الحلقة 3 من حوارات العزّة مع المفكّر النوري :”قررنا منذ البداية

محروم.كوم · #1 01-14-2010, 04:20 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على الرسول المصطفى محمد بن عبد الله وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين

الإخوة الأعزاء في ادارة موقع العزة الاسلامي . هذه أجوبة بقية الأسئلة التي تفضلتم بتقديمها في وقت سابق ، وهي المجموعة الثالثة من الاجابات . مع الاعتذار عن التأخير لظروف قاهرة .

العزّة : ما هو موقع سماحة آية الله الشيخ حسين نجاتي في تيار الوفاء ؟

ج13 : سماحة الشيخ النجاتي هو من العلماء الكبار في البحرين ، وسماحة الشيخ النجاتي من العلماء المشهود لهم في الأوساط الحوزوية بالتاريخ العلمي المرموق .

وبحسب الرؤية التي تم تأكيدها في مواقع مختلفة ، فإن العلماء الكبار يمثلون مظلة رمزية معنوية عامة للمؤمنين في البحرين . وهذه المكانة المعنوية للعلماء المعروفين تقتضي أن يمثل هؤلاء العلماء حاضنا متوازنا لمختلف التيارات السياسية المؤمنة ، دون الارتباط الحزبي بتيار خاص . وسماحة الشيخ النجاتي يقوم بالدور الرمزي المعنوي العام كمظلة عامة للمؤمنين بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم .

ومن جهتنا نحن في تيار الوفاء فإننا نسعى لتكون لنا ارتباطات عامة ومتوازنة مع مختلف العلماء المرموقين في البلد . فالطائفة المؤمنة تحتاج لهكذا علاقات وروابط رمزية متوازنة بين العلماء المرموقين ذوي الفضيلة والتاريخ والوجاهة ، وبين الشخصيات العاملة في الشأن الاجتماعي والسياسي . فالعلماء المرموقين يمثلون التقوى والوقار والرمزية الايمانية ، ويمكنهم تقديم المشورة بما يناسب موقعهم وخبراتهم ، والشخصيات والتيارات المتحركة ميدانيا ، يمثلون الخبرة الميدانية المتحركة موضوعيا ، وتواصلهم مع الشخصيات العلمائية المرموقة يمكنهم من رفد هؤلاء العلماء بالهموم الحركية التفصيلية للساحة الاسلامية والوطنية . وبحمد الله تعالى ، فإن سماحة الشيخ النجاتي يقوم بدور جيد ، كما هم العلماء الآخرون بتقديم المشورة والنصيحة للشخصيات العاملة ، كما أننا نقوم برفد سماحة الشيخ بهموم الساحة وشجونها .

العزّة : لماذا تلتجئون للخارج في الغطاء الشرعي وسماحة آية الله الشيخ حسين نجاتي معروف لدى الجميع ومن المسلمات الحوزوية على مستوى الاجتهاد بالاضافة انه يتوافق مع ما تطرحونه في الساحة الوطنية والاسلامية ؟

ج14 : لقد توافقت قيادة الوفاء منذ فترة التأسيس الأولى على توفير الإطار الشرعي بحده الأعلى ، مع الاستفادة من المستويات الشرعية الأخرى أيضا .

وأقصد بهذا الكلام ، أننا خططنا منذ البداية للتوفر على الوضعية الشرعية من خلال الارتباط بمرجعية شرعية عليا جامعة للشرائط ، وليس مجرد الارتباط بمجتهد فقيه . والسبب في ذلك ادراكنا العميق للأهمية الخاصة للقضية الشرعية ، وضرورة الاطمئنان الكامل ببراءة الذمة من خلال الاسترشاد بمرجعية شرعية عليا . رغم حرصنا كذلك على الاستفادة من العلماء المرموقين في داخل البلد . و أشعر أنني محتاج لتوضيح المقصود بقضية الشرعية ، لتكون الاجابة أكثر وضوحا . فهناك عدة مستويات من الارتباط بالمرجعية والعلماء أوضحها بالصورة التالية .

