توفي قبل أيام في الرياض المصور السوداني أحمد آدم موسى صاحب أشهر لقطة في (ديربي) الهلال والنصر في نهائي كأس الملك عام 1407هـ، عندما اعتلى ماجد عبدالله عملاقي الدفاع السعودي حينها قائد المنتخب صالح النعيمة وزميله حسين البيشي، ليسكن الكرة في شباك الحارس الهلالي خالد الدايل. آدم تحدث عن الهدف في حوار أجرته معه (سبق) الإلكترونية قبل وفاته حيث قال: إن تلك الصورة هي أعز ما اصطادته عدسة كاميرته التي رافقته قرابة الأربعين عامًا، وأنه تلقى عروضًا مادية مغرية مقابل التخلي عنها لكنه رفض، حتى لو عرض عليه مليون ريال مقابل «النيجاتيف» الذي يحتفظ به حتى اليوم، وسيورثه لأبنائه من بعده. وعن قصة هذه الصورة يقول موسى: ( الهدف جاء مبكراً في الدقيقة الثانية من اللقاء، وهذا ما لم يتوقعه أي مصور ممن كانوا يتابعون المباراة ، حيث استهلكوا معظم أفلام التصوير في التقاط صور لما قبل انطلاق المباراة، وتوقفوا لاستبدال الأفلام المستهلكة بأفلام جديدة، إلا أنني ولحسن الحظ لم ألتقط إلا القليل من الصور، وكنت أقف في مكان جيد نوعًا ما، سمح لي بزاوية رؤية أفضل عند وقوع الخطأ الذي ارتكبه مدافع الهلال عبدالرحمن التخيفي ضد مهاجم النصر محيسن الجمعان، وعندما تقدم قائد النصر يوسف خميس لتنفيذ الخطأ أشار لماجد عبدالله بأنه سيلعب الكرة ساقطة، فقلت لزميل يقف بجانبي أترك اللاعبين وركز على ماجد...سيفعلها! وبالفعل رفع خميس الكرة ساقطة فقام ماجد بالتمويه على النعيمة والبيشي وتظاهر بالقفز قبل وصول الكرة، ليقفز فعلاً النعيمة والبيشي سوياً وعندما نزلا ارتقى ماجد وحيدًا ووضع الكرة في الشباك، واصطدته من أعلى نقطة وصل لها والتي كانت بعلو عجيب لم أشاهد مثله في حياتي. وبعد نهاية المباراة عدت لمكتب جريدة (المدينة)، وقمنا بتظهير الصور لنكتشف هذه الصورة التاريخية ، حيث قام مسؤول الشؤون الرياضية في ملحق الملاعب الأستاذ حسن باخشوين بوضعها على الصفحة الأولى، وعلق عليها بمانشيت شهير «سكان الملز يشتكون ماجد بعد أن كشف منازلهم بارتقائه ». ويضيف آدم: قمت بتكبير الصورة وإهدائها للأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود الذي سر بها وأعجب أيَّما إعجاب، فطلب منها نسختين أخريين، واحدة وضعها في منزله ، والأخرى في نادي النصر، لازالت موجودة حتى الآن وحظيت من الأمير عبدالرحمن بمكافآت مادية كبيرة، ومكافآت معنوية لا تقدر بثمن، وكذلك كثير من أعضاء شرف النصر، حتى ماجد نفسه أهديته الصورة وقدّم مكافأة لي، ووضع الصورة في منزله. وحول علاقته بالهلاليين، وعما إذا كانت الصورة قد أثرت عليها، قال آدم: بالعكس، تربطني علاقات مميزة مع كل الهلاليين.. قابلت الرئيس الهلالي الراحل عبدالله بن سعد رحمه الله عدة مرات وكان يعرفني، ويعرف أنني صاحب الصورة، ولم تتأثر علاقتي به بسببها، حتى الرئيس الهلالي الحالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد كنت ولازلت أحتفظ له بود كبير.