بسم الله الرحمن الرحيم
اللهّم صلّ على محمد وآل محمد

نشرتُ سابقا موضوع حول السيناريو المتوقع بالتزامن مع تقرير بسيوني.. أدعوكم لقراءته قبل قراءة هذا الموضوع لأنهما مرتبطان مع بعضهما البعض
http://bahrainonline.allowed.org/sho...d.php?t=307765

إن الخبر اللذي أوردته وكالة رويترز يؤكد ما توقعناه.. حيث ذكرت الوكالة أن وزير خارجية البحرين أعلن عن حوار قادم مع جمعية الوفاق وأنه على الجمعية "ان تنأى بنفسها عن الاشتباكات اليومية بين شرطة مكافحة الشغب والمحتجين الشيعة في القرى التي تقول الحكومة انها اعمال تخريب واضحة تضر بالاقتصاد" .. "وتابع انه فور ان ترى الحكومة ان جمعية الوفاق تطالب الناس بضبط النفس وتدعو الى عدم اغلاق الشوارع فان الحكومة ستدرك انها تتخذ خطوات مسؤولة لاستعادة القانون والنظام"

وأنا من هنا أؤكد لكم أن كل ما سينتج عن الحوار هو التفاف على المطالب الشعبية كما ذكر المقال السابق وأن الهدف الأساسي هو تقسيم المعارضة وإسكات نصفها (إخراجهم من الثورة) ليستفردوا بالنصف الآخر كما كان يحصل قبل 14 فبراير..

"سيتم تداول مطلب الحكومة المنتخبة، حيث سيرشح الملك 3 شخصيات لمنصب رئيس الوزراء وسيعرض على البرلمان اختيار أحد هؤلاء الثلاثة. بالنظر إلى أن المرشحين الثلاثة هم من النظام، فإن الحكومة ستكون منتخبة على مستوى العائلة الحاكمة، وسيتم رفض مطلب الحكومة المنتخبة اللذي تريده الجمعيات السياسية."

"و ستكون هناك إغراءات كثيرة معروضة مع هذه التسوية، تبدأ من إطلاق سراح المساجين، عودة المبعدين السياسيين، سحب القوات من الشوارع، قيام انتخابات، مجلس تشريعي من غرفة واحدة منتخبة، رفع الأجور، حل مشكلة البطالة والإسكان والمزيد. ولكن لن يكون هناك حل جذري للقضية لضمان عدم تكرار حدوث هذه المشاكل في المستقبل."

"التسوية ليست أكثر من حل خداعي يرجعنا إلى حقبة ما قبل 14 فبراير"

"هذه التسوية المزعومة لن تحل معضلة التجنيس ولا تجيب عن الدور السلبي للجيش "غير الوطني" اللذي يتم استخدامه كأداة تهديد وتنفيذ في يد العائلة الحاكمة. أهم هدف لهذه التسوية هو تبرير كل الأحداث والأفعال اللتي قامت بها القوات الأمنية اللتي تتحكم وتحرّك من قبل العائلة الحاكمة، اللتي تملك تجربة طويلة في احتواء الانتفاضات والثورات على امتداد تاريخ البحرين."

هل تعلمون ما معنى أن نعود إلى ما قبل 14 فبراير؟ أن تكون هناك مسايرة تدخل في حوار مع السلطة وتشارك في مؤسساته وأن تكون هناك ممانعة لها تحركات ميدانية محدودة وحرق أطارات وإغلاق طرق؟ هل تعلمون ما معنى أن تكون المعارضة منقسمة؟ وأن يكون هناك تخوين لنصف المعارضة؟

نعم قد يؤدي هذا إلى أن تتسع شعبية تيار الممناعة على حساب المسايرة ولكن هذا لن يغير من الواقع شيئا.. إن سياسة ومنهجية الجمعيات السياسية هي المشاركة في الحوار مع السلطة متى ما دعت إليه السلطة، شهدنا هذا أيام الدوار وقبل بعضة شهور والآن مرة أخرى.. الحوار ورقة بيد السلطة من أجل تقسيم المعارضة وإضعاف تحركاتها من دون تحقيق حلول جذرية..


إن الحل الوحيد لهذه المؤامرة اللتي اشترك الأمريكان فيها مع النظام هو رفض (والانسحاب من) أي حوار لا يحقق كل مطالب وثيقة المنامة من طرف الجمعيات السياسية والتصعيد الميداني من طرف الإئتلاف والشعب.. إذا استمرينا في الهروب والتفرق بعد دقائق من إطلاق مسيلات الدموع فلن نحقق شيئا.. لا بد من الصمود والثبات والتقدم للأمام في سحب الغاز والمواجهة المباشرة مع قوات المرتزقة..

صدقوني إذا لم نتحرك من الآن فلن نحقق لا نصف مملكة دستورية ولا ربع إسقاط النظام.. وسنعود من جديد إلى سنة 2001.. لنعيش كذبة أخرى في الأيام اللتي لم نعشها ولن نعيشها..

لدي المزيد لأقوله ولكن لا وقت لدي الآن..