إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته (آخر رد :anoodsultan)       :: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته (آخر رد :anoodsultan)       :: البول والبراز في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: الحمام في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير أكل الشعر في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير أكل الشعر في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تجربتي مع واقي الشمس من سيباميد (آخر رد :نوران نور)       :: أفضل شركات نقل الاثاث بالقاهرة (آخر رد :ريم جاسم)       :: رؤية الحرامية في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم تفطير صائم (آخر رد :نوران نور)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-15-2010, 03:10 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,615
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

لقاء الثلاثاء ( 43 )
مساء الاثنين ـ ليلة الثلاثاء
بتاريخ : 27 / ربيع الثاني / 1413هج
الموافق : 12 / أبريل ـ نيسان / 2010م
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه النتجبين الأخيار
فضيلة السيد محمد علي ..

· إذا أردنا أن نبقى وسط هذه المؤامرات التي تهدد وجودنا في هذا البلد والتي تسعى لاجتثاث الطائفة بأكملها، فإن علينا أن لا نساعد هذه الجهات المتآمرة على اجتثاثنا .
· أصل البلد هم البحارنة، ومن بعد البحارنة تواجد العجم، أقول هذا لأني أقرأ التاريخ، ومن يقول غير ذلك يغالط نفسه، وهناك ارتباط وثيق تاريخي وثقافي واجتماعي بين الشعبين الإيراني والبحريني .
· أصل المشكلة بين البحارنة والعجم هو وجود مجموعة من العجم كانت في السابق تحب إيران وتربط هذا بحب شاه إيران وتفتخر بحبها له، ولا يزال بعض هؤلاء موجود حتى الآن .

· أنا أحب إيران الإسلام وأفتخر بحبي لإيران، وأحب الإمام السيد علي الخامنئي وأفتخر بحبي له، ولكن لا أحب الشاه، فهناك فرق بين حب إيران الإسلام وحب الإمام السيد علي الخامنئي، وبين حب الشاه العميل لأمريكا والكيان الصهيوني .
· كان هناك من يغذي الخلاف بين العجم والبحارنة على هذا الأساس، ولما أتت الثورة الإسلامية ووجد البحارنة في السيد الإمام الخميني مثالا ناصعا للإسلام المحمدي الأصيل، ووجدوا أن العجم لا يوالون الشاه، تولدت بين الفئتين حالة تقارب ـ وهذه إحدى بركات الإمام الخميني ( قدس سره ) وهي حالة لا تستطيع بعض الأطراف احتمالها .
· من الخطوات العملية لخلق التقارب التزاوج بين الفئتين ـ أعني التزاوج بين العجم في البحرين والبحارنة وليس العجم من إيران ـ وذلك رغم وجود بعض التباين في بعض العادات والتقاليد، لأن التزاوج مهم لأنه يقرب بين العائلات، ومع الأسف أن نسبة التزاوج قلت عما كانت عليه في السابق .
· الإخوة في الوفاق ليسوا أعداء للوفاء والعكس صحيح، وقضية المشاركة والمقاطعة قضية فرعية، وحينما نكون مهددين في وجودنا، يجب البحث عن القضايا المشتركة وعدم الجمود بالوقوف عند الجزئيات مهما كانت مهمة، والتكامل ممكن وهو وسيلة للضغط بشكل أفضل على السلطة .

· في فيتنام كانت المفاوضات مستمرة جنبا إلى جنب مع المقاومة، وكان ممثلي الثوار يجلسون على طاولة التفاوض مع الأمريكيين، بينما يبعث الثوار بالنعوش إلى أمريكا .
الأستاذ عبد الوهاب حسين ..

· إن الله عز وجل قد اختار يوسف ( عليه السلام ) للنبوة والولاية، وذلك لأنه كان سليم القلب، طاهر النفس، محبا للخير، ناصحا للناس، منيبا إلى الله ذي الجلال والإكرام، لأن انتخاب الله جل جلاله لأي إنسان لأي مهمة ربانية لا يكون إلا عن أهلية وليس أمرا اعتباطا .
· السبيل الذي سلكه أخوة يوسف للقضاء عليه ـ وهو طرحه في البئر ـ كان هو نفسه السبيل لكي يصل يوسف ( عليه السلام ) إلى العزة والرفعة والكرامة والولاية العامة على الناس، وهذا من قدرة الله عز وجل وجزائه .
· الطيب من الناس إذا أصابه البلاء زاده طيبا وطهارة ورفعة، بينما يكشف البلاء عن المعدن الخبيث للأشقياء .
· أن الله عز وجل يدافع عن المؤمنين المخلصين له الناصحين لعباده، وأن من يكون مع الله جل جلاله ويتقيه حق تقاته ويصبر على الأذى يكون الله عز وجل معه، وأن ما يريده لعباده المؤمنين يكون رغم أنف من لا يريد، وقد يجري ما يريد على أيدي من لا يريد .
· أن القوة والعدد لا يصنعان المستقبل، وأن الظلم والعدوان والمكر السيئ لا يصنعون النصر والظفر، وإن كسب السيئون جولة أو جولات، فإن حسن العاقبة لا تكون إلا لمن اتقى وصبر، فإن الله عز وجل لا يترك من يخلص له ويتقيه وحده ولا بد أن يقف إلى صفه وينصره على أعدائه ومن يريد به سوء .
· من واقع التجربة وجدت بأن السلطة تعمل على أن لا يجتمع العجم مع البحارنة بنفس المقدار الذي تعمل به على أن لا يجتمع الشيعة مع السنة، وقد نجحت في تنفيذ سياستها التشطيرية من خلال خلق مبررات للتنافر تتعلق بالامتيازات التي تعطيها لكل طرف ونحوها .
· الصعوبات التي تقف أمامنا لمقاومة التشطير الطائفي أشد من الصعوبات التي تقف أمامنا لمقاومة التشطير على أساس عرقي بين العجم والبحارنة، وذلك بالنظر لاشتراك البعد الديني، فلماذا لا نسعى للتغلب على هذا التشطير وخلق الوحدة داخل الطائفة الواحدة .
· إن أطروحة التكامل في الأدوار ليس فيها شهوة الإغراء، وليست وليدة المجاملة أو النزول تحت الضغط عن القناعات الأساسية ـ كما يحلو للبعض أن يروج ـ ولا تحمل أي درجة من التنازل عن الإيمان بالقناعات الأساسية، وإنما هي ـ بالنسبة لي شخصيا ـ تعبير عن زبدة الفهم والتجربة .
· أطروحة التكامل لا تتوقف على قبول أو عدم قبول الأخوة في الوفاق وغيرهم لها في الوقت الحاضر، وإنما هي أطروحة تقوم على فهم مكونات الساحة الوطنية وتأثير كل مكون والأفضل في إدارتها، وعدم تقبل بعض المعنيين بها لها في الوقت الحاضر، لا يمنع من طرحها والسعي لإقناع الآخرين بها بهدف العمل بها وتطبيقها في المستقبل .
· لقد توصلت حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين بعد سنين من التجارب إلى القناعة بأهمية الوحدة مع السلطة الفلسطينية رغم الاختلافات الجوهرية بين الطرفين في مسائل جوهرية تتعلق بشرعية الاحتلال وأسلوب التحرير من المفاوضات أو المقاومة، والذي يضغط لمنع هذا التقارب هو أمريكا والكيان الصهيوني .
· في الكثير من المشاريع الوطنية المهمة والحساسة والمفصلية فإن من خدم السلطة في الوقوف ضدها هم من كان يجب عليهم أن يقفوا معها .
· لن أفرض قناعاتي على أحد من الناس وليس لي الحق في ذلك، ولكن لن يستطيع أحد أن يثنيني عن الوقوف مع قناعاتي التي أتعبد بها لربي الواحد الأحد، وسوف أبقى معها حتى الموت، وأعتقد بأن الموت لن يكون حائلا بيني وبينها، بل سيكون الجسر الذي التقي من خلاله مع حقيقتها في الآخرة .
· تصوروا بأن شخص أو طرف يضغط علي ويغريني من أجل ترك الصلاة أو الصيام، أنتم تتصورون بأني لن استجيب وما ينبغي لي أن استجيب، فكيف استجيب لضغط من أجل التنازل عن قناعات ثابتة تتعلق بالشأن العام وأنا أعلم بأن الحساب بشأنها شديد جدا في يوم القيامة يوم الحسرة والندامة !!
· دعوى التهافت العلمي بين دعوى التكامل ومقتضيات التكامل ساقطة علميا، ومن يدّعي التهافت هو شخص لا يفقه في المنطق وعلم الأصول وإن كان يرتدي ألف عمامة، ومن يشك في هذا الكلام عليه أن يرجع إلى العلماء من أهل الاختصاص .
· لا يصح القول ... بأن أطروحة التكامل تضعف خيار المقاطعة، أو أن أطروحة التكامل هي للتقارب مع جمعية الوفاق على حساب التحالف مع حركة حق وحركة أحرار البحرين، كل ما في الأمر أننا نرفض الصدام مع الآخرين ونؤكد على مبدأ التكامل معهم .
· أنا أزعم أن من مصلحة السلطة إسقاط خيار التكامل، وسوف تلجأ إلى أسلوبها القديم الجديد بأن تخدع بعض الأصدقاء والأحبة لإسقاط هذا الخيار، لأن تصديها المباشر لإسقاط هذا الخيار سيثير الناس ويلفت نظرهم وسيفضحها، فالأفضل إليها التحرك بالنيابة عنها، وعلى يد الأصدقاء المفترضين للمشروع .
· أطروحة التكامل لا تضعف خيار المقاطعة، والمواجهة مع قوى المعارضة التي لديها قناعات أخرى ليس في مصلحة المعارضة بأي وجه من الوجوه، وهي أعظم هدية نقدمها للسلطة، ودليل على سوء التفكير وسوء الإدارة، ولن نتورط فيها إن شاء الله تعالى .
· يجب أن نفتح عقولنا، وأن نتحلى بالصبر والحلم ونتريث قبل إصدار الأحكام ولا نستعجل، فإن العجلة أحد أسباب الوقوع في الخطأ وتورث للإنسان الندامة، فقد نندم في المستقبل لأننا خالفنا الصواب وفوتنا على أنفسنا الخير بسبب العجلة ولكن بعد فوات الأوان .
· لقد أعلن تيار الوفاء الإسلامي رؤيته حول الانتخابات، وهي محل حوار ونقاش بين النخب والجماهير، وقد عدها البعض تحشيدا متقدما للمقاطعة وتغيير ناعم للقناعات على المدى البعيد، وهذا لا يحصل لمجرد الإعلان عن الموقف، ولا شك أن التأثير على القناعات أكثر أهمية من مجرد إعلان الموقف .
· من شأن نتائج المناقشات والحوارات التي تدور حول الرؤية أن تؤثر في الموقف التفصيلي من الانتخابات، وهذا ينسجم مع منهج تيار الوفاء الإسلامي في التواصل مع الجماهير وإشراكهم في صناعة القرار، ولو تزامن إعلان التيار للموقف مع إعلانه للرؤية أو كان مجرد إعلان للموقف لما حصلت هذه الفائدة .
· مثل تيار الوفاء الإسلامي الأمل لدى الكثير من المواطنين، وفي ظل الحملة الحالية الشديدة التي تشهدها الساحة الوطنية ضد تيار الوفاء ـ وأعتقد أنها حملة غير بريئة ـ يمكن للجماهير بشكل خاص أن تساهم في إحياء هذا الأمل وترسيخه، وفي إمكانها أن تساهم في قتل هذا الأمل وقبره .
· والمطالبة بالشراكة الأمنية تحت عنوان تحمل المجتمع للمسؤولية في ظل غياب الشراكة الشعبية الحقيقية في صناعة القرار هي خدعة شيطانية وهي أخطر ما طرح حتى الآن على السلم الأهلي، ومن يريد الشراكة الحقيقية فعليه أن يطالب بدستور شعبي عادل يؤسس لهذه الشراكة، ومؤسسة برلمانية تعبر تعبيرا صادقا عن الإرادة الشعبية .

