|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
لعل من المسائل الجدلية في ساحتنا هي نقد العلماء او القادة والذي يتحسس الكثير منه ويعتبره تعد على رموز وطنية بينما يراه الاخر تجاوز لمساحة الاختصاص فلا يمكن للعامي ان يعلق على فقيه او ينقده لأن الفقيه أعلم والقائد هو الذي يقود لا الذي يقاد. وهنا وبمناسبة ذكرى رحيل السيد فضل الله انقل نص جواب سماحة السيد قدس سره على سؤال قريب من هذا الجدل يتكلم عن الولي الفقيه وطاعته وهو جواب يفترض فيه ان يرفع كثير من اشكالات بعض الاخوة، خصوصا ان هذا النص صادر ممن يفترض فيه كونه من اهل الاختصاص والعلم. س: يحفل الفقه الموروث بالتشديد على فقه الطاعة، الذي يسري في مختلف الحقول، ويعبر تراث (الأحكام السلطانية) عن صورة متعسفة لشرعنة طاعة الطغاة وخلفاء الجور. وبموازاة ذلك يضمحل فقه الحقوق والحريات العامة والخاصة إلا في مساحات هامشي ضيقة. بينما يمنح القرآن قضية الحقوق والحريات اهتماماً متميزاً، ويؤكد عليها في سياق حديثه عن دعوات الأنبياء وتجارب الأمم الماضية، فضلاً عن بيانه لذلك في التشريعات والأحكام. هل تسربت نزعة الاستبداد من القصور السلطانية إلى منظور فقهاء السلطان، ثم تغلغلت بالتدريج في منظور الفقيه، أم أن هناك أسباباً أخرى للتشديد على فقه الطاعة وإهمال قضية الحقوق والحريات؟ وما هي الأدوات والشروط المطلوبة لتنمية مسائل الحقوق والحريات وتوجيه العقل الفقهي في هذا المسار؟ ج: لعل الأساس في (فقه الطاعة) هو هذا الاستغراق الذاتي في موقع ولي الأمر بحيث أنه يأخذ موقع الله في هذه المسألة، فكما أن الله يجب أن يُطاع من خلال ذاته التي لا يملك العبد الانحراف عما تريده منه، فكذلك الولي مما يفرض الطاعة المطلقة له ويكون الراد عليه راداً على الله من دون ملاحظة لصوابية أمره ونهيه حسب الموازين الشرعية الاجتهادية، وقد لا يكون هناك تحفظ من حيث المبدأ على قاعدة اتباع الشريعة الإلهية التي تفرض على الانسان الطاعة المطلقة كما جاء في قوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)، وقوله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)، ولكن هناك نقطة قد يغفل عنها الباحثون في هذا المجال وهي إن طاعة ولي الأمر خاضعة للخط الشرعي الذي أراد الله له أن يلتزم به في أوامره ونواهيه وحركة حكمه. فليس له أي موقع ذاتي في ذلك حتى أنه في القضايا الموكولة إليه في منطقة الفراغ ـ على القول بها ـ أو في التطبيقات العملية لابد أن يستهدي الخط الإسلامي العام ويرجع إلى أهل الخبرة في تحديد الموضوعات ويبتعد ـ في شخصيته الأخلاقية ـ عن أي شيء يتصل بالذات، ولذلك فإن اعتبار طاعته طاعة لله ينطلق من التزامه بخط الله بحيث لا تكون المسألة مسألته بل مسألة الخط فإذا انحرف عنه أو أخطأ في اجتهاده النظري أو التطبيقي فلا طاعة له لأنه لا طاعة للخطأ بل للصواب المنفتح على أمر الله ونهيه وفي ضوء ذلك، لابد لولي الأمر أن يدرس الساحة التي يملك الحكم فيها من حيث حقوق الناس وحقوق الله وحقوق الحكم ليقف عندها باعتبار أنها حدود الله، فإذا كان الاسلام يمنح الانسان الحق في الاعتراض على الحاكم ونقده وتخطئته في أحكامه أو في تطبيقاته فعلى الحاكم أن ينسجم مع ذلك، وعلينا أن نفرق بين حكم المعصوم الذي لا يخطئ في حكم ولا في تطبيق فلا رقابة لأحد عليه، وحكم غيره ممن يجوز عليه الخطأ ليكون الناس رقباء عليه ليتابعوه في كل مفرداته، فيمكن لأهل الخبرة أن يسجلوا عليه خطأ هنا وخطأ هناك أو يشيروا عليه في قضية هنا وقضية هناك، ولعلنا نستوحي ذلك مما ورد في الحديث أن رسول الله (ص) قال في مرضه الذي توفي فيه: ((أيها الناس لا تعلقوا عليّ بواحدة ما أحللت إلا ما أحل الله وما حرمت إلا ما حرم الله)). وما ورد في نهج البلاغة عن الإمام علي أمير المؤمنين (ع) مخاطباً الناس: ((فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة ولا تظنوا بي استثقالاً ي حق قيل لي ولا التماس إعظام لنفسي فإنه مَن استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه فلا تكفوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل)). فإننا نلاحظ في هذين النصين الصادرين من معصومين نبي ووصي أن من حق الناس أن تراقب عمل الحاكم في حكمه لتتعرف طبيعة القاعدة التي انطلق منها في سلامته من الباطل والجور وانفتاحه على الحق والعدل، فإذا كان المعصوم يدعو الناس إلى ذلك فكيف لا يتقبل غيره ذلك؟! وخلاصة الفكرة إننا لابد أن ندرس في الشريعة الإسلامية حقوق الناس في الحريات العامة ونحوها مما يجب على ولي الأمر أن يقف عنده فإذا انحرف عنها كان من حق الناس أن يقولوا له كلمة الحق ليستقيم عندها وإلا فإن عليهم أن يعزلوه إذا امتد في الجور وابتعد عن خط الحق. وعلى هذا الأساس فإن حق الطاعة يتحرك من موقع الالتزام الإسلامي العام بطاعة الله فيما قامت الحجة به على الناس وبطاعة ولي الأمر في خط طاعة الله الذي يفرض عليه أن يوفر للناس حقوقهم العامة والخاصة: لأن الحاكمية لا تعني السيادة بل تعني الإدارة ولعل المشكلة هو أن التخلف الفكري قد جعل المسألة في النظرة إلى ولي الأمر تتصل بالطاعة المطلقة العمياء التي لا يسمح معها بأي نقد له مما يخطئ فيه أو ينحرف به عن الحق أكثر من النظرة إلى النبي، وقد استخدمت كلمة الراد عليه كالراد على الله، في مواجهة أي رد ينطلق من حجة من دون نظر إلى أن المسالة تتحرك في نطاق حكمه المرتكز على الحجة التي لا نقاش فيها من الناحية الفقهية أو العملية. إن الذهنية الإسلامية لدى البعض تحولت في النظرة إلى ولي الأمر إلى ما يشبه عبادة الشخصية بحيث تشبه ادعاء العصمة لمن لا عصمة له عملاً، وبذلك ينطلق الاستبداد باسم الشريعة من دن رقابة عامة أو خاصة، لأن القمع هو الذي يتصدى لذلك من خلال أكثر من عنوان ثانوي لم يدقق في مصداقيته الواقعية. رحم الله من قرأ سورة الفاتحة واهداها لروح السيد قدس سره __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الخروج إلى طاعة الله أو سخطه | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 09-19-2011 08:00 PM |
علاج الفتور عن طاعة الله | رًوَحًيَ بًدَوًيهَ | الإسلام والشريعة | 1 | 06-30-2011 03:41 PM |
أهم حاجة الإنسان بينساها ديما (طاعة الله ) | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 03-26-2010 04:30 AM |
new الشيخ القائد :: فيديوات جديدة ::. من خطابات القائد آية الله قاسم | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 09-24-2009 04:50 PM |
طاعة المخلوق أولى من طاعة الخالق (( عند الكلب اني )) | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 05-11-2009 06:30 PM |