1- قضية التزاحم والضرر : يذكر في الرسائل العملية وعند بحث قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حالة التزاحم بين الأهم والمهم ،عندما يؤدي الأمر والنهي لضرر على المكلفين . ففي هذه الحالة يلاحظ الجانب الأهم . وقد أشار بعض العلماء لضرورة الرجوع للفقيه لتشخيص الأهم وامكانية تحمل الضرر الأقل أهمية . فقضية التزاحم ووقوع الضرر هي من الموارد التي يرجع فيها للفقيه ، عند بعض العلماء . وبحسب هذا المستوى فلدينا والحمد لله تعالى رخصة شرعية من مرجعية دينية عليا ، وهو ما أكدناه مرارا .

2- قضية الموضوعات الجديدة : كذلك ، فإن هناك بعض الموضوعات السياسية المستجدة والتي قد لا يكون حكمها واضحا بصورة كاملة ، فيجب الرجوع فيها للفقيه الجامع للشرائط . مثل استقطاع 1 % ، وقانون التقاعد ، وبعض العلاقات السياسية وغيرها . ونحن ملتزمون بالرجوع للمرجعية العليا في الموضوعات غير الواضحة .

3- قضية المنهج والنظرية السياسية : وهي قضية تختلف عن مسئلة التزاحم والضرر والافتاء الجزئي في موضوع محدد . فكل تيار سياسي يجب أن يحدد لنفسه أيدلوجية ونظرية ومنهج سياسي .

ولذلك نجد أن بعض التيارات تلتزم بالقومية أو الليبرالية أو الديمقراطية أو بالمنهج السلفي أو الاخواني أو المهادنة أو الممانعة . ونحن في تيار الوفاء قررنا منذ البداية الالتزام فكريا وسياسيا بالنظرية والمنهج الفكري والسياسي للامام الخميني ( قده ) والسيد القائد . فنحن كتيار اسلامي لابد أن نرجع لمرجعية شرعية لتحديد قضية المنهج والنظرية الفكرية والسياسية ، وقد توافقت قيادة التيار على الرجوع للنظرية الفكرية والسياسية للامام الخميني (قده) والسيد القائد ، لكونها كما نعتقد تمثل النظرية والمنهج الأكثر رصانة وفاعلية . مع ضرورة الالتفات الى أن التزامنا بالمنهج الخميني (قده) ينسجم مع رجوعنا لفقهاء آخرين فيما يرتبط بقضة التزاحم والضرر وبعض الفتاوى والارشاد ، مما لا يتعارض مع منهج الامام الخميني العام . وكذلك فيما يرتبط بالعلماء المرموقين في البحرين فنحن يمكن أن نستفيد منهم ، في المساحة التي لا تتعارض مع نهج الامام وولاية الفقيه . علما بأن هناك الكثير من المعوقات الموضوعية فيما يرتبط بالارتباط المرجعي لها متطلباتها أيضا .

العزّة : في رأيكم هل هناك أطراف في السلطة تقف وراء ما يحدث من فتنة في البيت المعارض وهل تقف وراء عدم جلوسكم مع بعض التيارات المعارضة ؟

ج15 : أعتقد أن السلطة تعمل على تكريس الخلافات الداخلية للمعارضة وتغذيتها ، وتوظيفها بما يخدم مصلحتها . ولكن السلطة لا تستطيع أن تمنعنا من اللقاء والتعاون اذا توفرت البصيرة والعزيمة . فهناك مشكلة على مستوى الوعي والارادة والقيم الوحدوية . فنحن في البحرين يمكننا تقرير أن هناك مؤامرة سياسية سلطوية ضد المعارضة كشف عنها تقرير البندر وغيره ، ولكن نجاح المؤامرة الرسمية ليس قدرا حتميا ، ونملك لو أردنا تجاوز كل الصعاب والعراقيل لأجل اللقاء والتعاون البناء .

العزّة : هل تؤمن بأن السلطة اخترقت حصن المعارضة واصبحت لديها اطراف تروج لها ؟

ج16 : أتصور أن الرؤية الاسلامية والمنطقية ، وكذلك ما أوصانا به مراجعنا العظام ، هو ضرورة الابتعاد عن اللغة التخوينية والعدائية والتسقيطية فيما يرتبط بعلاقات المؤمنين ببعضهم البعض .

ولذلك ، فمن الضروري الحديث حول المناهج المختلفة وما يسببه كل منهج من مكاسب للسلطة أو المعارضة . فيمكن أن تسلك السلطة سلوكا معينا تكون فيه مصلحة للمعارضة دون أن تقصد السلطة ذلك . وكذلك يمكن للمعارضة أن تسلك سلوكا ما تكون فيه مصلحة للسلطة دون قصد من المعارضة لذلك . وما ينبغي بحثه مثلا هل أن أسلوب التردد وعدم الحزم والمشاركة البرلمانية في ظل دستور المنحة أفرز مكاسب كبيرة للسلطة السياسية أم لا ؟ وهذا السؤال لا يرتبط بالنوايا بل بالمنهج السياسي وما يقتضيه من خسائر ومصالح للمعارضة والسلطة . فأكثر الناس اخلاصا اذا لم يسلك منهجا سياسيا سليما فانه يتسبب دون قصد بخسائر للمعارضة ومصالح مهمة للسلطة . ونحن في تيار الممانعة عموما نعتقد أن منهج التردد والليونة والمشاركة البرلمانية ، سبب هزالا شديد ا للصف المعارض ، ومكن السلطة السياسية من مراكمة مشروعها الافسادي وتمدده على طول مساحة الوطن ، مع حسن الظن بالنوايا والدوافع لعموم أطياف المعارضة . مع الاشارة الى أن التيار الممانع ليس معصوما من الأخطاء في بعض تفاصيل حركته الميدانية ، ولكن منهج المقاوم والممانع في عمومه وجوهره سليم وصحيح .

العزّة : ما هو الفرق بينكم كتيار وبين حركة حق وحركة أحرار البحرين وحركة خلاص ؟ وما هي أهم المشتركات والتقاطعات ؟

ج17 : أما بالنسبة للمشتركات فجميع هذه المؤسسات تؤمن بالمنهج الممانع ، كما أن الصفة الغالبة على أفرادها هي الالتزام الديني ، كما أنها جميعا تمثل امتدادا لخط الانتفاضة المباركة ، أضف لذلك تقارب رؤيتها ومقاربتها للواقع السياسي الفعلي للبحرين . أما عن التمايزات بين هذه المؤسسات فيمكن توضيحها بالصورة التالية :

1- بالنسبة للتمايز بين الوفاء وحق . فإن الوفاء يمثل مؤسسة اسلامية فكرية واجتماعية وسياسية شاملة ، أما حركة حق فهي مؤسسة تختص بالشأن السياسي والوطني . كما تتميز الوفاء بجمعها لشخصيات اسلامية علمائية ومثقفة ، بينما حق تجمع بين شخصيات وطنية مختلفة .

2- بالنسبة للتمايز مع حركة أحرار البحرين ، فالأحرار تمثل مؤسسة نشطت مع حركة الانتفاضة المباركة ، وكان لها دور فاعل في الخارج لدعم حركة الانتفاضة .وقد قاد المؤسسة مجموعة من الشخصيات الاسلامية المثقفة . أما الوفاء فقد تأسس حديثا ليحمل نفس هموم الانتفاضة التسعينية ، مع شمولية للشخصيات الاسلامية المثقفة والشخصيات العلمائية . ووضوح تام في المنهج الفكري والشرعي .

3- أما بالنسبة لحركة خلاص ، فهي حركة تأسست في الخارج مؤخرا ، والشخصية البارزة فيها معروفة بكفاحها وجهادها ، وأحتاج لمزيد من المعلومات حول مميزاتها المنهجية .

العزّة : في رأيكم ما هي نقاط الضعف والقوة لدى المعارضة ؟

ج18 : أما نقاط القوة فأهمها هي الأمور التالية :

1- توفر الشعب البحريني على مخزون جهادي ديني وسياسي وتاريخي عميق ، يمثل قاعدة ثقافية ومعنوية يمكن توظيفه ايجابيا في المعركة ضد الظلم والفساد .

2- توفر الشعب البحريني على روحية حماسية تستجيب بقوة لنداءات الرموز العلمائية والسياسية ، وتدعم المشاريع الاصلاحية الوطنية .

3- وضوح المشاريع التخريبية والافسادية الرسمية ، ووضوح مشروعية وعدالة المشاريع الاصلاحية المعارضة .

4- توفر المعارضة على نخبة من الشخصيات المعارضة المخلصة والمجربة سياسيا واجتماعيا وحقوقيا . أما نقاط الضعف لدى المعارضة فهي :

1- ضعف البصيرة والاستفادة من المخزون الجهادي الاسلامي والمعنوي الذي يحمله الشعب البحريني .

2- ضعف الاستفادة من الحماس والاستعداد الشعبي للاستجابة للرموز العلمائية والسياسية ودعم المشروع الاصلاحي الوطني .

3- ضعف الاستراتيجية والمنهجية السياسية المعارضة ، وضعف امكانياتها المادية والاعلامية .

4- التشتت والانقسام في صفوف المعارضة ، وعدم التعاون والتنسيق لتحقيق الأهداف الدينية والسياسية المشتركة .

العزّة : هل أجرت الحكومة معكم اتصالات ؟؟

ج19 : لم تنضج الظروف السياسية لحصول هكذا اتصالات . فرغم ما تحدثه تحركات المعارضة من ضغوط واحراجات للسلطة السياسية . ولكن هذه الضغوط لم تحدث لحد الآن تراكما قويا يحشر السلطة في الزاوية الضيقة ، ليضطرها للاستغاثة وطلب المساعدة من المعارضة . فيجب على المعارضة دراسة الخيارات العملية الفاعلية القادرة على احداث ضغوط قوية تدفع السلطة للجلوس بجدية لطاولة الحوار للاصغاء لمطالب المعارضة المشروعة والعادلة .

العزّة : البعض يقول انكم تمثلون كتيار حالة طارئة على الساحة الاسلامية والوطنية وستنتهي بمجرد انتهاء أسباب تجمعكم ؟

ج20 : أعتقد أن هذا القول يمكن أن يقصد به عدة مضامين أشرحها بالصورة التالية :

1- بالنظر للمنهج الفكري والسياسي والشرعي الممانع الذي يلتزمه التيار ، فهو منهج أصيل وراسخ وليس طارئ . نعم منهج الليونة والتردد هو الطارئ الذي لا يملك مقومات البقاء .

2- بالنظر للشخصيات التي تقود الوفاء ، فهي شخصيات مخضرمة وقوية لم تستطع كل الصعاب الغائها وتهميشها . وكذلك العلاقات الداخلية بين هذه الشخصيات هي في تطور دائم .

3- بالنظر للأهداف والضرورات الدينية والسياسية والموضوعية التي اقتضت بروز التيار وتصديه ، فهي ضرورات وأهداف عميقة وقوية وراسخة ، وليست طارئة ووقتية .

4- بالنظر للوسائل والدور والفاعلية الادارية والحركية للتيار ، فهي في تطور وتصاعد مستمر . فرغم عدم اكمال التيار لعامه الأول فقد تصدى للقضية الفكرية والشرعية وقضية المعتقلين ، وعيد الشهداء وبدأ التصدي للتجنيس السياسي ولديه برنامج في ذلك ، وهو يستعد لاعلان موقفه من الانتخابات ، مع تنسيق كامل مع قوى الممانعة . مع الاقرار بوجود بطئ في البناء الاداري والمؤسسي . __DEFINE_LIKE_SHARE__