استضاف الأستاذ عبد الوهاب حسين في مجلسه لهذا الأسبوع فضيلة السيد محمد علي رئيس مأتم السيد جعفر في العاصمة المنامة، وقد تحدث فضيلة السيد عن ضرورة إزالة الحواجز المصطنعة بين العجم والبحارنة وأن يشعر الجميع بوحدة العقيدة والانتماء إلى الوطن ووحدة المصير، ليقفوا جميعا كالبنيان المرصوص في مقاومة التحديات المشتركة والخطيرة التي تهدد وجودهم فضلا عن مصالحهم المشتركة .

قصة النبي يوسف ( عليه السلام ) ..
وقبل أن يتسلم فضيلة السيد محمد علي زمام الحديث، كان الأستاذ قد بدأ ـ كعادته في كل أسبوع ـ بحديث فكري . وكان المجلس قد بدأ بقراءة الآيات الأولى من سورة يوسف، فعلق الأستاذ، وقال : قال الله تعالى عن يوسف وأخوته : { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ } ( يوسف : 7 ) أي : دلائل على قدرة الله عز وجل، ودروس وعبر للناس الراغبين في معرفة حقائق الأمور والتعبد بها والاستفادة منها في الحياة من أجل الوصول إلى السعادة والكمال والمستقبل الأفضل .

وقال : سوف أحاول أن اختصر الدرس والعبرة في قصة يوسف ( عليه السلام ) مع أخوته .

وقال : إن الله عز وجل قد اختار يوسف ( عليه السلام ) للنبوة والولاية، وذلك لأنه كان سليم القلب، طاهر النفس، محبا للخير، ناصحا للناس، منيبا إلى الله ذي الجلال والإكرام، لأن انتخاب الله جل جلاله لأي إنسان لأي مهمة ربانية لا يكون إلا عن أهلية وليس أمرا اعتباطا . وأخوة يوسف بدلا من أن يعترفوا بفضله عليهم، ويشكروا الله جل جلاله لأن يوسف ( عليه السلام ) منهم وبينهم، ويعملوا على الاقتداء به من أجل سعادتهم وكمالهم ولكي يحصلوا على خير الدنيا والآخرة، حسدوه وتآمروا وافتروا عليه ولم يشفع له صدقه وطهره ونصحه لهم وللناس جميعا وكادوا به ليقتلوه وتظاهروا أمام أبيهم بالتقى والحزن على أخيهم ـ بخلاف ما كانوا يبطنون ـ لينخدع بدسائسهم ومؤامراته الخبيثة . وهذا عمل غير واقعي، وخلاف الحكمة والاستقامة في التفكير والأخلاق والسلوك . وقد جمعوا أمرهم على أن يطرحوه في البئر ليقضوا عليه ويتخلصوا منه فيخلو لهم وجه أبيهم بزعمهم . ولكن السبيل الذي سلكه أخوة يوسف للقضاء عليه ـ وهو طرحه في البئر ـ كان هو نفسه السبيل لكي يصل يوسف ( عليه السلام ) إلى العزة والرفعة والكرامة والولاية العامة على الناس، وهذا من قدرة الله عز وجل وجزائه، قول الله تعالى : { وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } ( يوسف : 21 ) قول الله تعالى : {َ يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } ( الأنفال : 30 ) .

وقد وصل يوسف ( عليه السلام ) إلى المقام الرفيع والعزة والكرامة والولاية العامة على الناس والتمكين في الأرض بعد أن تعرض إلى البلاء الشديد، مثل : حسد إخوته، ثم استرقاقه، ثم فتنة زليخة، ثم السجن والعذاب في داخل السجن، فصبر واحتسب إلى الله جل جلاله .

فالطيب من الناس إذا أصابه البلاء زاده طيبا وطهارة ورفعة، مثل : يوسف ويعقوب وإبراهيم الخليل ( عليهم السلام ) بينما يكشف البلاء عن المعدن الخبيث للأشقياء، مثل : إبليس ( عليه اللعنة ) فقد كان ذو مظهر ملائكي ويعبد الله سبحانه وتعالى مع الملائكة، ولكن لما ابتلي بأمر السجود لآدم ( عليه السلام ) تجلى باطنه الخبيث وظهرت حقيقته إلى الخارج، فطرد من ساحة القدس مذموما مدحورا وحقت عليه اللعنة الأبدية .

ثم ظهرت عاقبة الصدق والإخلاص والنصيحة للناس والصبر الجميل والعمل الطيب من جهة، وعاقبة الحسد والمكر السيئ في الحياة الدنيا قبل الآخرة من جهة أخرى، فسجد الأخوة في نهاية المطاف ليوسف ( عليه السلام ) معترفين بفضله عليهم علما وعملا وبحسن العاقبة له لصبره وعمله الطيب، وأنهم كانوا مخطئين وأن الله عز وجل قد أحبط مساعيهم في الكيد به والنيل من فضله وكرامته، قول الله تعالى : { قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ . قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ } ( يوسف : 90 ـ 91 ) لتكون النتيجة ..
· أن الله عز وجل يدافع عن المؤمنين المخلصين له الناصحين لعباده، وأن من يكون مع الله جل جلاله ويتقيه حق تقاته ويصبر على الأذى يكون الله عز وجل معه، وأن ما يريده لعباده المؤمنين يكون رغم أنف من لا يريد، وقد يجري ما يريد على أيدي من لا يريد .

· أن القوة والعدد لا يصنعان المستقبل، وأن الظلم والعدوان والمكر السيئ لا يصنعون النصر والظفر، وإن كسب السيئون جولة أو جولات، فإن حسن العاقبة لا تكون إلا لمن اتقى وصبر، فإن الله عز وجل لا يترك من يخلص له ويتقيه وحده ولا بد أن يقف إلى صفه وينصره على أعدائه ومن يريد به سوء .

المشكلة بين البحارنة والعجم ..
ابتدأ فضيلة السيد محمد علي كلمته بقول الله تعالى : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا } ( آل عمران : 103 ) .
وقال : المخاطب بالآية هي الأمة الإسلامية، ولكن كلامنا اليوم سينحصر في نطاق بلدنا الحبيب والذي مع الأسف أن مشاكله أكبر من حجمه، فحينما نتحدث إلى أحد عن حجم المشاكل التي تواجهنا في البحرين فإن الأجنبي يستغرب كيف أن بلدا بمثل هذا الحجم يحوي كل هذه المشاكل .

وقال : الحديث في هذه الليلة عن العلاقة البينية داخل البيت الشيعي حصرا ـ وهذا لا ينتقص من البعد الوطني ـ لأن التطرق إلى هذا الموضوع مهم نظرا لما نتعرض له من مؤامرات تفرض علينا الحديث في مثل هذا الموضوع، ولأننا كشيعة يحتم علينا أن نطبق قول المعصوم ( عليه السلام ) : " شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا، المتزاورون في إحياء أمرنا، الذين إذا غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروا، سلم لمن خالطوا " ( البحار .ج68 . ص 190 ) .

وقال : إذا أردنا أن نبقى وسط هذه المؤامرات التي تهدد وجودنا في هذا البلد والتي تسعى لاجتثاث الطائفة بأكملها، فإن علينا أن لا نساعد هذه الجهات المتآمرة على اجتثاثنا .

وقال : أصل البلد هم البحارنة، ومن بعد البحارنة تواجد العجم، أقول هذا لأني أقرأ التاريخ، ومن يقول غير ذلك يغالط نفسه، وهناك ارتباط وثيق تاريخي وثقافي واجتماعي بين الشعبين الإيراني والبحريني .

وقال : أصل المشكلة بين البحارنة والعجم هو وجود مجموعة من العجم كانت في السابق تحب إيران وتربط هذا بحب شاه إيران وتفتخر بحبها له، ولا يزال بعض هؤلاء موجود حتى الآن، رغم أن صدام وما وصل له من الطغيان كان مجرد تلميذ لدى الشاه في الطغيان، فالشاه كان طاغية بكل ما للكلمة من معنى، وكل حكام العرب كانوا يخشونه .


وقال : أنا أحب إيران الإسلام وأفتخر بحبي لإيران، وأحب الإمام السيد علي الخامنئي وأفتخر بحبي له، ولكن لا أحب الشاه، فهناك فرق بين حب إيران الإسلام وحب الإمام السيد علي الخامنئي، وبين حب الشاه العميل لأمريكا والكيان الصهيوني .

وقال : كان هناك من يغذي الخلاف بين العجم والبحارنة على هذا الأساس، ولما أتت الثورة الإسلامية ووجد البحارنة في السيد الإمام الخميني مثالا ناصعا للإسلام المحمدي الأصيل، ووجدوا أن العجم لا يوالون الشاه، تولدت بين الفئتين حالة تقارب ـ وهذه إحدى بركات الإمام الخميني ( قدس سره ) وهي حالة لا تستطيع بعض الأطراف احتمالها .

التقارب مؤلم للسلطة ..
وقال : بعض خدام الحسين بمأتم العجم الكبير وضع صورة السيد الإمام فأتى بعض الإداريين وألقى الصورة وداس عليها، وكردة فعل قاطع بعض الشباب المأتم، والأهم من ذلك هو خروج موكب عزاء مشترك جمع العجم والبحارنة من مأتم القصاب فتم اعتقال منظمي الموكب .

ولما توفي السيد الإمام أقيم موسم تعزية مركزي في مأتم القصاب وتم اعتقال أخي الرادود الحسيني السيد أمير بسبب أنه ألقى قصيدة بالفارسي في مأتم القصاب ( مأتم بحارنة ) ولو أنه القي القصيدة في مآتم العجم لما حدث له شيء، ولكن الفارق هو حالة التقارب لا يرتضيه البعض .

وقال : البعض يسعى لإيجاد حالة التنافر ويغذيها إلى مستوى دخل فيه ذكر الصلاة على محمد وأل محمد، حيث أن البحارنة يقولون الذكر بصيغة " اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد : بينما يقوله العجم بصيغة " اللهم صل على محمد وآل محمد " أي بدون لفظ "وسلم" ويسعى البعض لإثارة هذا الخلاف والجدال فيه بهدف خلق حالة التنافر رغم أنه لا ضير في الصيغتين .

وقال : من الخطوات العملية لخلق التقارب التزاوج بين الفئتين ـ أعني التزاوج بين العجم في البحرين والبحارنة وليس العجم من إيران ـ وذلك رغم وجود بعض التباين في بعض العادات والتقاليد، لأن التزاوج مهم لأنه يقرب بين العائلات، ومع الأسف أن نسبة التزاوج قلت عما كانت عليه في السابق .

ممارسات من الطرفين ..
وحول بعض الممارسات المسيئة إلى حالة التقارب، قال : قيل لأحد العلماء بأن رجل دين سرق، فقال لا تقولوا رجل دين سرق، ولكن قولوا سارق يرتدي ثياب رجل دين، فلا تحملوا العجم خطيئة البعض، فهناك بعض العائلات من العجم لا تزال تنتظر الشاه، وبعض العائلات الأكثر تعقلا تنتظر عودة ولده، وأيضا لا يصح تحميل البحارنة أخطأ بعضهم .

وقال : بالإمكان أن أضرب عددا من الأمثلة حول الجهل الموجود في الفئتين، فبعض العائلات من العجم ترفض تزويج البحارنة، وكذلك بعض العائلات من البحرانية ترفض تزويج العجم، وكما أن هناك من العجم من يعيق توظيف البحارنة في المؤسسات التي يرأسها، هناك من البحارنة من يمارس ذات الممارسة تجاه الفئة الأخرى، والمهم أن هناك حالات إيجابية ينبغي تعزيزها، وهناك حالات سلبية ينبغي تلافيها، وبما أن العجم هم الأقلية فلا بد أن يكون لهم السبق في المبادرة .

