|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
مُسبقاً ، تلاقفت أذاننا عبارات تُرجمها هذا الوطن و كانت بما معناه ( كُل الشُعوب المظلومة ، قريباً ستتفجر ) ، فها هو الشعب البحريني اليوم تفجر عن بكرة أبيه ، و أبى أن تُختمُ هذه السنة و هو مُقيدٌ في منزله ، افترش أرض الوطن و جلس كل مُواطن امام منزله و كأنهُ يتطلع لحُرية وطن ، كانت الاجواء شبيه بميدان اللؤلؤة ، فيفترش الشعب ذاك الميدان و يقضي وقتهُ في المُحادثات و احتساء الشاي ، و فجـأة يُقمع الميدان و لكن الثوار يُعاودون أدراجهم ويفترشون الميدان مُجدداً و تُعلن لحظة الصفر لانطلاق المسيرة فتقمع بكُل عنهجية و وحشية امتلكها هذا النظام ، جرحى ، مفقودين ، مُعتقلين ، و اخيراً شهيد يدمي قلب أم ثكلى ، و قلب وطن ما زال ينزف ! وكُل هذا التُرجمان الذي حل على أرض اللؤلؤة ، حل اليوم على أرض كُل قرية من قرى البحرين ، فكانت كُل قرية ميداناً للعزة والكرامة ، ولكن كان الميدان الأكبر " سترة " عاصمة الثورة ، التي فجرت دموع تلك الأم الثكلى بذاك الضرغام الشهيد سيد هاشم ! أن النظام يعيش في حالة رعب تجعله يُحاصر كُل القرى لافتراشها الأرض واحتساء الشاي و مُحادثتها لاهلها وجيرانها ، فتجعله يهاجمهم ويأمرهم بالتفرق ، بالرغم أن تواجدهم لا يحتاج لتصريح من وزارة الداخلية أو حتى من الملك نفسه ، لأن الوطن كُل الوطن للشعب نفسه ، و القرية لأهلها والمنزل لصاحبه ، فكيف لأصحاب المنازل أن تتفرق عن منازلها ، وبمن تلوذ ؟ فلا يجوز للسلطة أن تقمع مواطنين تجمعوا بالقرب من منازلهم و حتى أن اعلنت السلطة حالة الطورائ و منع للتجوال فليس من حقها كسلطة أن تقمع أو تقتل أو تسرق الشخص ذاته ! وعندما اُعنلت اللحظة الحاسمة ، هب مواطنين القُرى بتشكيل مسيرة و انطلاقها للشارع العام لكُل قرية ، وكأنهم يجددون أيام ميدان اللؤلؤة في انطلاقه للمسيرات ، و كالعادة قابلتهم القوات الوحشية بهجموها على المواطنين العُزل من غير أي سبب يُباح لها فعلتها الشنيعة ، والقوات بذاتها تُجدد القمع و القتل والاعتقال التعسفي ذاته بالرغم من اختلاف وتطور الاسلحة المُستخدمة ! و في عاصمة الثورة التي اغتيلت بكُل قوة ، سقط احدهُم ليعانق أرض الوطن بدماءه الطاهرة و يرسم بقطرات دمه خريطة الوطن ليثبت للنظام بأن كُل قطرة دم يحتويه جسده الطاهر ولاءها لوطنه لا لسُطلة تقتلهُ بدم بارد ، نُقل سيد هاشم من مُستشفى سترة الطبي إلى مُجمع السلمانية الطبي لخطورة حالته و لنقص المُعدات الطبية هُناك ، وأن صح التعبير " نقص الكادر الطبي الكفؤ " إذ أن السلطة عمدت لفصل الاطباء عن العمل لمُجرد اسعافهُم لمُصابي دوار اللؤلؤة جراء 14 فبراير وما تلته من احداث ، لكن سيد هاشم فضل أن يجعل وطنه يختتم سنته باكتساء السواد و اعلان الحداد ، ولأنه سخي لم يبخل على الوطن بحياته ، ولأن الوطن سخي لم يبخل عليه بكأس الشهادة . ذاك يومٌ سجلهُ التاريخ ليثبت للسلطة و للعالم أجمع بأن ثورة البحرين قائمة لا محال ، و دم الشهيد أثبت بأن روح الثورة مُتجددة و ستنتصر باصرار الشعب على مواصلة الدرب ، كانت ليلة أحتفل فيها العالم أجمع بالسنة الجديدة ، إلا البحرين اختتمت عامها بتنكيسها لاعلامها و ارتداها السواد و اعلانها الحداد تمجيداً للشهيد ولكُل الشُهداء الذين رحلوا ، وابتدأت عامها الجديد بتشيعها لشهيد أخر و تودعه ، وكأنها تُودع سنة الثورة ، و تُعدها بأن النصر قادم ، و قيد الحُرية سيُكسر عن أرض أوال . مجلة دوار اللؤلؤة 3/1/2012 م لدعم الصفحة وقراءة المقالات السابقة https://www.facebook.com/alulumagazine |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |