تيار العمل الإسلامي في البحرين
کلمة سماحة القائد آية الله السيد هادي المدرسي بصائر حق ومنهاج عمل

بسم الله الرحمن الرحيم
تضمنت الكلمة الهامة التي وجهها سماحة القائد الإسلامي الكبير آية الله السيد هادي المدرسي للشعب البحريني قضايا في غاية الأهمية تتعلق بتحقيق الهدف الأساس لثورة شعب البحرين في إسقاط النظام الخليفي ومواجهة التحديات التي تفرضها طبيعة الصراع مع هذا النظام الديكتاتوري المستبد.
إن تيار العمل الإسلامي يعتبر هذه الكلمة التاريخية وثيقة هامة من وثائق الثورة بما تتضمنه من بصائر صحيحة وهامة تنطلق من الرؤية الإسلامية وحقائق التاريخ وفي ذات الوقت فإن هذه الكلمة منهج عمل وخارطة طريق لتقدم وإنتصار ثورة شعبنا المجاهد. ونظراً لأهمية هذه الكلمة، فإننا ننقل نصها رغبة في إيصال مضامينها الهامة والهادفة لكافة الجماهير.
---------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى: {يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، ويضلّ الله الظالمين ويفعل ما يشاء} - إبراهيم / 27

شعبٌ يسطر البطولات بصموده وتضحياته
في كل يوم، تظهر بطولات الشعب في مواجهة آلة القمع الخليفية، وتكشر السلطة الظالمة عن أنيابها في مواجهة مظاهرات سليمة. ومرة بعد أخرى تقع المواجهات بين رجال البحرين ونسائها وجلاوزة آل خليفة ومرتزقتهم.

ومع إصرار الشعب على مواصلة الثورة فلابدّ أن تنتصر إرادة الشعب، مهما استخدمت السلطة من وسائل وحشية. ولم تكن محاولة العودة إلى الدوار مجرّد اختبار بين أبناء الثورة الحقّة، وأبناء الأدعياء الظلمة، وإنما كانت معركة حقيقية بيّنت استحالة المصالحة مع نظام لا يعرف الله، ولا يؤمن بيوم الحساب.

ولقد أعادت المواجهة في يوم العودة إلى الدوار إلى الأذهان كل معارك التاريخ بين الثوار مع الظالمين، من بداية الخليقة، إلى الآن. فهذه المواجهات سواء جائت في صورة محاولة العودة إلى الدوار، أو طوق الكرامة، أو سهام الكرامة، أو فعاليات حق تقرير المصير، أو مهرجانات المطالبة بالحقوق، سوف تستمر حتى يتحقق النصر النهائي على المجرمين، الذين لا يعرفون غير لغة القتل، والتعذيب، والتجويع. إنّ التاريخ يصنعه الآن هؤلاء الشباب من الرجال والنساء الذين يتحدّون ليلياً، وفي المناسبات المختلفة جلاوزة السلطة، وقوّات الاحتلال.

هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون، بعد الشهداء والمعتقلين.

إنّ محمد الحايكي الذي رفع الراية وحده، وهرول إلى الميدان وحده، وتحمل ضرب الجلاوزة وحده بطل حقيقي، ليس لشعب البحرين فحسب، بل للعالم كلّه أيضاً.

إنّ هؤلاء الثوار يستحقّون من الجميع المساندة المطلقة.

أمّا أنا فبدوري أقبل إقدامهم وأياديهم، وجباههم. ولي الفخر كلّه أن أكون معهم وأعيش آلامهم، وأتحمّل معهم بعض ما يتحمّلون.
----------------------

وأسجّل فيما يلي بعض الملاحظات على ما جرى ويجري في أرض البحرين.

إهانة وإعتقال حرائر البحرين
أولاً: عندما رأيت صور جلاوزة آل خليفة، وقوات الاحتلال السعودي وهم يحاصرون حرائر البحرين، ولبوات الخليج الكريمات، ويضربونهن، ويعتدون عليهن، ويعتقلونهن بوحشية لا مثيل لها، تبادرت إلى ذهني مجموعة من التساؤلات:

1- هل يمكن أن يكون هؤلاء الجلاوزة ممن تربّوا في أحضان أمّهات عفيفات، وهل لهم أخوات مسلمات، وبنات صالحات؟ وهل يمكن لمن له أي ارتباط بأمّه وبأخواته أن يقدم على مثل هذه التصرّفات المتوحّشة التي يندى لها جبين الإنسانية بحق المرأة؟

2- هل أن ضرب النساء الحرائر، وإهانتهن وإلقائهن في الشارع العام مقيّدات الأيدي، معصبات العيون، هو تطبيق لقول القرآن الكريم: " وعاشروهن بالمعروف". أو عمل بقول رسول الله (ص): "رفقاً بالقوارير"

أو تطبيق لقول الإمام علي (ع): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".

3- كيف يستطيع علماء المسلمين أن يبرّروا السكوت على ضرب النساء المؤمنات في الشوارع؟ أ
ليس فيهم رجل رشيد يحتج على مثل هذه الأمور؟

وهل أن للبحرين ديناً آخراً يعمل به هؤلاء يختلف عن دين الله في بقية المناطق فيجوز لسلطة آل خليفة في نظرهم، أن يفعلوا بالناس ما فعله نمرود وفرعون وكل طغاة التاريخ؟

إنّ الطغيان هو الطغيان، سواء قام به آل ثمود أو آل خليفة.
والظلم هو الظلم، سواء قام به نمرود وفرعون أو حمد وخليفة.

فلماذا يحاول البعض أن يبرّر لآل خليفة طغيانهم، ولخليفة وحمد ظلمهم وعدوانهم؟

وهل بين آل خليفة وبين الله قرابة، حتى يغض الله الطرف عن قتلهم للأبرياء، وتعذيبهم للنساء، وترويعهم للأطفال،
وربّنا هو نفسه الذي لم يغض الطرف عن قوم صالح عندما قاموا بقتل ناقة: «فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فساواها ولا يخاف عقباها»؟
----------------------

آل خليفة أشد لؤماً من آل أمية في إهانة وضرب النساء

إننا نعرف أن آل خليفة يقلّدون بني أميّة في قتل الرجال والأطفال، ولكن الغريب أنهم تجاوزوا بني أمية في الاعتداء على النساء.

إنّ شمر بن ذي الجوشن عندما هجم على مخيم النساء يوم عاشوراء قال له الحسين (ع): يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم، وارجعوا إلى أحسابكم، إن كنتم عرباً كما تزعمون.

فقال له الشمر: ما تقول يا ابن فاطمة؟

فقال له الإمام (ع): أقول أنا الذي أقاتلكم، وأنتم تقاتلونني، والنساء ليس عليهن سبيل.

فقال له الشمر: لك ذلك، وأمر جلاوزته بالامتناع عن التعرّض للنساء.

لكن جلاوزة آل خليفة استمرّوا في عدوانهم على حرائر البحرين، بلا رادع من ضمير، ولا مانع من دين.
----------------------
كلمة الى علماء الدين في العالم
ثانياً: لي كلمة إلى العلماء في كلّ مكان.

أقول لهم: إنّ أقل الواجب يتطلّب التصدي للعدوان، وإنكار المنكر بكل من القلب واللسان واليد.
فلا تقصّروا بحق هذا الشعب المؤمن الصابر، فإن الساكت عن الحق - في أي موقع كان - مجرّد شيطان أخرس.
سماحة القائد المدرسي يخاطب الجمعيات السياسية في البحرين

ثالثاً: كلمة إلى الجمعيات السياسية.

أرجوكم أخرجوا من شرنقة الإصلاحات، فلا الشارع يقبل بها، ولا السلطة تريدها، ولا هي ممكنة في نظام يقوم على كره العدل ومعاداة الشعب.


إنكم يمكن أن تسقطوا نظام يزيد، لكنكم لا تستطيعون إصلاح يزيد نفسه
. فلا تضيّعوا أعماركم في السعي لإصلاح هذه العائلة الفاسقة المتخلّفة، الذين اتخذوا مال الله دولاً، وعباده خولاً، وأظهروا بدعة الظلم والطغيان، وأماتوا سنّة العدل والإحسان.

لقد قال النبيّ (ص): «من رأى سلطاناً جائراً مستحلاًّ لحرام الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباده بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بقول ولا فعل، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله».

وعملاً بهذا الحديث ثار سبط رسول الله (ص)، وقال قولته الشهيرة التي تنطبق بحذافيرها على آل خليفة: " ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله، وحرّموا حلال الله... وأنا أحق من غيّر".

*
خطاب لجيل الثورة أحراراُ وحرائر
رابعاً: أقول لجيل الثورة.

لهؤلاء الشباب الذين يرفعون راية إسقاط النظام، ويتحدّون كل يوم آلة القمع الخليفية، وقوات الاحتلال السعودية بعزيمة الرجال، وشجاعة الأبطال.


أقول لهم..

1- إنكم قطعتم شوطاً كبيراً في ثورتكم المباركة، لأنكم حدّدتم المشكلة وهي سلطة الملك المملوك حمد، والنظام الملكي البغيض.

وشخصتم الحلّ، وهو يسقط حمد.
أنتم رفعتم شعار: الشعب يريد إسقاط النظام، وهو من أصدق الشعارات التي رفعتها الشعوب للخلاص من الأنظمة الديكتاتورية المستبدّة. وسواء كان شعاراً مستورداً أو غير مستورد فهو الشعار الصحّ، ولا يجوز التراجع عنه بحال من الأحوال.

2- إنكم شخصتم أين يكون الحسم مع هذا النظام الطاغي، فهو ليس في الغرف المغلقة للحوارات العقيمة، ولا في عاصمة هنا وعاصمة هناك، وإنما في الميدان.

فاستمرّوا في عملكم هذا حتى النهاية.
لا تخلوا الشوارع والأزقة حتى يتم تغيير المعادلة على الأرض، من دون أن تنتظروا العالم أن يتدخّل لمصلحتكم.
فالعالم اليوم لا يعرف لغة المنطق، والحق، وإنما لغة المصالح والوقائع..

إنّ الثورات تصنع النصر، ولا تستجدي ذلك من أحد.

وسياسة: «ما لنا والدخول بين السلاطين» أو «اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون» من عمل الفاشلين المتقاعسين، وليس من سياسة الثوّار.

3- لقد أصبحت المبادرة بأيديكم، فأنتم من تقرّرون الخطوات الجريئة، والسلطة هي التي تبدي ردّة الفعل.

وهذا أمر يبشّر بالخير.

ولقد بدأتم تبتدعون أساليبكم الخاصّة التي سوف تلهم الشعوب الأخرى، وتكونون قدوة لغيركم. فبارك الله فيكم، وأخزى أعدائكم.

4- - إنّ القدسيّة، كل القدسيّة، هي للمبادئ والقيم، وليس للأشخاص والأفراد.

القدسيّة هي للإيمان، والعدالة، والحرّية، والدفاع عن حقوق الناس، وبمقدار ما يكون الشخص ملتزماً بهذه القيم تكون له القدسيّة، فلو التزم أحد بالعدل كلّه – كما حصل مع الإمام علي (ع) – كانت له القدسيّة كلّها.

أمّا إذا التزم أحد ببعض العدل، فله من القيمة بمقدار ذلك، وليس أكثر.

ولو أن أحداً كان ملتزماً بالدفاع عن حقوق الناس، وكان ينادي بما ينادي به الشعب، ثم خالف ذلك ومال إلى السلطة فلابدّ من التعامل معه بحسب وضعه الفعلي، وليس بما كان عليه في يوم من الأيام، والعكس بالعكس.

5- كونوا مع من يكون معكم، واتركوا من ليس معكم، وتجاوزوا من يتوقّف في أثناء الطريق.

فثورتكم ثورة حق ضد الباطل.

ثورة خير ضد الشر.

ثورة عدل ضد الظلم.

وهي الميزان لمواقف الرجال، وليس مواقف الرجال ميزاناً لثورتكم، وهذا مصداق قول الإمام علي (ع): «اعرف الحق تعرف أهله».

إنّ قطار الثورة الذي انطلق من عاصمة العطاء " سترة " وقدم عشرات الشهداء، ومئات الجرحى، قد صنع من البطولات ما تكفي وقوداً لاستمرار انطلاقها حتى تحقيق النصر بإذن الله.

فعلى من يتطلّع إلى مستقبل زاهر أن يركب القطار اليوم قبل أن تفوته الفرصة، فيتخلّف عن ذلك، ويخسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.

6- إنّ ثورتكم ثورة دينية، في منطلقاتها، وأهدافها، ووقائعها..

فإذا كنتم تتطلّعون إلى الحرّية فلأن الله خلقكم أحراراً، وحرّم عليكم الذلّة والمسكنة.

وإذا كنتم تتطلّعون إلى العدالة، فلأن الله أمر عباده بالعدل والإحسان.

وإذا كنتم تقاومون الظلم فلأن الله حرّم عليكم أن تركنوا إلى الظالمين، وتقبلوا الظلم وترضوا به.

وإذا كنتم تتطلّعون إلى وطن خال من الفساد الأخلاقي والفسوق فلأن الله حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

فحافظوا على نقاوة أهدافكم، والتزاماتكم الدينية، وشعاراتكم الإسلامية.

وإياكم والوقوع في شراك الذين يفرقون بين ما هو وطني، وما هو ديني، وكأنّ الحركة الوطنية مناقضة للحركة الدينية، والحركة الدينية مناقضة للوطنية.

أنتم لا تطلبوا غير رضا ربّكم، ولا تتنازلوا عن روح ثورتكم الدينية هذه، ودعو غيركم ينادي بالوطنية وحدها بعيداً عن الشعارات الدينية، فهذا شأنهم. ولا تنسوا أن الشهداء الذين سقطوا على هذه الأرض لم يكونوا يتطلّعون إلى مصالح وأموال، ومناصب ووظائف، وإنما كانوا يطلبون رضا ربّهم، فكونوا أوفياء لأهدافهم هذه.

-7- أقول لمن ينادي بوقف الثورة عند حدود الاحتجاج والشكوى، أن هنالك مجموعة معادلات هي نتاج سنن الباري في الحياة، وهي مثل قانون الجاذبية لا يمن تجاهلها، أو تجاوزها.

وهي:

أولاً: إنّ للمظلومين سلطة حقيقية لاسترجاع حقوقهم، يقول تعالى: «ومن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً»، وهذه السلطة ليست تشريعية فحسب، بل هي تكوينية أيضاً. فأولياء دماء الشهداء هم أصحاب سلطة حقيقية في معاقبة القتلة والمجرمين، ولا يحق لأحد، ولا يستطيع، أن يمنعهم من أخذهم بحقّهم.

إنّ دماء الشهداء لن تتحوّل إلى ماء، وليس بمقدور أحد أن يمنع ذويهم من العمل على جرّ قتلتهم إل المحاكم وإجراء العدالة بحقّهم.

ثانياً: إنّ عنف السلطة يؤدّي إلى سيف الشعب، وإن حيفها يؤدّي إلى الجلاء، كما يقول الإمام علي (ع): «إيّاك والعسف والحيف، فإن العسف يؤدّي إلى السيف، والحيف يؤدّي إلى الجلاء».

ثالثاً: إنّ الشرّ لا يُدفع بالنصائح، بل بالمقابلة بالمثل، يقول الحديث الشريف: " ردّوا الحجر من حيث جاء، فإنّ الشرّ لا يدفعه إلاّ الشرّ".

فلو إستمرّت السلطة في رمي الناس بالرصاص والشوزن، ومسيلات الدموع، فإنّ الناس لن يقفوا إلى الأبد مكتوفي الأيدي ليصبحوا مجرّد أهداف يتمرّن على الرماية عليهم جلاوزة السلطة. وسيأتي اليوم الذي يردون على ذلك بكل ما يستطيعون. ومن حقّهم أن يفعلوا ذلك.

رابعاً: إنّ من حق من يُعتدي عليه أن يرد العدوان بمثله، وهذا نص كتاب الله تعالى في قوله: «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم».

خامساً: إنّ القصاص حق طبيعي في كل الشرائع السماوية، ولدى جميع الأمم، يقول الله تعالى: «ولكم في القصاص حياة»، ويقول: «وكتبنا فيها أن النفس بالنفس، والعين بالعين، والأنفُ بالأنف، والأُذن بالأُذن، والسنّ بالسنّ، والجروح قصاص» (المائدة / 45).

سادساً: إنّ القبول بالذّل، ومصادرة الحرّيات، والسكوت على الظلم، جريمة لا يغفرها الله.

يقول تعالى: «إنّ الذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنّا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنّم وساءت مصيراً» (النساء / 97).

ويقول الحديث الشريف: «الظالم والمظلوم وشاهد الظلم شركاء ثلاثة».

ويقول حديث آخر: «إنّ الله أوكل إلى عبده المؤمن كل شيء ولم يوكل إليه أن يذلّ نفسه».

سابعاً: إنّ أي قوم يتعرّضون للقتل والإبادة، فإن لهم من الله الإذن في الدفاع عن أنفسهم، وليسوا بحاجة إلى فتوى من البشر، مادام لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم. يقول تعالى: «أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير» (الحج / 39).

*

وأخيراً..

لقد سألني أحدهم قائلاً: هل ترى الآن من إمكانية للمصالحة مع آل خليفة، والوصول إلى حلول لهذه الأزمة في البحرين؟

فقلت له: في رأيي قطعاً لا.. قال: ولماذا، أليس يقول ربّنا، والصلح خير؟

قلت: ذلك في الصلح بين الزوجين، وسؤالي هو: هل كانت هنالك إمكانية للمصالحة بين رسول الله (ص) وأبي سفيان في مكّة؟

وهل كان النبيّ (ص) يسعى للحصول على مجموعة كراسي في مجلس انتخابي على رأسه، أمثال أبي سفيان وأبي جهل وأبي لهب مثلاً؟

إنّ توقع المصالحة بين الشعب وآل خليفة، بعد كل ما ارتكبوا من جرائم، هو مثل توقّع المصالحة بين آدم وإبليس، ونمرود وإبراهيم، وفرعون وموسى، وطغاة قريش ورسول الله (ص)، ومعاوية وعلي (ع)، ويزيد والحسين (ع).

هذا توقّع ساذج، وهو مجرّد وهم ليس أكثر.

فقال صاحبي: ألا ترى أي أمل في أمثال سلمان بن حمد مثلاً؟

قلت: مبدئياً الولد سرّ أبيه، ولا تلد الحيّة إلاّ الحيّة، ولا يولد من العقرب إلاّ العقرب.

ولكن هنالك أمر واحد يمكن لسلمان أن يفعله الآن، وهو أن يقوم بانقلاب على أبيه وعمّه.

قال: وهل هذا ممكن؟

قلت: لقد فعلها من قبل السلطان قابوس في عمان، عندما قام بالانقلاب على أبيه.

وفعلها أيضاً حمد آل ثاني في قطر، حيث قام بالانقلاب على أبيه.. أيضاً.


ملاحظة مهمة:

سماحة آية الله السيد هادي المدرسي كان في البحرين من عام 1969 حتى 1979 ثم قامت السطات البحرينية بتهجيره عام 1979 بعد أن رفع الصوت عالياً للمطالبة بحقوق شعب البحرين أنذاك ، ثم أسس مع عدد واسع من المجاهدين البحرانيين (الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين ) وهي التي قادت الصراع السياسي سنين طوال مع النظام الفاسد في البحرين ومؤخراً في بداية شهر أكتوبر 2011، حكم النظام الجائر في البحرين على سماحة السيد القائد المدرسي حكماً غيابياً بالسجن عشر سنوات على سماحته.

ومنذ تفجر ثورة 14 فبراير 2011 فقد أولى سماحته هذه الثورة الإهتمام الرئيسي وووجه عشرات الخطابات لشعب البحرين. وكانت هذه الخطابات محل الإهتمام الرئيسي من قبل الجماهير البحرينية التي وضعت أكبر وأكثر الشاشات في دوار الشهداء (اللؤلؤة) للإستماع الى تلك الخطابات التي كانت من أهم محطات الوقود الثوري بما تحمله من بصائر وتوجيهات تهم الثورة وصناعها من الجيل الجديد.