وقال : من الحالات الايجابية أن هناك حالات من التواصل على مستوى المساجد والمآتم، فمثلا في مسجد مؤمن توجد حالة تواجد من الفئتين، كما نرى ذلك واضحا أيضا في المآتم في الوفيات الرئيسية، وهناك دعاء الندبة موحد في المزارات به حضور مشترك قوي من العجم والبحارنة، وهذا لا يكفي فلا بد من اتخاذ خطوات عملية أقوى وعلى مستوى البحرين كلها، فالمشتركات العقائدية قوية، والمصير واحد .

التشطير العمودي ..
ومن جانبه عقّب الأستاذ عبد الوهاب، بالقول : إن الدكتور عبد الهادي خلف في بحوث ومناسبات عديدة أشار إلى ظاهرة في غاية الأهمية أسماها بظاهرة التشطير العمودي الذي تقوم به السلطة لشعب البحرين ..
· فهناك التشطير على أساس طائفي فهي لا تجتمع مع السنة ومع الشيعة في اجتماع مشترك، وإنما تجتمع بكل طائفة على حدة وبعيدا عن الطائفة الأخرى .
· وكذلك التشطير على أساس عرقي، فهي لا تجتمع مع الشيعة البحارنة والعجم في اجتماع مشترك، وإنما تجتمع مع العجم لوحدهم والبحارنة لوحدهم .
· وهناك التشطير على أساس مناطقي كما هو بارز في الوقت الحاضر، فهي تجتمع بممثلي كل منطقة لوحدهم ولا تجتمع بممثلين عن جميع المناطق .

وقال : من واقع التجربة وجدت بأن السلطة تعمل على أن لا يجتمع العجم مع البحارنة بنفس المقدار الذي تعمل به على أن لا يجتمع الشيعة مع السنة، وقد نجحت في تنفيذ سياستها التشطيرية من خلال خلق مبررات للتنافر تتعلق بالامتيازات التي تعطيها لكل طرف ونحوها .

وقال : الصعوبات التي تقف أمامنا لمقاومة التشطير الطائفي أشد من الصعوبات التي تقف أمامنا لمقاومة التشطير على أساس عرقي بين العجم والبحارنة، وذلك بالنظر لاشتراك البعد الديني، فلماذا لا نسعى للتغلب على هذا التشطير وخلق الوحدة داخل الطائفة الواحدة، خصوصا أن السلطة الآن لا تميز في مساعيها التصفوية بين الشيعة العجم والشيعة البحارنة، بل أنها لا تميز بين الشيعي الملتزم والشيعي غير الملتزم، كما ثبت في ممارساتها التصفوية في الوظائف في شركة ألبا وبباكو وطيران الخليج ووزارة التربية والتعليم وغيرها، مع التأكيد على أن السعي يجب أن يبتعد كل البعد عن الصبغة الطائفية البشعة .

أطروحة التكامل في الأدوار ..
وبخصوص أطروحة التكامل في الأدوار التي تقدم بها تيار الوفاء الإسلامي ضمن رؤيته لانتخابات 2010م، قال : حينما تأسس تيار الوفاء الإسلامي فإن النداء الأول في بيان الانطلاق هو الدعوة إلى وحدة الكلمة والتكامل في الأدوار، وهذا نص النداء كما جاء في بيان الانطلاق : " إن هذه المرحلة الخطيرة لتفرض على كافة فئات الشعب وأطيافه، وأفراده ومؤسساته، أن يؤسسوا لمرحلة جديدة تقوم على : وحدة الكلمة، والانسجام، ورص الصفوف، والتنسيق، والتلاقي، والتمسك بالعمل المشترك : الإسلامي والوطني، فلم يعد بالإمكان أبدا القبول بثقافة التعصب والتشتيت والإقصاء، ففي ذلك إضعاف للجميع، وتشتيت للطاقات الخلاقة للشعب، وتقوية للنظام الظالم الذي يضطهد الجميع . ولا نعني بالوحدة هنا إلغاء الوجودات والقناعات وتغييب الرأي الآخر، وإنما هي الوحدة التي تقوم على تفهم الآخر والاعتراف به، وتنوع الأدوار وتكاملها، والعمل على ضوء المشتركات، وعدم إضعاف الآخرين، والحذر من تضييع البوصلة وتحويل الصراع إلى غير وجهته " .

وقال : إن أطروحة التكامل في الأدوار ليس فيها شهوة الإغراء، وليست وليدة المجاملة أو النزول تحت الضغط عن القناعات الأساسية ـ كما يحلو للبعض أن يروج ـ ولا تحمل أي درجة من التنازل عن الإيمان بالقناعات الأساسية، وإنما هي ـ بالنسبة لي شخصيا ـ تعبير عن زبدة الفهم والتجربة، وهي الأطروحة التي أدين بها فيما بيني وبين ربي جل جلاله، ولو لم أتقدم بهذه الأطروحة مع الأخوة في تيار الوفاء الإسلامي لكنت قد خنت الأمانة فيما بيني وبين ربي وفيما بيني وبين الناس !!

وقال : التقيت بعض المراجع ومن بينهم آية الله العظمى السيد السيستاني ( أيده الله تعالى ) وشخصيات فكرية وسياسية محترمة جدا من بلدان مختلفة، وكلهم أكدوا صوابية أطروحة التكامل في الأدوار ونصحوا بتطبيقها، ولا أقول هذا بهدف تعطيل الحوار بين المواطنين حول صوابية هذه الأطروحة أو عدمه، فهذا التعطيل هو بخلاف توجه تيار الوفاء الإسلامي في تبني النقد والمشاركة الجماهيرية في صناعة القرار، وإنما أنقل لهم نتاج حوارات جادة في الموضوع للاستفادة منه .

وبخصوص القول بتهافت أطروحة التكامل مع عدم تقبل الأخوة في الوفاق لها وصدودهم عنها، قال : أطروحة التكامل لا تتوقف على قبول أو عدم قبول الأخوة في الوفاق وغيرهم لها في الوقت الحاضر، وإنما هي أطروحة تقوم على فهم مكونات الساحة الوطنية وتأثير كل مكون والأفضل في إدارتها، وعدم تقبل بعض المعنيين بها لها في الوقت الحاضر، لا يمنع من طرحها والسعي لإقناع الآخرين بها بهدف العمل بها وتطبيقها في المستقبل .

وقال : التقيت مع سماحة السيد حسن نصر الله ( أيده الله تعالى ) وفيما تحدث حوله سماحة السيد الخلاف الذي كان بين حزب الله وحركة أمل، وقال سماحته أن قيادات من حزب الله ذهبت إلى الإمام السيد الخامنئي ( أيده الله تعالى ) وطلبت منه أن يجيز لهم مواجهة حركة أمل فغضب سماحة الإمام الخامنئي وقام من المجلس لمجرد أن طلبوا منه الإجازة لمواجهة إخوانهم، وأصبحوا في مأزق وكان كل رجائهم أن يقبل سماحة الإمام بالعودة إلى المجلس، ولما عاد نصحهم بأن يعملوا من أجل توحيد صفوفهم مع إخوانهم .

وقال الأستاذ : ها نحن اليوم نلمس نتائج حكمة سماحة الإمام الخامنئي ( أيده الله تعالى ) في التحالف الوثيق بين حزب الله وحركة أمل .

وقال : لقد توصلت حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين بعد سنين من التجارب إلى القناعة بأهمية الوحدة مع السلطة الفلسطينية رغم الاختلافات الجوهرية بين الطرفين في مسائل جوهرية تتعلق بشرعية الاحتلال وأسلوب التحرير من المفاوضات أو المقاومة، والذي يضغط لمنع هذا التقارب هو أمريكا والكيان الصهيوني .

الموت جسر العبور للالتقاء مع حقائق القناعات ..
وقال : هناك خطان يختلفان مع أطروحة التكامل في الأدوار يتحركان على الساحة الوطنية في الوقت الحاضر ..
( 1 ) : خط يعبر عن قناعات علمية وسياسية تختلف مع الأطروحة، وهي حالة إيجابية طبيعية يجب تشجيعها لما تعود به من المصلح على الوطن والمواطنين .
( 2 ) : خط تحريضي يعمل المستحيل وبكل وسيلة لتشويه الأطروحة والإساءة لسمعة القائمين عليها والعمل على إسقاطها، ونصيب عبد الوهاب من الاستهداف هو الأوفر . ويروج أبطال هذا الخط للآتي ..
· أن أطروحة التكامل هي تقارب مع جمعية الوفاق على حساب التحالف مع حركة حق .
· وجود خلافات بين تيار الوفاء الإسلامي وسماحة الشيخ حسين النجاتي .
· أن تيار الوفاء انتهى ولم تبق إلى حركة حق إلى صف الجماهير .
· أن عبد الوهاب يتحمل بشكل خاص مسؤولية كل ذلك .
· أن عبد الوهاب هو من دمر المعارضة بأطروحاته .
· ونحو هذا .
وقال : لا أظن أن الترويج لجميع هذا يكون بريئا، ويجب على المخلصين الحذر من الوقوع في شرك خدع الأعداء ومآمراتهم .

وقال : الترويج إلى أن عبد الوهاب ضعف وتغير ولهذا قدم أطروحة التكامل في الأدوار، وتقبل بعض المؤمنين الأعزاء لهذه المقولة أمر مؤسف، فليس في أطروحة التكامل في الأدوار شهوة الأغراء، وقد فشلت السلطة في كسر عبد الوهاب رغم أنها وضعته في ظروف صعبة استثنائية، اسألوا المتخصصين في علم النفس، ماذا يحدث للشخص حينما يوضع في زنزانة انفرادية لمدة 8 شهور في ظروف صعبة استثنائية لا يخرج منها على مدار الساعة، وبماذا يفسرون أن يخرج بذات القناعات التي دخل بها، والكل يعلم بأني لم أخرج بذات القناعات فحسب، بل تعززت قناعاتي التي دخلت بها إلى السجن مرتين آخرها السجن الانفرادي لخمس سنوات .

وقال : السلطة تعلم بأن الصفعة الأقوى لمشروع السلطة جاء من عبد الوهاب، وأن المشروع يترنح اليوم بسبب تلك الصفعة، وللأسف الشديد أن ما فشلت السلطة للحصول عليه من عبد الوهاب بكل وسيلة، قدمه لها المؤمنون مجانا على طبق من ذهب، فقد نجحت السلطة بواسطة خداع بعض المؤمنون في إثارة الغبار أمام شخص عبد الوهاب وأطروحاته بالشكل الذي عجزت هي عن تحقيقه بوسائلها المباشرة، ولا أقصد هنا النقد العلمي ولا طرح القناعات الفكرية والسياسية في مقابل قناعاته، وإنما أقصد الافتراء وتشويه السمعة ونحوهما .

وقال : تعجز الكلمات عن التعبير عن خلاصة تجارب تقرب من 40 سنة في مراقبة أسلوب السلطة الناجح في تحريض بعضنا على البعض الآخر، فهي كثيرا لا تظهر بنفسها في الواجهة لمواجهة المشروع الذي يضرها، بل تدفع من خلال الخداع والتأسيس على الخلافات البينية بالأصدقاء المفترضين للمشروع للوقوف في وجهه ووضع العقبات أمامه . في الكثير من المشاريع الوطنية المهمة والحساسة والمفصلية فإن من خدم السلطة في الوقوف ضدها هم من كان يجب عليهم أن يقفوا معها .

وقال : لو أخذ المؤمنون الأعزاء بنصيحة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في عهده لمالك الأشتر، قوله : " ليكن آثرهم عندك أقولهم بمر الحق لك، وأقلهم مساعدة فيما يكون منك مما كره الله لأوليائه، واقعا ذلك من هواك حيث وقع " لما وقعوا في شراك خدع السلطة ومؤامراتها .

وقال : لن أفرض قناعاتي على أحد من الناس وليس لي الحق في ذلك، ولكن لن يستطيع أحد أن يثنيني عن الوقوف مع قناعاتي التي أتعبد بها لربي الواحد الأحد، وسوف أبقى معها حتى الموت، وأعتقد بأن الموت لن يكون حائلا بيني وبينها، بل سيكون الجسر الذي التقي من خلاله مع حقيقتها في الآخرة .

وقال : كانت لي كلمة في تأبين الشهيدين السعيدين : ( محمد جمعة وعباس الشاخوري ) عنوانها ( الاستقامة في العمل الإسلامي ) تحدثت فيها عن الواجبات والمحرمات التي تتعلق بالشأن العام، وقلت أنها أكثر أهمية من الواجبات والمحرمات الخاصة، مثل : الصلاة والصيام من الواجبات، وشرب الخمر والزنا من المحرمات، وقلت : بأن الله عز وجل قد يسامح في الآخرة بشأن الواجبات والمحرمات الخاصة، ولكن الأمر يختلف كثيرا بشأن الواجبات والمحرمات التي تتعلق بالشأن العام . والآن تصوروا بأن شخص أو طرف يضغط علي ويغريني من أجل ترك الصلاة أو الصيام، أنتم تتصورون بأني لن استجيب وما ينبغي لي أن استجيب، فكيف استجيب لضغط من أجل التنازل عن قناعات ثابتة تتعلق بالشأن العام وأنا أعلم بأن الحساب بشأنها شديد جدا في يوم القيامة يوم الحسرة والندامة !! والخلاصة : لن أكون إلا مع ربي وما أعتقد بأنه في مصلحة الشعب وليكن ما يكون .

الاختلاف والتكامل ..
وبخصوص دعوة تيار الوفاء الإسلامي إلى التكامل في الوقت الذي يسعى فيه لتقوية خيار المقاطعة، ودعوى تهافت خيار التكامل مع مقتضيات المقاطعة في الرؤية، قال : للمقاطعة مقتضياتها، وللتكامل مقتضيات أخرى، ودعوى التهافت العلمي بين دعوى التكامل ومقتضيات التكامل ساقطة علميا، ومن يدّعي التهافت هو شخص لا يفقه في المنطق وعلم الأصول وإن كان يرتدي ألف عمامة، ومن يشك في هذا الكلام عليه أن يرجع إلى العلماء من أهل الاختصاص .

وقال : أطروحة التكامل لا تضعف خيار المقاطعة، فالرؤية واضحة في إثبات جدوى المقاطعة وتفنيد خيار المشاركة، والرؤية محل نقاش وحوار على مستوى النخب والجماهير في المجالس والمنتديات الالكترونية وغيرها، مما اعتبره البعض تحشيد متقدم للمقاطعة وتأثير ناعم طويل الأمد على القناعات، وهناك إعلان من تيار الوفاء للموقف العام بمقاطعته للانتخابات القادمة ما لم يستجاب لشروطه، وأنه سوف يضع بالاشتراك مع حلفائه برنامج عمل من أجل تحقيق أهداف المقاطعة، فلا يصح القول على ضوء ذلك، بأن أطروحة التكامل تضعف خيار المقاطعة، أو أن أطروحة التكامل هي للتقارب مع جمعية الوفاق على حساب التحالف مع حركة حق وحركة أحرار البحرين، كل ما في الأمر أننا نرفض الصدام مع الآخرين ونؤكد على مبدأ التكامل معهم .

وقال : السلطة استفادت من الاختلاف بين قوى المعارضة، وكادت أن تنجح في خلق الفتنه في أكثر من منطقه وقرية لولا أن سلم الله تعالى . وأنا أزعم أن من مصلحة السلطة إسقاط خيار التكامل، وسوف تلجأ إلى أسلوبها القديم الجديد بأن تخدع بعض الأصدقاء والأحبة لإسقاط هذا الخيار، لأن تصديها المباشر لإسقاط هذا الخيار سيثير الناس ويلفت نظرهم وسيفضحها، فالأفضل إليها التحرك بالنيابة عنها، وعلى يد الأصدقاء المفترضين للمشروع .
وقال : ما الذي يخدم المقاطعة أكثر ..
· أن يتصادم فريق المشاركة مع فريق المقاطعة مع أنه يوجد في كل بيت من يؤيد المشاركة ومن يؤيد المقاطعة ؟!
· أم أن يدار الاختلاف بأسلوب هادئ وحكيم بحيث يعمل كل طرف بحسب قناعاته، وأن يتكامل عمل الجميع لخدمة الأهداف الوطنية .
وقال : التصادم لا يخدم المقاطعة وإنما يضرها ويخدم السلطة فحسب .

وبخصوص مقتضيات التكامل، قال : في ساحتنا الوطنية رموز دينية وتيار جماهيري واسع وقوى سياسية محسوبة على المعارضة ذاهبون في خيار المشاركة، ولدينا نحن قناعة بالمقاطعة، فكيف نتصرف وكيف ندير الموقف ؟ هل بالمواجهة معهم أو بأطروحة التكامل ؟

وقال : أطروحة التكامل لا تضعف خيار المقاطعة، والمواجهة مع قوى المعارضة التي لديها قناعات أخرى ليس في مصلحة المعارضة بأي وجه من الوجوه، وهي أعظم هدية نقدمها للسلطة، ودليل على سوء التفكير وسوء الإدارة، ولن نتورط فيها إن شاء الله تعالى .

وقال : أعلم بأن البعض لا يرتاح إلى هذا الكلام، ويعتبره كلاما خطابيا فارغا، وأقول للجميع : يجب أن نفتح عقولنا، وأن نتحلى بالصبر والحلم ونتريث قبل إصدار الأحكام ولا نستعجل، فإن العجلة أحد أسباب الوقوع في الخطأ وتورث للإنسان الندامة، فقد نندم في المستقبل لأننا خالفنا الصواب وفوتنا على أنفسنا الخير بسبب العجلة ولكن بعد فوات الأوان .

تقديم إعلان الرؤية على إعلان الموقف التفصيلي ..
وبخصوص تقديم إعلان الرؤية على إعلان الموقف التفصيلي، قال : لقد أعلن تيار الوفاء الإسلامي رؤيته حول الانتخابات، وهي محل حوار ونقاش بين النخب والجماهير، وقد عدها البعض تحشيدا متقدما للمقاطعة وتغيير ناعم للقناعات على المدى البعيد، وهذا لا يحصل لمجرد الإعلان عن الموقف، ولا شك أن التأثير على القناعات أكثر أهمية من مجرد إعلان الموقف .

وقال : إن لتقديم الإعلان عن الرؤية فوائد كثيرة، منها :
· من شأن نتائج المناقشات والحوارات التي تدور حول الرؤية أن تؤثر في الموقف التفصيلي من الانتخابات، وهذا ينسجم مع منهج تيار الوفاء الإسلامي في التواصل مع الجماهير وإشراكهم في صناعة القرار، ولو تزامن إعلان التيار للموقف مع إعلانه للرؤية أو كان مجرد إعلان للموقف لما حصلت هذه الفائدة .
· إن طرح الموقف التفصيلي للمقاطعة في الوقت الحاضر ليس له فائدة عملية تذكر، فسوف ينتظر من أعلن موقفه شهورا عديدة لكي يرتب أثرا عمليا على إعلان الموقف .
· إن تقديم الإعلان عن الرؤية وتأخير الإعلان عن الموقف يسمح بالاستفادة من المتغيرات التي قد تحصل في الساحة، بينما عن الموقف التفصيلي في الوقت الحاضر يضيع هذه الفرصة .

الحملة ضد تيار الوفاء ..
وبخصوص الحملة ضد تيار الوفاء الإسلامي، قال : مثل تيار الوفاء الإسلامي الأمل لدى الكثير من المواطنين، وفي ظل الحملة الحالية الشديدة التي تشهدها الساحة الوطنية ضد تيار الوفاء ـ وأعتقد أنها حملة غير بريئة ـ يمكن للجماهير بشكل خاص أن تساهم في إحياء هذا الأمل وترسيخه، وفي إمكانها أن تساهم في قتل هذا الأمل وقبره .

وقال : إن قيادات تيار الوفاء الإسلامي أعلنت أكثر من مرة بأن أطروحاتها ومواقفها غير معصومة فهي عرضة للخطأ، وان عقولهم وقلوبهم مفتوحة لتقبل النقد وتصحيح الخطأ إذا وجد، فيمكن للجميع أن يتقدم بما لديه من نقد وملاحظات حول أطروحات التيار ومواقفه، وفي ظل ذلك فإن إثارة الغبار في وجه التيار والتحريض عليه من المؤمنين والشرفاء خاصة ليس في محله .

الشراكة المجتمعية الأمنية ..
وبخصوص الدعوة للشراكة الأمنية بدعوى تحمل المجتمع للمسؤولية، قال : لقد أكدنا في بيان الانطلاق على دور الجماهير ومشاركتهم في صناعة القرار، وقد رفضنا في تيار الوفاء الإسلامي المشاركة في البرلمان الحالي لأننا نعتقد بأنها تفرط في الشراكة الشعبية الحقيقية في صناعة القرار، فنحن نطالب ونصر على الشراكة الحقيقية ونرفض المشاركة الصورية . والمطالبة بالشراكة الأمنية تحت عنوان تحمل المجتمع للمسؤولية في ظل غياب الشراكة الشعبية الحقيقية في صناعة القرار هي خدعة شيطانية وهي أخطر ما طرح حتى الآن على السلم الأهلي، ومن يريد الشراكة الحقيقية فعليه أن يطالب بدستور شعبي عادل يؤسس لهذه الشراكة، ومؤسسة برلمانية تعبر تعبيرا صادقا عن الإرادة الشعبية .

الوفاء بالهمزة والوفاق بالقاف ..
ومن جانبه قال فضيلة السيد محمد علي : هناك قواسم مشتركة كثيرة تجمع بين الإخوة في الوفاء بالهمزة وبين الأخوة في الوفاق بالقاف، ولابد من العمل على تعزيز هذه القواسم، وقد نقل أحد المشايخ الذين تشرفوا بمقابلة الإمام السيد علي الخامنئي، قال : سألت الإمام السيد علي الخامنئي بأي شيء تنصحنا ؟ فأجاب : أنصحكم بان تجتمعوا على الولاية، فسألته : على ولاية الفقيه؟ فرد : لا .. تجتمعون على ولاية أمير المؤمنين فهي الأصل وولاية الفقيه هي الفرع .

وقال : الإخوة في الوفاق ليسوا أعداء للوفاء والعكس صحيح، وقضية المشاركة والمقاطعة قضية فرعية، وحينما نكون مهددين في وجودنا، يجب البحث عن القضايا المشتركة وعدم الجمود بالوقوف عند الجزئيات مهما كانت مهمة، والتكامل ممكن وهو وسيلة للضغط بشكل أفضل على السلطة .

وقال : في فلسطين هناك من يسعى للمفاوضات ويرفض المقاومة في حين أن المقاومة تفيده وتعزز موقفه في المفاوضات، ومن الحكمة أن يستفيد من وجود المقاومة لتعزيز موقفه في التفاوض . وفي فيتنام كانت المفاوضات مستمرة جنبا إلى جنب مع المقاومة، وكان ممثلي الثوار يجلسون على طاولة التفاوض مع الأمريكيين، بينما يبعث الثوار بالنعوش إلى أمريكا .

صادر عن : إدارة موقع الأستاذ .
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML