إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2009, 05:21 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته اخواني جميعــــا.

اخواني بعد البحث والتقصي تبين لي ان المواضيع التفصيليه
التي تتحدث عن كلاب الصيد السلوقي محدوده ونادرة ودائما متكرره وللإسف
لم تعطى حقها الكافي من الاهتمام . فأحببت ان اقدم لمحبي هذه الهواية
هذا الموضوع الجديد ليكن ضمن الموضيع المتكرره


تم تجميع العلومات من الكتاب النادر: المصايد والمطارد
للمؤلف : أبي الفتح محمود بن الحسن المعروف ( بكشاجم )
المتوفي سنة : 358
تجميع : الدرب البعيد


بسم الله نبدأ

صور ورسومات قديمه تظهر بها كلاب السلوقي

وهنا ايضا



كلاب سلوق
خصائصها وصيدها وعللها ودوائها وما قيل فيها من الشعر :


إعلم ان العرب تنسب كلاب الصيد السلوق إلى قريه سلوق في اليمن كما تنسب
الخيل، وقد ذكرها أبو بكر الوقيشي للشماخ ووصف مزرّد بن ضرار الفقعسي
عدة منها بأسمائها وأنسابها فقال:
سخام ومقلاء القنيص وسلهب ...... وحدلاء والسرحان والمتناوِل
بنات سلوقيين كانا حياته ....... فماتا فأدوى شخصه فهو وحائل
وأيقن إذ ماتا بجوعٍ وخيبة ...... وقال له الشيطان أنك عائل
يطوّف في أصحابه يستثيبهم ...... فآب وقد أكّدت عليه الوسائل
وسأل زيد الخيل حين وفد على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسماه زيد الخيل فقال:
فينا رجلان يقال لاحدهما زرع والآخر أبو جداية لهما أكلب خمسة تصيد الظباء فما ترى في صيدهن ؟
فأنزل الله عز وجل في لك: يسألونك ماذا أحلَّ لهم.
وروى هشام عن ابن عباس أن أسماء تلك الكلاب المخْتَلِسُ وغلابُ والقنيص وسلهب
وسرحان والمتعاطس وإناثها أسرع تعلماً من الذكور وأطول أعماراً، وتعيش عشرين سنة
وليس كذلك غيرها من الكلاب،
وأكثر ما تضع ثمانية أجْرٍ، وربما وضعت واحداً وحَملها ستون يوماً وإذا وضعت الجِرْوَ كان
أعمى اثني عشر يوماً ومنه قول الشاعر:
كمثل جرو الكلب لم يفقّحِ ......... أقبحْ به من ولدٍ وأشقحِ *
* في اللسان( افقح فقح الجرو وذلك اول مايفتح عينيه وهو صغير يقال فقح وحصص اذا فتح عينيه . وصأصأ إذا لم يفتح عينيه )
وتسفد بعد وضعها في اليوم الثاني ولا تسفد قبل ذلك، وتحيض في كل أسبوع، وعلامة ذلك
ورم ثفرها، ولا تقبل السفاد في حيضها ويعتريها هزال عند وضعها، ويظهر لبنها بعد حملها
بثلاثين يوماً، ويكون أول ما تضع غليظاً
والأنثى تبول مقعية، ومنها ما يشغَر، والشُغور (رفع الرِجل للبول) يقال قَزَح ببوله وشَغَر
والأنثى تكون أول نتاجها أصغر جثة، وكذلك الحِجْر والمرأة والبَيض إذا كانا بكراً،
والذكور تهيج قبل الاناث في السنة وهي صارف إذا هاجت ومستحرمة إذا منعت،
ومعاظّلةُ الكلاب سِفادُها والكلب يطرح مقاديم اسنانه ويخلفها
ويخفي ذلك عن كثير من الناس، لأنه لا يلقي منها شيئاً قبل أن ينبت في مكانه آخر،
وكذلك سائر السباع إلا الأنياب فأن كل ذي ناب ومخلب من الضواري يلقيها إلقاء بَيّناً
متعالماً، وسبيل الغريب منها أن يؤنّس حتى يوثَق به
فمما يؤنّسه أن يُطعم كسرة بعسل، وما دام ذنبه ذاهباً بين فخذيه إلى بطنه فهو غير مستأنس،
فإذا شاله فقد أنس وإذا مضغ له صاحبه وتفل في فيه أنس أيضاً.

ومن خصائصه أن رأسه كله من عظم واحدٍ وإذا عاين الظباء، بعيدة كانت أو قريبة،
عرف المعتلّ وغير المعتلّ منها، وعرف العنز من التيس، وإذا أبصر القطيع لم يقصد
إلا التيس، مع علمه انه أشد حُضراً وأبعد وثبة،
ويدع العنز وهو يرى ما فيها من نقصان حضرها وقصر خطوها، ولكنه يعلم أن التيس
إذا عدا شوطاً أو شوطين حَقِب ببوله (أي تعسر ببوله) وكل حيوان يعرض له مع شدة
الفزع إما سلس البول والتقطير، وإما العسر والحُقب.
وإذا حقب التيس لم يستطع البول مع شدة الحضر، ووضع القوائم معاً ورفعهما معاً، فيثقل
عدوه ويقصر مدى خطوه، ويعتريه البُهر حتى يلحقه الكلب.
والعنز إذا اعتراها البول لم تجمعه، وحذفت به لسعة المسيل يُعرف ذلك في الكلب طبعاً
لا بتجربة، ولا يحتاج فيه إلى معاناة، ولا يعلَم ولا يدرب، وتخرجه إلى الصيد في يوم البرد
والثلج وهما متراكمان على الأرض حتى لا يثبت عليها قدم ولا خف ولا حافر ولا ظلف
فيمضي الكلب، ومعه الإنسان العاقل، والصياد المجرّب، فلا يدري أين موضع الأرنب
من جميع بسط الأرض، ولا موضع او اثر ظبي ولا وكر ثعلب ولا غير ذلك من موالج
وحوش الأرض فيتلفَّت الكلب بين يديه وخلفه وعن يمينه وشماله، ويتنسم ويتبصَّر
حتى يقف على أفواه تلك الحجر فيثير ما فيها، وذلك أن أنفاس الوحش المستكنَّة فيها،
وبخار أجوافها وأبدانها، وما يخرج من الحرارة المستكنة فيها في عمق الأرض،
تذيب ما لاقاها من فم الجحر من الثلج، حتى يرقّ ذلك، وهو خفي غامض لا يقع عليه
قانص ولا راعٍ ولا قائف ولا فلاح، وله أيضاً في ملبح اي (التدرج والصعود خلف
الأرانب في الجبل الشاهق) من الرفق وحسن الاهتداء ما لا خفاء به، ومن دهائه أنه
لا يخفى عليه الميت والمتماوت في تشممه، ويقال أن المجوس لا يدفنون ميتاً لهم حتى
يدنوا منه كلباً فيتشمَّمه وتظهر لهم منه في تشممه إياه ( علامة يستدلُّون بها على حياته
أو موته) وكذلك لا تجوز عليه حيلة الثعلب المتماوت، وأن كان لا يفعل الثعلب ذلك مع الكلب
بل يتماوت للغراب وغيره، وينفخ بطنه فإذا دنا منه قبض عليه. ومن خصائصه
أن الأنثى تؤدي في جرائها لون الذكر لا تخرم منه شيئاً.
وقال أبو بكر الوقيشي إن القاسم بن مجمع سأله عن المعنى في اعتبار الناس المسير
على الأنهار الجامدة بالكلب، فذكر أنه لصلابة وطأته وثقلها، فقال: لا إنما هو لقوة حسه
وسمعه وبصره، وأنه إذا سمع للماء خريراً من تحت لم يجُز منه، وأنشدت في قوة بصر
الكلب لعبد ربه:
وأشرف بالقُور اليَفاع علني ...... أرى نار ليلى أو يراني بصيرها
أي كلبها. وكل الجوارح تعمل لأنفسها غير الكلاب فإنها تجري على خلق في الاكتساب لأصحابها.


ما يعرف به هرم الكلب من فنائه :
إذا كانت أسنانه سواداً كليلة دلّ ذلك على الكبر، وإذا كانت بيضاً حادة دلّ ذلك على الشباب،
وأسنان الذكر أكبر، وهو شديد المضغ والخطم والاستمراء، وإذا ألقيت إليه بضعة اللحم
توخى أكلها حيث لا يُرى، ويًكثر التلفت، ويعض على العظم ليرضَّه فإذا امتنع عليه وكان
مما يسيغه أبتلعه واثقاً بأنه يستمريه وليس في الأرض من جميع أجناس الحيوان ما بِذَكَرِه حجم
ظاهر إلا الإنسان والكلب، ولا متسافدان أشدّ ملاءمة في طباع بعضهما لبعض من الكلبين.


ما يعرف به فراهته :
من ذلك طول ما بين اليدين والرجلين، وقصر الظهر وصغر الرأس، وطول العنق،
وغضف الأذنين، وبعد ما بينهما كأنما انضمَّتا على العنق، وزرقة العينين، وضخامة المقلتين،
ونتوء الحدقة، وطول الخطم ودقته، وسعة الشدق، ونتوء الجبهة وعرضها، وشدة المنازعة للمقود السلسلة.


أمارات النجابه :
ومن أمارات النجابة أن يكون تحت حنكه طاقة شعر واحدة غليظة وكذلك الشعر الذي على خدّيه
ويستحب فيه قصر اليدين، وطول الرجلين لأن ذلك صالح له في الصعود، ومشاكل للأرنب
في هذه الصفة . ولا يلحقها في الجبال إلا ما كان كذلك، وطول الصدر وغلظه ، وقربه من الأرض،
ونتوء الزّور، وغلظ العضدين، واستقامة اليدين، وانضمام الأظفار، حتى لا يدخل بينها
تراب ولا طين، وعرض ما بين مفاصل الأعطاف، وعرض ما بين عطفيه( أصل الفخذ )
وطولهما وشدة لحمهما ورزانة المحمل ودقة الوسط وطول الجلدة التي بين أصل الفخذين
والصدر ، واستقامة الرجلين من غير أن تنحني الركبتان، وقصر الساقين وقصر الذّنَب ودقته،
حتى يكون كأنه خشبة من صلابته. وليس يكره أن يطول ذنب الأنثى ، ولين الشعر،
وهو يستحب في الجملة في ذوات الجناح والقوائم .
وقال المأمون لبعض أصحابه: أمض إلى بادية كذا وكذا فأبتع منها خيلاً تستجيدها، فقال:
يا أمير المؤمنين، لست بصيراً بالخيل، قال أفَلست بصيراً بالكلاب؟ قال: نعم، قال:
فأبصر كل ما تتوخاه في الكلب الفاره المنجب، فالتمس مثله في الفرس وصفة النجابة فهي بمخلب
تكون على رأس الذنب أو الساق والصواب فيه أن تقطع. والسود أقل صبراً على الحر والبرد، والبيض أفره إذا كنّ سودَ العيون ، وقد قال قوم أن السود تصبر على البرد، وزعموا أنها أقوى وأن كل
اسود من الحيوان أقوى من غيره . فأما تخُّير الجراء والفراسة فيها، فإذا ولدت الكلبة واحداً كان
افره من أبويه ، وأن ولدت أثنين ، فالذكر افره من الأنثى، وأن ولدت ثلاثة فيها أنثى في شية الأم
فهي افره من الثلاثة وأن كان في الثلاثة ذكر واحد فهو افرهها، وتؤخذ الجراء كلها وهي صغار
لم تقم قوائمها فتلقى في مكان ندٍ فأيها مشى على أربع ولم يكثر سقوطه فهو الأفره .!


أدوائها وصفة دوائها ...
أدواؤها :
فمن ذلك الكَلَب والذُبْحَةُ والجرب والنقْرس والفلج


اولا : الكلب
فيقال فيه على مذهب من المذاهب أنه جنون، ويقول فيه أصحاب الطبائع أنه كيموسٌ سوداوي يفعل في الاعداء والمخالطة للَحم المعضوض فعل السِمّام، وهو موجود عياناً، يُحيل مزاجَ الإنسان إلى مزاج
الكلب حتى يحيل الذكَرَ فيخرج من إحليله مثال اكلبٍ صغار وقلما رأيت هذا الداء يعتري كلاب سلوق،
وإذا عَضّ برأ هو وانتقل الداء إلى المعضوض. وللمعضوض ضروب من الأدوية في أوقاتٍ، فأن
فاتت لم ينجع الدواء.
وزعمت العرب أن دماء الملوك تشفي من الكلب، وقد أكثرت من ذلك في أشعارها، واختلف الناس
في معناه فذهب قوم إلى أن الشعراء إنما خبَّرت بذلك على سفك دماء الملوك.
وقال قوم: إنما المعنى أن قتل الملوك يشفى من التأثر، لأن الإنسان إذا كان له في قوم ثأر لم يكن يشفي صدره أن يقتل به إلا الأكفاء، أو من هو أعلى من قبيله ومنه قول زهير:
وإن يُقتلوا فيشتفي بدمائهم ...... وكانوا قديماً من مناياهم القتل
وهذا الوجه أشبه بالمعنى في هذا الداء. واخبر رجل لا أشك في ثقته وصدقه أن رجلاً اعترضه
كَلْب كَلْب فأومى ليعضَّه فتلقَّى فمه بكمّه، فأصابه من أسنانه ولعابه. ومضى لشأنه وشمّر كمّه
وأقام مشمّراً له ساعات، ثم أنه نشره فتساقط منه جراءٌ صغار.


ثانيا : الذّبحة

وأما الذّبحة فقد زعمت الأطباء أن من أجود ما يُستعمل للذبحة العارضة للإنسان أن يُنفخ في خلقه من
سحيق ما جفّ من رجيع الكلب الأبيض، أو يَتَغَرغَر به وهو أبلغ، وربما طلي به جسد المحموم،
وأجوده ما أشتد بياضه. ودواؤها دواء الجرب. ودواء الجرب كبريت أبيض يُسحق ويُخلط بزيت
ويُغلى على النار ويُطلى به موضع الجرب.

ثالثا : النقرس
وأما النقرس فهو يعرض لها من الحفا لأن الأعضاء بالحفا تضعف فتنصب إليها الموادّ، ودواؤه
دواء الحفا هو أن تلطخ يداه ورجلاه وعجانه بدهن خلّ وزيت. وله أيضاً أن يُجعل على يديه ورجليه
قطران. وله أيضاً أن يؤخذ عفص وزاج أخضر من كل واحد منهما جزء فيُدقا ويصبّ عليهما من الماء
ما يغمرهما، ويُجعلا في الشمس أو على نار لينةٍ حتى يغلظا، ثم تُغمس كفّ الكلب في ذلك وهو فاتر.

رابعا : الفلج
وأما الفلج فأمارته أن يعدو الكلب يوماً ويقصّر في آخر، فيُستدل بذلك على داء في جوفه. ودواؤه ماء
الشبِتّ يُعجن بدقيق الدُّخْن ويُطعَمُه الكلب سخناً. أو يُطعم كسرة خبزٍ مع صوفِ شاه معجونٍ بسمنٍ فأنه
يلقي ما في جوفه من الداء.

ما يقال في نصيبه من الصيده (الحرجُ ):

( والحرج قيل هي قطعة اللحم وقيل هي نصيب الكلب من صيده )


قال الطرمّاح:
نوازرة حرصى على الصيد همّها ..... تفارط احراج الضراء الرواجز

يمرّ إذا ما حل مَرّ مقزّعٍ ..... عتيقٍ حداه ابهر القوس جارز

والجارز الّيِن الأملس، وهو يصف سهماً شبَّه الكلب به في مضائه وسرعته. وقال أبو بكر: الجارز
الخشن ويقال لما يُطعم في غير الصيد لُحْمة الكلب وطُعمة الكلب، وكذلك يقال للفهد والبازي
وكل جارح وضارٍ. فأما في الثوب فيقال لَحْمة.



صيد الكلب :

إذا كسر الكلب مفرداً الأرنبَ فهو نهاية، وهو يطيق ما فوق ذلك، والفُره منها تكسر الظباء، وقد ذكرنا
من حال الظباء ما فيه كفاية، وتتجاوز الظباء إلى اليحمور فتكسره، فأن زادت تعلّقت بالأيّل،
ولا يطيقه منها إلا ذو الخَلق الشديد، والبنية الوثيقة والقويه، وبعد أن يجتمع عليه الاثنان والثلاثة من
الكلابٍ هذه صفتها، وليس يفوتها ويقهرها بحُضره، ولكنه ذو سلاحٍ وهي ترهب قرونه يُنحي

عليها إنحاءً شديداً.
وأما الأرنب والثعلب فالواحد من الكلاب يصيدهما كثيراً ما لم يتعلق الأرنب بالجبل، وعلى أن الثعلب
روّاغ مَكِرٌ، وإذا صار إلى المجاودة ولم يستتر بخَمَر ولا غيره فهو في يده، وربما التفت
إلى الكلب وقد أخرج لسانه من شدة الحضر فعضَّه فيرجع عنه. وقد يصيد الكلب الدرّاجَ كما أن
الصقر والبازي يصيدان الأرنب، وقال بعض الأدباء:

ومصدّرين بكل مجلس حكمة ...... متقدّمين بكلّ يومِ برازِ

سبقوا إلى غُرر الفخار وأحرزوا ... خَصْل الفضائل أيما إحراز

لا تستفيق من الطراد جيادُهم ... فتراهمُ أبداً على أوفاز

فبزاتهم تصطاد صيد كلابهم ... وكلابهم تصطاد صيد البازي

ألفوا الوغي فتعلّلوا بمصايد ... عن شنّ غارات وبُعد مغازِ




ماذكر من الشعر في طرد الكلب :

قال بعض المحدثين في ذلك:

أنعت كلباً للقلوب مُجَذلاً ... آلى إذا أمسك ألاّ يقتلا

مؤمّلاً لأهله مموّلا ... يزيد ذا الوفر ويُغني المُرمِلا

ذا همَّةٍ في الصيد في أعلى العلا ... يستصغر الظبي فيبغي الأيّلا

لا يجد الأيّل منه موئلا ... تخاله من خوفه معقّلا
يعول من كان عليه عوّلا

ولم نثبت صفات الكلب إلى أن لعبنا منها بما لا يُحصى كثرة من الشرق والغرب، وأفره ما رأيناه منها
ما يجيء من المغرب، وخير ما فيها البُلق وهي حِسان فره على كل ما أرسلت عليه
من الطرائد. وخير كلاب الشرق ما جاء من عند الأكراد. وقد ذكرنا من ذلك ما شاهدناه واختبرناه.
ولقد ركب مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذات مرة فأصاب من البقر ما لم يُحصى، ورجع
من الصيد ومعه عشرون جملاً عليها محامل فيها كلها كلاب الصيد، فرؤيت بمصر ظاهرة.


وقال الحسن بن هانيء يصف الكلب:

أنعت كلباً أهله في كدّه ... قد سعدت جدودهم بجدّه

فكل خير عندهم من عنده ... يظلّ مولاه له كعبده

يبيت أدنى صاحبٍ من مهده ... وإن عدا جلَّله ببرده

ذا غُرّةٍ محجلاً بزنده ... تلذّ منه العينُ حسنَ قدّه

تأخير شدقيه وطول خدّه ... تلقى الظباء عنتاً من طرده

تشرب كأس حتفها من شدّه ... يصيدنا عشرين في مُرْقدّه

يا لك من كلب نسيجٍ وحده



وقال فيه أيضاً:
أنعت كلباً للطراد سَلْطا ... مقلَدّاً قلائداً ومَقْطا

فهو الجميل والحسيب رهطا ... ترى له شدقين خُطّا خَطّا

وملطماً سهلاً ولحياً سبطا ... ذاك ومتنين إذا تمطى

قلت شرا كان أُجيدا قَطا ... يَمري إذا كان الجراء عَبطا

براثناً سحمَ الأثافي مُلطا ... ينشط أذنيه بهن نشطا

تخال ما دُمّين منه شرطا ... ما أن يقعن الأرض إلا فرطا

كأنما يعجل شيئاً لَقطا ... أسرع من قول قطاةٍ قطّا

تخاله الصقر إذا ما انحطا ... أو لهب النار أعيرت نفطا

يعتاج خزان الصحارى الرقطا ... يلقين منه حاكماً مشتطا

للعظم حطماً والأديم عَطّا


وقال فيه:
يا رب بيت بفضاء سبسبِ ... بعيدِ بين السَّمك والمطنّبِ

لفتيةٍ قد بكَّروا بأكلُبِ ... قد أدبوها أحسن التأدبِ

من كل أدفى مستبان المنكِبِ ... يشُبُّ في القَوْد شُبوب المِقرب

يُلجق أذنيه بحدّ المخلب ... فما ثنى وشيقة من أرنَبِ

عندهم أو تيس رمل علهب ... وعينِ عانات وأمّ تولب

وجلدة مسلوبة من ثعلب ... مقلوبة الفروة أو لم تُقلب

ومِرجلٍ يهدر هدر المغضب ... يقذف حالاه بجوز القَرْهَب


وقال فيه:

قد أغتدي والطير في مثواتها ... لم تعرِب الأفواهُ عن لغاتها

بأكلبٍ تمرح في قِدّاتها ... تعدّ عِينَ الوحش من أقواتها

قد لوّح التقديح وارياتها ... وأشفق القانص من حُفاتها

وقلتُ قد أحكمتَها فهاتها ... وأدنِ للصيد معلَّماتها

وارفع لنا نسبة أمهاتها ... فجاء يزجيها على شياتها

شمّ العراقيب مؤنّفاتها ... سوداً وصفراً وخَلَنْجيّاتها

كأن أقماراً على لبّاتها ... ترى على أفخاذها سماتها

قُودَ الخراطيمُ مخَرْطَمِاتها ... من نَهَم البهم ومن حُواتها

زَلّ المواخير عملساتِها ... مشرفةَ الأكتاف مِوزَراتها

مفروشة الأيدي شر نبثاتها ... مفدّياتٍ ومحمّياتها

مسمّنات ومفدياتها ... أن حياة الكلب في وفاتها

تقذف حالاها بجوزيْ شاتها


وقال فيه:
إذا الشياطين رأت زُنبورا ... قد قُلِدّ الحلْقة والسيورا

بكت الخزّان القرى ثبورا ... أدفى ترى في شدقه تأخيرا

ترى إذا عارضْتَه مَفْرُورا ... خناجراً قد بيّنت سطورا

مُشتبكات تَنْظِم السُّحورا ... اُحسِنَ في تأديبه صغيرا

حتى توفيَّ الستة الشهورا ... من سنه وبلغ الشُّغورا

وعرف الايحاء والصفيرا ... والكفّ أن تومئ أو تشيرا

يعطيك أقصى حُضْره المذخورا ... شدّاً ترى من همْزِه الاظفورا

منتشطاً من أذنه سيورا ... فما يزال والغاً تأمورا

من ثعلب غادره عفيرا ... أو أرنب جوّرها تجويرا

فأمتع الله به الأميرا ... ربي ولا زال به مسرورا


وقال فيه:
لما تَبدّى من حجابه ... كطلعة الأشط من جلبابه

هجنا بكلب طالما هجنا به ... ينتسف المِقْوَد من جِذابه

كأن متنيه لدى انسلابه ... متَنا شجاع لجّ في انسيابه

كأنما الأظفور من قِنابه ... موسى صَناعٍ رُدّ في نصابه


تراه في الحضر إذا هاها به ... يكاد أن يخرج من اهابه

يعفو على ما جرّ من ثيابه ... إلا الذي أثر من هُدابه

ترى سوامَ الوحش تحتوي به ... يرُحْنَ أسرى ظفره ونابه


وقال فيه:
قد طالما أفلتّ يا ثعالا ... وطالما وطالما وطالا

جلتُ بكلبٍ نحوك الأجوالا ... ما طلت من لا يسأم المطالا


وله أيضاً:
وثعلب بات قرير العينِ ... لاقى مع الصبح غراب البينِ

وقد غدا مُجْرَمِزَّ الشخصين ... فاستَقبلتْه لحضور الحَيْن

طلعةُ كلبٍ أغْضَفِ الأذنين ... فمرّ يهوي ثابت السَّدْوَيْن

إلى وِجارٍ بين صخرتين ... والكلب منه راكب المتنين

فلم يرعه غير روعتين ... حتى أراني شلوَه شلوين

مقطَّعاً أحسن قطعتين ... فرُحتُ إذ رُحتُ به نصفَيْن

كأنما رحت بأرنبين ... لأنه ماطلني بدَيْن

ثم قضانيه أبو الحصين ... بعد خداعٍ شابَهُ بَميْنِ


وهنا يتنهي الموضوع بمطراد اباالحصين

اتمنى ان اكون قد وفقت بما قدمت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ساكتون Norica 90 وصيدها المبارك محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 07-22-2010 07:10 AM
للبيع مجموعة من كلاب الصيد السلوقي وكيفية غسيل السلوقي للتواصل 00963932712321 محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-06-2010 03:40 AM
اعدادات dns ومشاكلها ومشاكل توقف المواقع لدى البعض وعملها لدى آخرين وحلولها محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-25-2010 10:44 PM
اخيرا هل نعملها نوكيا وتنزل تليفون 2 شريحه محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-21-2009 06:50 PM
بطولة ( تحدي القمة ) لسباق السلوقي و بطولة جمال السلوقي ( دعوه للمصورين ومحبين الصيد) محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-03-2009 04:40 PM


الساعة الآن 12:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML