إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2010, 05:50 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,613
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



كان الخليفة الفاروق ( عمر بن الخطاب ) يمارس عادته اليومية في تفقد الرعية وأداء حقهم عليه

وبينما هو يتجول في أزقة المدينة وشوارعها ، لفت نظره بيت لعابر سبيل على أطراف المدينة ،
فذهب إلى هناك ليكتشف حال هذا النازل الجديد ،

وبينما هو يقترب من البيت شدَه صوت أطفال يصرخون ويتألمون ومنظر أم تضع القدر الممتلئ بالماء فقط على النار
لكي يهدِئ الصغار ويعيشوا على أمل أن هناك طعام يعد وجوع سوف يسد !!

دخل عمر على المرأة وتفقد حالتها وإذا بها تعيش الفقر بكل صوره والحرمان بكل تجلياته وليس لها في إطعام نفسها وأولادها الثلاثة لاحول ولا قوة ..

سألها الفاروق عن حالها ولم يعرفها بنفسه !!
فشكت إليه الحال وقالت كلمة كانت قاصمة لظهر عمر رضي الله عنه
" الله الله على عمر "

فسألها عمر باستغراب لما تدعين عليه ؟؟
فقالت أيلي أمرنا ويغفل عنا !!



صدم الفاروق رضي الله عنه بهذا الكلام وهو الذي لا يضع نفسه إلا في محل تقصير رغم عظمة عهده وانتشار عدله وسعة افقه وسداد حكمته وتميز إدارته للأمور .


خرج عمر مسرعا إلى بيت مال المسلمين وطلب من الحارس بسرعة كبيرة أن يحضر الدقيق والزيت والعسل
وفعلا كان ذلك


فقال عمر من للحارس احمل علي !!

فقال الحارس بتردد :
(( احمل عنك أم احمل عليك يا أمير المؤمنين ))
فقال عمر احمل علي !!
فقال الحارس :

أحمل عنك أم احمل عليك يا أمير المؤمنين
فقال عمر:

ثكلتك أمك أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة ؟؟

فزع الحارس ، ووضع كل هذه الأغذية على ظهرعمر واتجه مسرعا إلى بيت أم المساكين
وهو يعاقب نفسه في كل خطوة يخطوها



أعد بنفسه الطعام وخدم الأطفال وأمهم وهو بغاية السعادة .
قاطعت المرأة عمل عمر قائلة :
ليتك أنت كنت الخليفة بدل عن عمر !!



لم يعلق أبا حفص وخرج وكان الوقت قرابة الفجر
وتخبأ خلف شجرة على مقربة من بيت أم المساكين وأطفالها
وكان معه عبدالرحمن ابن عوف الذي ألح عليه أن يعود فلقد حان وقت صلاة الفجر
فرفض عمر

وقال كلمة عظيمة :
" والله لا اتركهم حتى أراهم يضحكون مثل ما رأيتهم يبكون "


عاد الفاروق من الرحلة الاستكشافية تحت إلحاح من عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما
وصلى بالمسلمين الفجر

فكان يبكي بكاء الثكالى عند كل أيه من آيات القران الكريم وهو يستحضر رب السموات والأرض وهو واقف بين يديه
ويقول في نفسه :
إن لم يسامحني فلقد هلكت
في مشهد لفت أنظار الصحابة الكرام وأثار تساؤلاتهم .



وفي الغد كان يجلس في مجلس الخلافة وعلى يمينه وشماله على ابن أبي طالب وعبدالله ابن مسعود رضي الله عنهما
فأقبلت المرأة أم المساكين على مجلس الخلافة لتقابل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالصدفة سمعت احد الصحابة يقول لعمر يا أمير المؤمنين
فصدمت !!

هذا الذي أطعمنا وسقانا واهتم بنا بالأمس , وهذا الذي دعوت عليه ولم يقل لي شيئاً !!



قدمت لعمر الاعتذار فبادرها عمر بقول يدل على انه ما زال ضميره الطاهر يؤنبه
((بكم تبيعين مظلمتك ))

ردت الأم باستغراب:
لقد سامحت وانتهى كل شئ بالأمس فلقد عملت لنا كل شئ
أصر عمر وقال :
سوف اشتري مظلمتك بستمائة درهم من مالي
وسوف يشهد على ذلك علي وابن مسعود



وافقت المرأة على مضض بعد إلحاح عمر

دفع المال وكتب هذا العفو عن عمر على رقعة وشهد الصحابة على ذلك
ولم يكتفي عمر بذلك

إنما أوصى الصحابة بوصية خالدة إلى الآن تدل على ورعه وتقواه وتحمله للمسؤولية بكل شهامة وجرأة وبكل عدل وإنصاف .

وكانت وصيته :

ضعوا هذه الرقعة التي تنازلت بها امة الله عن حقها بين جسدي وكفني بعد أن أموت حتى ألقى بها وجه الله يوم القيامة ...



قد لا تكفي الكلمات لكتابة الدروس اللتي نتعلمها من هذه القصة
كفانا أن نستشهد منها في موضوع مهم ومحوري هو الإحساس بالمسؤولية في جميع أنواعها وأصنافها
فأنت مسؤول أمام نفسك واهلك وعائلتك ووطنك وأمتك ,,,

فهل نعيش إحساسا بالمسؤولية عن كل ما يدور حولينا أم أننا نكتفي فقط بسعادة النفس وتلبية رغباتها وإشباع غرورها بغض النظر عن ما يدور حولنا ..


يقول علي ابن أبي طالب ماقتا السلبية والتخلي والتخاذل :

أن تعطي القليل خير من الحرمان



ولتكن تربية روحية لنا جميعا

تبدأ من إحساسك بالمسؤولية أمام العلي القدير سبحانه عن كل سلوكياتك وتصرفاتك وأقوالك
ومن ثم إحساسك بالمسؤولية تجاه أسرتك وعائلتك ومجتمعك وأمتك
فما أجمل أن تحس بمسؤوليتك عن أخطائك وعثراتك وهفواتك
تجاه الله خالقك ومحييك والمنعم عليك سبحانه .
وتجاه خلقه الذين يشاركونك العيش والحياة وتشاركهم
الماء والغذاء والهواء .





أتمنى الافادة
وشكراا
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML