والخبرة، ولم يكن ارتباط الناس به اعتباطيا بل وجدوا فيه الأب الحاني والمربّي الأمين.

كان كثيرا ما يحترق قلبه ألما على الأوضاع المتردية في البلاد على المستويين السياسي والأخلاقي وهو بذلك يسعى دائما للإصلاح حاملا روحه على كتفه لا تأخذه في الله لومة لائم، حفظه الله تعالى لنا ذخرا وجعلنا وإياه ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

مقال للسيد هاشم الموسوي (منقول)
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المرجع السيد فضل الله يطمئن على صحة سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-13-2009 04:00 AM
المرجع السيد فضل الله يطمئن على صحة سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-13-2009 03:30 AM
المرجع السيد فضل الله يطمئن على صحة سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-13-2009 02:30 AM
رسالة إلى الشيخ عيسى قاسم حفظه الله محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 07-31-2009 06:40 AM
من هدي القران الدرس الاسبوعي مع اية الله الشيخ عيسى احمد قاسم حفظه الله ورعاه محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-22-2009 12:50 AM


الساعة الآن 01:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML