سهام الكرامة أم جنون «المعارضة»؟ ///// فريد أحمد حسن//// صحيفة الوطن - العدد 2141 الأربعاء 19 أكتوبر 2011 //// نعت الآخر أو تصرف من تصرفاته بالجنون فيه الكثير من القسوة ولكنه فيما يتعلق بالفعل الذي تنوي ما تسمى بحركة 14 فبراير القيام به يعتبر دون القسوة، فما تدعو إليه هذه الحركة ومن يقف وراءها لا يمكن وصفه بأقل من ذلك. إنه فعل مجنون دونما شك، وليس أمام المعنيين بتوفير الأمن للمواطنين والمقيمين سوى التعامل معه بطريقة تمنع الأذى عن الناس وتحميهم من هذا الشر المستطير الذي يراد منه تعطيل حياة الناس وشل الاقتصاد ظناً ممن يقف وراءه أنه بهذا الجنون يمكن أن يرغم الحكومة على تحقيق مطالبه. عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت الوسيلة الأنجع لشحن البسطاء تم نشر مواد تشرح ما سيقومون به في ذلك اليوم وبرر الواقفون وراء هذا الجنون ممارستهم هذه بأنها لإعلام «من يظن في الداخل والخارج بأن الثورة انتهت بسبب حصر الاحتجاجات في القرى أن هذه المعلومة غير صحيحة» ودعوا بشكل مباشر إلى المشاركة في هذه الممارسة الخاطئة. واعتبر بيان صادر عن هذه الحركة أن هذا العمل «رد على تصعيد الحكومة وتجاهلها المطالب الشعبية السياسية» وأن هذه العملية تهدف إلى «إعادة تدشين الاعتصام السلمي المركزي في تقاطع السيف والمطالبة بالحرية والديمقراطية الحقيقية لجميع البحرينيين». نحن إذن أمام فعل مجنون سيتم تنفيذه مع سبق الإصرار والترصد والفعل المجنون هذا يتلخص في تجمعات بشرية وإغلاق شوارع وتقاطعات حيوية في العاصمة على مدار اليوم منها شارع الحكومة وشارع القصر وشوارع المنطقة الدبلوماسية وغلق شوارع رئيسة في مختلف أرجاء البلاد. الملفت في التعليمات التي يجزم المرء أنها ليست من فعل محتجين بسطاء أنها تحث الشباب على إغلاق الشوارع «بطريقة لا تسبب ضرراً مباشراً على مستعملي الشارع»، وهذا أمر غير مفهوم بالمرة حيث التعليمات التي بينها فيلم أخرج بحرفية ونشر على اليوتيوب تدعو إلى استعمال مواد مختلفة من بينها زيت محروق وأصباغ (وهذه مواد خطرة على مستعملي الشارع). المضحك هو التأكيد على رفع لافتة يكتب عليها عبارة (نأسف على الإزعاج ولكن النظام يتجاهل مطالبنا ويجبرنا على فعل هذا). أما الاستراتيجية المعتمدة في هذه العملية فهي (أغلق.. اهرب.. كرر) لذا لم ينس المخططون لهذا الفعل المجنون أن يوصوا الشباب بعدم المواجهة مع رجال الأمن وإنما بعد إغلاق الشارع عليهم أن يتوجهوا إلى منازلهم لأخذ «قسط من الراحة» وعدم إخبار أحد بما فعلوه ثم تكرار العملية في شوارع أخرى! أما الغاية من هذا الفعل غير المنطقي وغير السلمي وكما أوضحه البيان المذكور فهي «إحداث إرباك كبير في الحركة المرورية بشكل متكرر للضغط على النظام للاستجابة للمطالب الشعبية». الناظر لهذا التخطيط سيصل ببساطة إلى استنتاج مفاده أن مهندسيه يفترضون أن رجال الأمن في إجازة أو أن الحكومة ستتعاطف معهم أو لعلها تنضم إليهم فتأمر رجال الأمن بالمكوث في بيوتهم أو محاصرتهم في مراكزهم ريثما تسلم مقاليد البلاد عن طيب خاطر! ما ينوي هؤلاء القيام به جنون وهو ليس من أساليب المعارضة ولا يمت إلى السلمية بصلة، وعلى عقلاء البلاد أن يخرجوا من بياتهم ويتصدوا لهذا الجنون لأنهم الملامون قبل الحكومة التي لن تسمح بالتأكيد لهذا الشطط أن يحدث.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|