إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-23-2011, 09:10 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

الإدارة الأمريكية وموقفها الحقيقي من الربيع البحريني

يوسف مكي

2011-10-21

منذ 14 شباط/ فبراير الماضي، بداية الحركة الثورية الشعبية في البحرين، حاولت الإدارة الأمريكية أن تمنع النظام الخليفي في البحرين من مواجهة تلك التحركات بالقمع، كما نصحت السعودية بعدم التدخل في هذا البلد الصغير.
هكذا بدت الأمور لأول وهلة.


وعندما قُمعتْ الحركة الاحتجاجية في دوّار اللؤلؤة لأول مرة في شهر شباط/فبراير الماضي، قامت الإدارة الأمريكية بإبراز الشيخ سلمان بن حمد، ولي العهد كمحاور جيد، وشخصية مقبولة لدى المعارضة، ولم تتلطخ يده بدماء المتظاهرين، وليس له سوابق دموية وقمعية في تاريخ البلاد بوجه عام، ولإعطاء هذا الانطباع أمر بسحب العسكر وقوات الأمن من الدوّار العتيد، مما أدى إلى عودة المحتجين إلى الدوّار مرة أخرى والاستمرار في ثورتهم السلمية بشهادة الجهات المستقلة، ثم طرح مبادرة الحوار السباعية (ذات النقاط السبع) التي لم تفضِ إلى شيء بسبب تجاذبات في أركان النظام نفسه، (بين من يرى نجاعة الأسلوب الأمني والقمعي في التعامل مع الحركة، ومن يرى سياسة العصا والجزرة)، وليس إلى رفض المعارضة الحوار كما روج النظام وأنصاره. في البداية ومن خلال ظاهر السياسة الأمريكية والتصريحات المعلنة تجاه البحرين، لوحظ أن الإدارة الأمريكية كانت تتعاطف مع الحركة الاحتجاجية في هذا البلد، وترغب في الوصول إلى حلول سياسية بشكل أو بآخر مع النظام الخليفي، وفي سبيل إعطاء هذا الانطباع قام احد مسؤولي السفارة الأمريكية في البحرين بالالتقاء بالمتظاهرين الذين ذهبوا إلى السفارة الأمريكية، بل وقدم لهم كارتونة صغيرة من الحلويات والكيك.

هذا في الظاهر بالنسبة للموقف الأمريكي من ربيع البحرين، أما فيما يتعلق بالموقف الضمني أو غير المعلن فإن الإدارة الأمريكية كانت على وفاق مع النظام، كما كانت على وفاق مع التدخل السعودي، والكل يعرف أن هذا التدخل جاء بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي للرياض، وفي بلد يحتل أهمية استراتيجية / عسكرية، حيث توجد فيه قوات الأسطول الخامس الأمريكي، ولا يمكن لأي قوة أن تدخل دون معرفة الأمريكان، بل وبمباركتهم.

إذنْ، لماذا وقف الأمريكان في البداية موقفا ايجابيا من الحركة الشعبية في الظاهر (بمنع قمعها)، وابرزوا ولي العهد كمحاور جيد ومقبول من جهة، واستقبلوا المتظاهرين عند سفارتهم بالحلاوة والكيك من جهة أخرى، ثم ارتدوا على هذا الوقف. ما الذي جرى بالضبط، أو ما هو حقيقة الموقف الأمريكي من الثورة البحرينية؟.

اعتقد الأمريكان بموقفهم هذا المساند للحركة في البداية أنه يمكن الوصول مع المحتجين إلى حلول وسط وربما اقل من الوسط أو شكلية ترضي المحتجين ويعودون أدراجهم، ولا تؤثر في الوقت نفسه على وضعية حلفائهم في البحرين، ولا في وضعية بقية الدول الخليجية وخاصة السعودية، ولا على مصالحهم ونفوذهم الكاسح وقواعدهم في المنطقة، ومن خلال ذلك تظهر الإدارة الأمريكية أمام الرأي العام الأمريكي والدولي والمنظمات الحقوقية وكأنها ساندت الربيع البحريني أسوة بالتونسي والمصري ,وهي مع الديمقراطية، ولن يتهمها احد بازدواجية المعايير .


لكن حركة 14 فبراير كانت من النضج بمكان، وكانت حركة ثورية أصيلة كبقية الثورات العربية لا ترضى بالحلول الشكلية ولا بالحلول الترقيعية للنظام الخليفي إنما كانت تطرح تغييرا حقيقيا في جوهر النظام يتراوح بين مملكة دستورية بالمعنى الحرفي للكلمة أو تغيير النظام.

هذا، وعلى الرغم من أن الأمريكان كانوا يرون في بعض أطراف المعارضة محاورا مناسبا دون سواه، وفي سقف مطالبها أرضية مناسبة يمكن القبول بها، ولا تشكل خطرا على مصالحها وحلفائها في المنطقة. فإن حركة 14 فبراير شكلت ولأول مرة في تاريخ البحرين الحديث امتحانا حقيقيا لحاضر ومستقبل النظام الخليفي وللمصالح الأمريكية في المنطقة، الأمر الذي لم يعجب الأمريكان ولا السعودية . ولا يهم الأمريكان ما إذا كان ذلك يعجب النظام الخليفي أولا يعجبه، المهم مصالحهم، وإذا تطلب الموقف تغيير النظام فلن يترددوا في ذلك.

أما الآن ولأن النظام الخليفي، وربما لفترة قادمة لم يستنفذ دوره التاريخي بالنسبة للخدمات التي يقدمها للأمريكان، فإن الإدارة الأمريكية ستظل مساندة وبشكل قوي للنظام في البحرين، وستحول دون إسقاطه أو إجراء أي تغيير جوهري في بنيته القبلية أو في طريقة إدارته السياسية للبلاد والعباد.

أكثر من ذلك يمكن القول أن الإدارة الأمريكية اصطدمت بالإرادة الشعبية في البحرين ورغبتها الحقيقية في التغيير الجذري، وذلك بخلاف الرغبة الأمريكية في التغيير الشكلي في النظام والذي اعتقدت ولا تزال تعتقد أن بعض أطراف المعارضة يمكن أنْ يقبل به، من باب سياسة الخطوة خطوة أو خذ وطالب.

لذلك فلأن الحركة جذرية وعميقة لا تقبل بالمساومات، فسرعان ما ظهر الموقف الأمريكي الحقيقي غير المعلن تجاه ربيع البحرين وهو موقف اقل ما يقال فيه أنه داعم ومتواطئ مع النظام الخليفي في قمعه الدموي للحركة الاحتجاجية الواسعة، أما قضية دعم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فهي كذبة أمريكية خاصة عندما يتعلق الأمر بالمصالح الإستراتيجية ومناطق النفوذ والطاقة، وقد بدأت تتكشف ملامح هذا الموقف الأمريكي المعادي تجاه ربيع البحرين من خلال مجموعة من المؤشرات الدالة والدامغة، وهي:

أولا: دخول القوات السعودية إلى البحرين وبمباركة أمريكية من وزير دفاعها الأسبق لقمع الاحتجاجات.
ثانيا: سحق حركة الاحتجاجات والتعامل مع المحتجين والمعارضين من قبل النظام الخليفي بشتى صنوف القمع وبمعرفة الإدارة الأمريكية، وبتغطية على تلك الانتهاكات في المحافل الدولية.
ثالثا: منع المؤسسات الحقوقية الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان من ممارسة دورها في تعرية ومحاسبة ومعاقبة النظام في البحرين على الجرائم تجاه الشعب البحريني وبالتالي الإفلات من أي نوع من العقوبات.
رابعا: تنسيق السفارة الأمريكية في البحرين مع وزارة الداخلية لمنع المتظاهرين من الوصول إلى محيط السفارة الأمريكية بالمنامة، والقبول بقمعهم عندما حاولوا الاقتراب من مقر السفارة، واستقبالهم بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والشوزن، وذلك بخلاف استقبالهم بالحلويات والكيك في المرة الأولى.
خامسا: السكوت على كل أنواع القمع والتعذيب التي يمارسها النظام يوميا إزاء المسيرات والمظاهرات السلمية على امتداد التسعة شهور الأخيرة، وعلى مرأى ومسمع من الإدارة الأمريكية وسفارتها في البحرين.
سادسا: التعتيم الإعلامي المقصود والمدعوم أمريكيا على ما يجري في البحرين منذ شباط/فبراير الماضي حتى اليوم.

سابعا : التوافق السياسي الأمريكي مع السياسة السعودية تجاه الربيع البحريني والتعاون على قمعه.
ثامنا: تزويد الإدارة الأمريكية النظام في البحرين بالسلاح الذي يستخدم لقمع وقتل المتظاهرين، هذا فضلا عن عقد صفقات السلاح خلال الفترة الأخيرة، مما يعني ان الإدارة الأمريكية والنظام الخليفي على خط واحد، وهو قمع الحركة الاحتجاجية مهما كلف الثمن.
في ضوء ذلك فإن الإدارة الأمريكية تتحمل مسئولية سياسية وأخلاقية تجاه ما يقوم به النظام من قمع شديد تجاه شعبه والقيادات السياسية المعرضة في هذا البلد المنكوب.

' باحث في علم الاجتماع - البحرين
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تداعيات اتهام الإدارة الأمريكية لإيران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-12-2011 05:10 PM
الجمعية الأمريكية للممرضين تدين القضاء البحريني - موقع العالم الاخباري محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-07-2011 10:10 PM
الإعلام البحريني المعارض يضع بلاده بموازاة دول الربيع العربي - ايلاف محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-04-2011 11:30 AM
عريضة تم تدشينها مؤخرا على موقع البيت الأبيض تطالب الإدارة الأمريكية ب محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-04-2011 08:21 AM
اليابان وموقفها مع الجوال محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-22-2009 01:10 AM


الساعة الآن 07:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML