بسم الله الرحمان الرحيم ناصر المستضعفين
السلام عليك يا شعب التضحيات يا شعب الشهداء وكل يوم أنت إلى النصر أقرب
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار ومنَّ بالشفاء على جرحانا ومرضانا وفكَّ أسرانا
ليس هنالك معارضة = ليس هنالك حوار: الذي يرفض الاعتراف بك ولا يرى لك وجوداً أبداً لن يكون جاداً إن (حاورك) لأنك بالنسبة إليه عدمٌ، فكيف يحاورون العدم؟ هيئة الاتحاد الوطني التي كثيراً ما يتم الاستشهاد بها واستحضار تجربتها في أواسط الخمسينات كان نصيبها دائماً هو التجاهل والترفع عن الإعتراف بها لكن حراكها على الأرض وحضورها الواسع هو الذي أجبر النظام آنذاك على الاعتراف بها بشكل رسمي كشرط للـ(التفاوض).
في الثورات لا مجال للحديث عن (حوار): فالثورة تخرج بنتيجة وهي إما أن تنجح أو تفشل. وما سمعنا أنَّ ثورةً ممهورةً بالدم تكون نتيجتها أو السعي لإيجاد (حل) لها يجيئ عن طريق ما يسمى الـ(حوار). والثورات المتمسكة بحقوقها الشرعية لا (تحاور) ولا (تفاوض) ولا تقبل بالـ(تسوية) على حساب حقوقها وهذه الحقوق ليست موضع (تسوية) أو (حوار) أصلا.
قال الساقط حمد في مقابلته مع دير شبيغل الألمانية إنه (لن أفعل التناقضات) فهم يطالبون بـ(ملكية دستورية) (وألا أتدخل) أي أندوري ينحصر في (تهيئة الأجواء) للـ (حوار) و نحن (سنبارك) ما تتوصل إليه الأطراف من اتفاق وتوافق! إذاً، ليس هنالك معارضة وليس هناك طرفين كما في سائر بلدان العالم من المفترض أن (يتحاورا) أو (يتفاوضا) وهما (المعارضة) و (النظام) وإنما (نحن) و(نحن) أي مع أنفسنا أو (نحن) و(أذناب الموالاة) فهل نضيع وقتنا ونهين دماء شهدائنا عندما نقبل بهذه اللعبة وبتمرير هذه اللعبة؟
يقول لك: لن تحاورني، فأنا لست طرفاً وأنت لست موجوداً.
ربما تقول: ليست لدي قناعة بجدية النظام ولكن أنا مضطر للدخول في اللعبة لإظهار أنَّ ما يطرح ما هي إلا مجرد شعارات خاوية يلتف بها النظام على المطالب الشرعية للشعب! فنقول لك: إنّ مجرد القبول بدعاويه وتمريرها وإعطائها الزخم لكي تمضي هو إعانة له على تحقيق أهدافه. ثم إننا نعيش أجواء حرب حقيقية والدماء لا تزال تنزف وكل يوم يتعرض فيه شعبنا لأكثر من محاولة قتل وباندفاعٍ وقصد. أضف إلى ذلك أنّ النظام بممارساته الإرهابية المشينة التي مسَّت الدين وأهانت المؤمنين وحقّرت وانتهكت حقوقهم وهتكت أعراضهم ونكّلت بالعلماء والأحرار والمجاهدين والذي جرى منه بكل ما سبق وكذلك تدمير المساجد والتعرض لشعائر الإمام الحسين - عليه أزكى السلام- لم يبق لنفسه مصداقيّة أو اعتبار. إنه يسعى لأن تبادُ من هذه الأرض ويمحى أثركُ وآثاركَ وكل ما يمتُّ إلى وجودك من صلة. إنه منذ فجر الخميس الدامي قرّر الاستمرار في (حرب وجود أخيرة) والذي يعمل من أجل إبادتي وتصفيتي لا (أحاوره) وإنما (أقاومه) حتى آخر رمق!
مع من (أتحاور)؟ النظام الخليفي المجرم باع البلاد وسلمها للمحتل السعودي فمع من أتحاور؟ هل أتحاور مع المحتل أم مع ممثل المحتل؟ كيف أحاور في ظل وجود احتلال؟ كيف أحاور والبندقية على رأسي؟ إنها والله (مفاوضات التسوية) بل إنها (مفاوضات التصفية) وهي من أجلى مظاهر ومصاديق (العبوديّة) لو تمت، ونحن قلناها: كلا للعبوديّة!